تأملات على ضفاف سورة الحجرات ( 3 )


بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين, وبعد: هذا هو اللقاء الثالث في هذه السلسلة من التأملات على ضفاف سورت الحجرات.

 

لا يزال الحديث موصولاً على ضفاف هذه السورة العظيمة الجامعة والتي تستحق أن يطلق عليها سورة العلاقات العامة فهي بحق قد جمعت كما تعرف نماذج من المفردات ذات البعد الهام في إذكاء حسن العلاقة مع الأخر - بغض النظر عن موقعه تأمل البداية كيف تكررت النداءات لأهل الإيمان للفت الانتباه لشيء مهم - يجب إطراق السمع له - ثم بداء السياق العذب يؤسس العلاقة المتينة المبنية على القناعة و والتعظيم للشخص الذي يستمد منه هذا الدين, وهذا له دلاله مهمة فالمتلقي لهذا القران وهذا الدين سيأخذه من شخص معين معروف بصفته وباسمه وشخصه, إذا لابد من ملء نفوس أتباعه بطاعته وإتباعه وحماية ما جاء به والدفاع عنه, ولا يمكن أن يتمكن هذا في نفوسهم حتى يحبوه, لذلك جاء الأمر خاصاً وعاماً, خاصا لمن هم في عصره وعايشوه وعرفوه باسمه وشخصه واخذوا هذا النور منه مشافهه, إذا لابد من إيضاح الطريق لهم للتعامل معه - صلى الله عليه وسلم - لذلك جاءت النداءات في صدر هذه السورة, وخطاب عام لمن عرفوه باسمه وصفته ولم تكتحل أعينهم برؤيته وهم الذين دخلوا في الإسلام بعد ذلك إلى يوم القيامة. لأنه عندما انتهى دوره على مسرح الحياة بعدما بلغ الرسالة كاملة غير منقوصة وبعد ما رضي الله هذا الدين بعد إتمامه وكماله, جرى عليه - بابي هو و أمي صلى الله عليه وسلم – ما جرى على الخلق وذاق الكأس التي ذاقها الأنبياء من قبله وكذلك الخلق وهو الرحيل عن هذه الدنيا فغاب جسده وجسمه وشكله وبقي هديه - صلى الله عليه وسلم - والذي يريد أن يعتنق هذا الدين بعد رحيله - صلى الله عليه وسلم - لابد أن يؤمن ويقبل بمسلمات غيبية - دون اعتراض - لكنها قطعية الثبوت والدلالة وهنا تكمن عظمة هذا الدين. لذلك جاءت بداية هذه السورة على خطين متوازين عام وخاص - كما أسلفنا القول فهو خطاب خاص للصحابة - رضوان الله عليهم - الذين عاصروه - صلى الله عليه وسلم - وعام لمن سيأتي بعده من المسلمين ولمن سيعتنق الإسلام بعد ذلك, وتلحظ أن الخطاب الخاص بمن سيأتي بعده في ثناياه الأمر بأمثال أمر غيبي لم يره فعندما يقول الحق - تبارك وتعالى -: ( يا أيها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي اله ورسوله ) يحق للمخاطب الذي لم يشاهد شخص النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول كيف يأمرني الله بشيء لم أشاهده ولم أعيش معه في وقت واحد, وانتم تقولون أن القران صالح لكل زمان ومكان ويشمل عموم المسلمين..؟ - وهذا اعتراض له ما يبرره –

وجزاكم الله كل خير.. 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply