من أعجب عجائب القرآن الكريم أنه منهج متكامل يشمل جميع جوانب الحياة، وهذه ميزة من مميزات القرآن الكريم التي اختص بها دون غيره من الكتب، فهو منهج عقائدي يبين للناس عقيدتهم الصحيحة ويعطيهم التصور الصحيح عن عالم الغيب والشهادة وحقيقة العلاقة بين الخالق والمخلوق، وهو منهج تعبدي يشبع غريزة الإنسان التعبدية ويوضح له معاني العبادة وصورها وشروطها وثمارها، وهو منهج أخلاقي يدعو إلى حسن الخلق وآداب التعامل مع الخلق وينهى عن الأخلاق السيئة ويحذر منها، وهو منهج سياسي يوضح سياسة الأمم والدول وحقوقها وما لها وما عليها.
ولذلك فإن القرآن منهج شامل متكامل يجد فيه كل واحد بغيته وما أجمل قول القائل:
يا ابن العروبة سر فأنت الأسبق *** بطريق مجدك فالنجاح محقق
هذا هو القرآن نبراس الهدى *** دستورك الأسمى المنير المشرق
آياته نبع العلوم جميعها *** من قال لا فهو الغبي الأخرق
علم الطبيعة والحياة وحكمة *** الإيجاد من تبيانه تتدفق
وسياسة الدنيا بأقوم شرعة *** بين الورى بسواه لا تتحركو
فيه القضاء لحل كل قضية *** عن حلها أهل السياسة أخفقوا
عودوا إلى القرآن عودة باحث *** ترك الهوى والعقل حرٌ مطلق
وخذوا دساتير الحياة جميعها *** من آيه وعلى الخليقة أشفقوا
فهو الدواء لكل داء في الورى *** وهو الطبيب لكل سقم صدِّقوا
فالغرب لما سار سار بنوره *** وعلا وقبل الغرب سار المشرق
يا قوم أحمد مجدكم قرآنكم *** فهو الكتاب العالمي الأصدق
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد