يقول تعالى لعباده : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) أي : أيهما شئتم، ( أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) أي : ليس له اسم غير حسن، حتى ينهى عن دعائه به، بل أي اسم دعوتموه به حصل به المقصود، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك الاسم .
(ولا تجهر بصلاتك ) أي : قراءتك، ( ولا تخافت بها ) : فإن في كل من الأمرين محظوراً ، أما الجهر فإن المشركين المكذبين به إذا سمعوه سبوه، وسبوا من جاء به، وأما المخافتة فإنه لا يحصل المقصود لمن أراد سماعه مع الإخفات ، ( وابتغ بين ذلك) : أي بين الجهـر والإخفـات ، ( سبيلاً) : أي توسط فيما بينهما .
( وقل الحمد لله ): الذي له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه، المنزه عن كل آفة ونقص ، ( الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ) بل الملك كله لله الواحد القهار ، فالعالم العلوي والسفلي كلهم مملوكون لله ، ليس لأحد منهم من الملك شيء .
( ولم يكن له ولي من الذل ) : أي لا يتولى أحداً من خلقه ليتعزز به أو ليعاونه ، فإنه الغني الحميد سبحانه ، لا يحتاج لأحد من المخلوقات في الأرض ولا في السماء ، ولكنه يتخذ أولياء إحساناً منه إليهم ، ورحمة بهم، ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) .
( وكبره تكبيراً ) : أي عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة ، وبالثناء عليه بأسمائه الحسنى ، وبتمجيده بأفعاله المقدسة ، وإجلاله بعبادته وحـده لا شـريك له .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد