إبراهيم بن محمد صديق

المغرب

هو إبراهيم بن محمد ابن الصديق الغماري الطنجي، الأخ الأصغر غير الشقيق للشيخ أحمد ابن الصديق. ولد بمدينة طنجة يوم 17 رجب 1354 هـ / 1935 م.

نشأته و دراسته الأولى:

نشأ في كفالة أخيه الأكبر أحمد ابن الصديق لأن أباه توفي و هو لا زال في شهره الثاني. فأدخل الكتاب بعد أن بلغ السادسة من عمره، و تعلم القراءة و الكتابة و حفظ القرآن الكريم على كل من الفقيهين: السعيد الحوزي، و العلمي شابو القصيمي.

طلبه للعلم:

الجو العلمي الذي نشأ فيه بين إخوة علماء نبغاء، ساعده على تلمس مصادر العلم و المعرفة، و التنقل بينها بشغف و نهم، و لم يقتصر ذلك على بلدته و بين حنان إخوته، بل رحل و سافر إلى القرويين بفاس حيث درس على الفقيه عبد الله الصقلي، و الفقيه عبد الهادي خبيزة اليعقوبي، و الفقيه العابد الخرشفي، و الفقيه الفاطمي ابن الحاج السلمي، و غيرهم.
ثم شد الرحلة إلى مصر في فبراير سنة 1958 م. و انتسب إلى الجامع الأزهر، و درس على شيوخه، كما لازم أخاه السيد أحمد هناك يتلقى عنه العلم و لا سيما علم الحديث، إلى حين وفاته رحمه الله سنة 1960 م.
و بعدها سافر إلى العراق سنة 1961 و انتسب لكلية الشريعة لمدة سنة واحدة. ثم عاد إلى المغرب و التحق بكلية الشريعة بفاس و تابع بها إلى أن حصل على الإجازة منها سنة 1965 م، ثم التحق بدار الحديث الحسنية سنة 1966 م وحصل بها دبلوم الدراسات العليا سنة 1975 م في موضوع “الجرح و التعديل في المدرسة المغربية للحديث تحت إشراف الأستاذ علال الفاسي، ثم نال درجة الدكتوراه من نفس الدار سنة 1985 م في موضوع: “علم علل الحديث من خلال كتاب (بيان الوهم و الإيهام الواقعين في كتاب الأحكام) لابن القطان الفاسي” تحت إشراف: الدكتور محمد فاروق النبهان.
مشايخه و أساتذته:

– الشيخ محمد (فتحا) الفتوح تلقى عنه النحو بالأجرومية بالأزهري.
– أخوه الشيخ أحمد: أخذ عنه صحيح البخاري كما لازم مجالسه في صحيح مسلم.
– أخوه الشيخ محمد الزمزمي: قرأ عليه الألفية بشرح ابن عقيل، و الفقه بتحفة الحكام، و أصول الفقه بجمع الجوامع و البلاغة بالجوهر المكنون و الأصول بكتاب الخضري.
– أخوه الشيخ عبد الحي تلقى عنه المنطق.
– أخوه الشيخ الحسن: أخذ عنه الأجرومية في النحو بالأزهري.
– الشيخ محمد بوشْفَنْفَنْ: تلقى عنه الصرف، و مختصر خليل في الفقه و النحو بأزمور. و هذا الشيخ كان من ندماء الشيخ أحمد ابن الصديق لما كان بأزمور، و هو المقصود برسالته الهزلية “المعفن بشرح قصيدة أبي شفنفن”. و لها قصة طريفة.
و أجازه أخوه أحمد و الشيخ عبد الحفيظ الفاسي..

نشاطه العلمي:

عمل بالتدريس دهرا طويلا أستاذا بكلية أصول الدين بتطوان، ثم بدار الحديث الحسنية لمدة معينة، و اشتغل بمهمة الخطابة بمسجد السوريين منذ تأسيسه سنة 1974 إلى أن توقف لظروف صحية في صيف 1996 م. و شغل منصب رئيس المجلس العلمي بطنجة من أكتوبر سنة 1996 م إلى أن توفي.
آثاره:

– ترتيب أحاديث أخبار القضاة لوكيع. خ
– الجرح و التعديل في المدرسة المغربية للحديث. ط في جزئين بالمغرب.
– طرفة المشتهي فيما أسنده الحافظ البندهي. ترتيب أحاديث شرح المقامات الحريرية. و هذا العمل كان بأمر أخيه الأكبر، فلما انتهى منه سلمه له، و بقي مع جملة كتبه.
– القول الوجيز في ترجمة أحي عبد العزيز. و اختصار ل “تعريف المؤتسي بأحوال نفسي”. و مصيره كسابقه.
– مسند أبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي. ترتيب أحاديث تاريخ جرجان. خ.
– علم علل الحديث من خلال “بيان الوهم و الإيهام الواقعين في كتاب الأحكام” لابن القطان الفاسي. ط في جزئين بالمغرب.
– نماذج من أوهام النقاد المشارقة في الرواة المغاربة. طبع بمصر.
– مالك المحدث، بحث كتبه في ندوة الإمام مالك.
– المغاربة و احتجاج الإمام مسلم بصحيفة أبي الزبير عن جابر كتبه في ندوة الإيسسكو.
– بحث حول دراس بن إسماعيل الفاسي أبي ميمونة (ت 357هـ). أشار إليه في كتابه الجرح و التعديل 1/147.
– مناقشة محضر أبي الخطاب ابن دحية الكلبي. نشر بمجلة الأحمدية بالإمارات.
– بحث حول التعمير و المعمرين. نشر بمجلة دعوة الحق المغربية.
– مستدرك ابن حزم على الصحيحين، قال: و قد تتبعت الأحاديث التي احتج بها في “المحلى” فاجتمع لدي الكثير منها مما يصح أن يعد مستدركا لابن حزم على الصحيحين، أعان الله على ترتيبها و إخراجها”. الجرح و التعديل 1/184.
قلت: تسميته بالمستدرك فيه نظر، و لا يخفى ما انتقد على الحاكم حول هذا المصطلح، و الأولى أن يسمى: صحيح ابن حزم.
– بحث حول ابن عبد الملك ابن حبيب الأندلسي. نشر في مجلة دعوة الحق.
– و قد نشرت دار البشائر الإسلامية مجموعة من مقالاته في جزء، منها ما ذكر هنا.

وفاته:

توفي المترجم مساء يوم الخميس 6 صفر 1424 هـ موافق 10 أبريل 2003 م بالمستشفى العسكري بالرباط، بعد مكابدة مريرة لمرض السرطان بالجهاز التنفسي منذ سنين. و في اليوم الموالي صلى عليه ابن أخيه الأستاذ عبد الباري الزمزمي بمسجد محمد الخامس بطنجة و شعيعت جنازته –بالذكر على عادة المغاربة- إلى زاوية أبيه حيث دفن بها جنب إخوانه السابقين (عبد الله و عبد العزيز و عبد الحي)، و أبن بعدها بكلمات و ندوات. و إنا لله و إنا إليه راجعون.