الحمد لله القائل:- (( إنا نحن نزلنا الذكرَ وإنا له لحافظون ))، والصلاة السلام على رسول الله القائل:- ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين… )، ثم أما بعد:
أيها الناس:-
ما إن أقدم أعداء الله المفسدون في الأرض، الأمريكان الحاقدون المستهزؤون بكتاب الله - عز وجل -، حيث دنسوا بأيديهم النجسة طهارته، ومزقوا بعنجهيتهم المتعجرفة عظيم أوراقه، وألقوه حيث يجب أن يكونوا هم في بيت الخلاء، نقول ما إن فعلوا ذلكº حتى هبّ المسلمون في أصقاع المعمورة، وبدافع الغيرة على دينهم، وحباً في إسلامهم، يسيرون في مظاهرات صاخبة، تعلوها هُتافات التكبير، وترسم لوحاتها صيحات النفير، وقد دل هذا الحدث على خيرية الأمة واستعدادها للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل دينها وإسلامها.
أيها الناس:-
إن المتتبع لهذه الأحداث لا بد أن يقف أمام نقطتين مستبيناً الواقع بجلاء من خلال النظرة الشرعية فنقول بالمختصر المفيد:-
أولاً:- إن هذه الأعمال القذرة لهي مظهر من مظاهر الحروب الصليبية التي ما انفك الكفار يشعلونها في أرض المسلمين، فهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة، ينفثون حقدهم على كل ما له علاقة بالإسلام، يعبرون عن ضغائنهم بأعمال من جنسهم، ولسوف تكون - بإذن الله - عاقبتها وخيمة عليهم، فذاكرة الأمة قد امتلأت، وصولات أمتنا التي أذلت كبرياءهم في سابق عهدها لا محالة عائدة في قادم الأيام - بإذن الله -، وستلاحقهم في زوايا نومهم.
ثانياً:- إذا كان الكافر قد أساء لقرآننا في هذه الأيام المظلمة، فقد أساؤوا له منذ ما يربو على ثمانين عاماً إساءةً أتت على الدولة الإسلامية فهدمتها، ذلك أنهم أبعدوا القرآن عن التطبيق، وفصلوه عن الحياة، ولَعَمري فإن ذلك ما حصل إلا بعد أن أسقطوا خلافتنا، وأتوا بحكامٍ, هجروا القرآن، ثم ألزموا أمتنا بهجره، فحريُّ بنا معشر المسلمين أن نلتفت إلى ما هو أكبر من تدنيس القرآن من قِبل علج حقير، فالأمر أعظم، والخطب جلل، إنه أمر يتعلق برأس الحكم، إنه يتعلق بإهمال القرآن، ومن ثَمّ تنحيته عن الوجود.
أيها الأحبة:- إن حكامكم هم أصل الداء، وباجتثاثهم مكمن الدواء، ولما تمادوا في هجر القرآن تطاول الأقزام عليه، فإلى متى نُحكم بغير القرآن، أوَ لم يأن لكم أن تعملوا مع العاملين المخلصين الذين أدركوا أن العزة في تطبيق القرآن من خلال دولة خلافة راشدة، تستأصل الرؤوس الخاوية، وتعيد العزة الضائعة، واسمع يا مسلم يا عبد الله إلى الحسن بن علي - رضي الله عنهما - وهو يقول:- \" إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار \"، فاللهم ألحقنا بهم.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد