تدنيس \ المصحف \ في جوانتانامو ليس العدوان الأول على \ القرآن \


 بسم الله الرحمن الرحيم 

العدوان الذي وقع على القرآن الكريم في معتقل جوانتانامو بتدنيس الجنود الأمريكيين لنسخ من المصحف في المرحاض على مرأى من المتهمين المسلمين في المعتقل يمثل ذروة الإجرام والوقاحة والحقد على العقيدة الإسلامية، ويهوي في الوقت ذاته بكل شعارات الغرب عن احترام الأديان وحرية الاعتقاد.

لم تكن هذه الواقعة الأولى التي يعتدى فيها على القرآن الكريم، بل إن الأحداث والشواهد تؤكد أن العدوان على القرآن والعقيدة الإسلامية والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر واضح للعيان، كما تؤكد أن هذا العدوان لا يصدر عن آراء شاردة هنا أو هناك، إنما يتم وفق استراتيجية مخطط لها جيداً وتخدِّم عليها الآلة الإعلامية والإدارات السياسية، وهو في التحليل الأخير يحدث في إطار الحرب الشاملة على الإسلام والمسلمين. وللتدليل على ذلك نسوق الوقائع التالية:

أولاً: فيما يتعلق بالقرآن ذاته لم تتوقف محاولات تحريفه والتشكيك في صحة آياته، فقد حفل التقرير الصادر في يونيو 2004م عن مؤسسة \"راند\" وهي من أشهر المؤسسات التمويلية للمنظمات البحثية في الولايات المتحدة بالتشكيك في صحة القرآن الكريم والدعوة إلى تحريف الحديث النبوي، ومارس عملية تشويه فاضحة للمفاهيم القرآنية حول الحجاب والجهاد والاستشهاد.

بل إنه تم في الولايات المتحدة في بداية عام 2004م تأليف كتاب، أسموه \"الفرقان الحق\" ليكون بديلاً عن القرآن الكريم زوراً وبهتاناً ويجري حالياً توزيعه وبيعه.

وقد جاء إصدار هذا الكتاب الكاذب في إطار إصدار سلسلة من الكتب والدواوين الشعرية التي يتم إخراجها في شكل نصوص قرآنية إمعاناً في التضليل والتشويه لكتاب الله - سبحانه وتعالى -.

ثانياً: يقوم بعض دور النشر بالترويج لكتب مليئة بالافتراءات والإسفاف عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد روَّجت إحدى دور النشر الأمريكية لكتاب كاذب اسمه \"نبي الموت\" يتهم النبي - صلى الله عليه وسلم - كذباً بنشر ثقافة الموت وبخداع المسلمين وبأن الإسلام خليط من الوثنية، وبأن القرآن يأمر المسلمين بقتل غيرهم وأخذهم سبايا..كما قامت مجلة ناشيونال ريفير الواسعة الانتشار في الأوساط اليمينية المتطرفة بنشر كتابين مماثلين.

ثالثاً: لم تتوقف محطات التلفزة والصحافة عن بث المواد الإعلامية والمقالات والرسوم الكاريكاتيرية التي تروج لاتهامات شنيعة ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة من قبل التيار الإنجيلي، بل إن شركات تجارية تسهم في العدوان على الإسلام عقيدة ونبياً وقرآناً، مثل شركة نايكي للأحذية التي كتبت لفظ الجلالة على منتجاتها!.

رابعاً: إن تلك الحملة العدوانية على الإسلام ونبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم - والقرآن الكريم لم تصدر كما قلنا عن اجتهادات فردية بل وفق منظومة مخطط لها جيداً وهي ليست بعيدة عن كبار القساوسة ولا عن إدارات الحكم في الغرب، فالقس فرانكلين جراهام وبات روبنسون وجيري فاينر وهم من أشهر القساوسة في الولايات المتحدة قد دأبوا على النيل من الإسلام والقرآن والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وهكذا...

فإن كراهية الإسلام والحقد على نبيه - صلى الله عليه وسلم - والعدوان على القرآن تصدر عن فكر وعقلية وروح الحروب الصليبية القديمة التي لم تضع أوزارها بعد، وإن الحملة العنصرية الدائرة اليوم في الغرب ضد المسلمين والقوانين العنصرية التي تم سنها مؤخراً للتضييق عليهم والانتقاص من حقوقهم، لا تنفصل عن تلك الحرب. كما أن حملة الضغوط المتواصلة من الحكومات الغربية على الحكومات الإسلامية لمحاولة تهميش التعليم الإسلامي وإلغاء المؤسسات الإسلامية تصب في ذلك بطريق غير مباشر، وكما قال النائب الأمريكي المعروف توماس فريدمان في النيويورك تايمز في 27-11-2001: \"نحن نحارب لهزيمة الأيديولوجيات\".

إن محاولات تشويه القرآن الكريم والحرب المتواصلة على الإسلام ممتدة منذ بزوغ فجر الإسلام بنوره المبين على الأرض، لكنها لاقت الفشل تلو الفشل، وستظل بإذن الله تلاقي الفشل حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فالإسلام باق بنوره بإذن الله، والقرآن محفوظ بحفظه - سبحانه وتعالى -، وصدق الله العظيم إذ يقول: \" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون \" (9) (الحجر).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply