تأملات على ضفاف سورة الحجرات ( 14 )


بسم الله الرحمن الرحيم 

 بسم الله الرحمن الرحيم أحبتي الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنا قد توقفنا في الحلقة الماضية الثالثة عشر عند قوله - تعالى -: ( ولا تلمزوا أنفسكم..) الآية.. فأقول مستعينا بالله أن الحق - تبارك وتعالى - ينبه في أخر الآية إلى قضية مهمة كثيرا ما ترد في كتابه العزيز, وهي تعتبر من أخطر المسائل في الحياة, ألا وهي العودة على الأعقاب والنكوص والارتداد إلى الخلف من أولئك الذين تخور قواهم, وتقصر هممهم, وتكل بهم مطاياهم عن بلوغ النهاية, والهدف, وهو الثبات على الحق, والمبدأ ثبات الجبال الراسيات ( واعبد ريك حتى يأتيك اليقين). لذلك جاء الوصف لهؤلاء قاسيا تأمل كلمة (بئس ) ثم اتبعها الحق - سبحانه - بكلمة أخرى وهي كلمة الفسوق تعبيراً عن هذا المسلك القبيح, فالفسق جامع لكل معان الرذائل والنقائص. ثم اثبت كلمة الإيمانº لتكون جامعة لكل معان الخير فجاء التناسب. ( تأمل.. بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ).. ولو تأملت أخر الآية لجثوت على ركبتيك خائفاً وجلا من التهديد المبطن بسوار الرحمة وهو الإلماح إلى التوبة مع التهديد لمن لا يلتفت إلى التوبة بعدما يقترف المعصية والذنب. ومنها هذا المسلك المشين الذي حذرت منه الآية وهو التنابز بالألقاب..والآية هنا جامعة.. كما هو القران الكريم لا يحده حد فأينما ذهبت تجده وتجد معانيه شاملة وفيها إجابة لكل سؤال قد يعترض طريق السالكين.. ونجد في نهاية الآية وصف الظلم لأولئك الذين يتكبرون على الاعتراف بالتقصير واقتراف الذنب ــ ومن هو الذي لم يقترف ذنبا..؟؟ ــ بأنهم ظلمة.. في الحلقة القادمة يكون الحديث عن بعض أمواج الظلم للنفس والغير.. والشاهد قد برز للعيان واحسب انك قد عرفته. فأين من يعتبر من تصريف الله لهذا الكون ولك ان تتأمل قوله – سبحانه -: ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ).. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply