في ظل آية


 بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً * وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً ) . 
    يقول تعالى لعباده : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن ) أي : أيهما شئتم، ( أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ) أي : ليس له اسم غير حسن، حتى ينهى عن دعائه به، بل أي اسم دعوتموه به حصل به المقصود، والذي ينبغي أن يدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك الاسم .
    (ولا تجهر بصلاتك ) أي : قراءتك، ( ولا تخافت بها ) : فإن في كل من الأمرين محظوراً ، أما الجهر فإن المشركين المكذبين به إذا سمعوه سبوه، وسبوا من جاء به، وأما المخافتة فإنه لا يحصل المقصود لمن أراد سماعه مع الإخفات ، ( وابتغ بين ذلك) : أي بين الجهـر والإخفـات ، ( سبيلاً) : أي توسط فيما بينهما .
    ( وقل الحمد لله ): الذي له الكمال والثناء والحمد والمجد من جميع الوجوه، المنزه عن كل آفة ونقص ، ( الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ) بل الملك كله لله الواحد القهار ، فالعالم العلوي والسفلي كلهم مملوكون لله ، ليس لأحد منهم من الملك شيء .
    ( ولم يكن له ولي من الذل ) : أي لا يتولى أحداً من خلقه ليتعزز به أو ليعاونه ، فإنه الغني الحميد سبحانه ، لا يحتاج لأحد من المخلوقات في الأرض ولا في السماء ، ولكنه يتخذ أولياء إحساناً منه إليهم ، ورحمة بهم، ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) .
    ( وكبره تكبيراً ) : أي عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة ، وبالثناء عليه بأسمائه الحسنى ، وبتمجيده بأفعاله المقدسة ، وإجلاله بعبادته وحـده لا شـريك له .
    كانت هذه وقفة من تيسير الكريم الرحمن ، وهو تفسير للشيخ ابن سعدي .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply