المشكاة في القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

ورد ذكر المشكاة في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (كَمِشكاةٍ, فيها مِصباحٌ) قال أَبُو منصور: أَراد، والله أَعلم، بالمِشكاةِ قَصَبة الزجاجة التي يُستَصبح فيها، وهي موضِع الفَتِيلَة، شُبِّهَت بالمِشكاة وهي الكَوَّة التي ليست بِنَافِذَة.

 و في تفسير القرطبي قوله -تعالى- (يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) مبالغة في حسنه وصفائه وجودته (نور على نور) أي اجتمع في المشكاة ضوء المصباح إلى ضوء الزجاجة وإلى ضوء الزيت فصار لذلك نور على نور واعتقلت هذه الأنوار في المشكاة فصارت كأنور ما يكون، فكذلك براهين الله -تعالى- واضحة وهي برهان بعد برهان وتنبيه بعد تنبيه كإرساله الرسل وإنزاله الكتب ومواعظ تتكرر فيها لمن له عقل معتبر

واختلف المتأولون في عود الضمير في نوره على من يعود فقال كعب الأحبار وابن جرير: هو عائد على محمد -صلى الله عليه و سلم-، أي مثل نور؟

وقال آخرون: عنى بالمشكاة صدر المؤمن وأشرفوا القرآن والإيمان وبالزجاجة قلبه

عن أبي بن كعب (مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) قال: مثل المؤمن قد جعل الإيمان والقرآن في صدره كمشكاة قال المشكاة صدره (فيها مصباح) قال: والمصباح القرآن والإيمان الذي جعل في صدره (المصباح في زجاجة) قال: والزجاجة قلبه (الزجاجة كأنها كوكب دري توقد) قال: فمثله مما استنار فيه القرآن والإيمان (كأنها كوكب دري) يقول: مضيء (توقد من شجرة مباركة) والشجرة المباركة أصله المباركة الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له (لا شرقية ولا غربية) قال: فمثله مثل شجرة التف بها الشجر فهي خضراء ناعمة لا تصيبها الشمس على أي حال كانت لا إذا طلعت ولا إذا غربت وكذلك هذا المؤمن قد أجير من أن يصيبه شيء من الغير وقد ابتلي بها فثبته الله فيها فهو بين أربع خلال:

1-              إن أعطى شكر

2-              وإن ابتلي صبر

3-              وإن حكم عدل

4-              وإن قال صدق

فهو في سائر الناس كالرجل الحي يمشي في قبور الأموات. قال: (نور على نور) فهو يتقلب في خمسة من النور فكلامه نور وعمله نور ومدخله نور ومخرجه نور ومصيره إلى النور يوم القيامة في الجنة.

عن ابن عباس (مثل نوره كمشكاة) قال: مثل هداه في قلب المؤمن كما يكاد الزيت الصافي يضيء قبل أن تمسه النار فإذا مسته النار ازداد ضوءا على ضوء كذلك يكون قلب المؤمن يعمل بالهدى قبل أن يأتيه العلم فإذا جاءه العلم ازداد هدى على هدى ونورا على نور.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply