السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
إخواننا .. لدي مشكلة مثبطة همتي عن الحفظ من مدة..
وهي أنني حفظت من مدة عامين أو أكثر ثلث القرآن تقريباً.. ثم أتاني ما أتاني فتوقفت عن الحفظ والمراجعة.. فأنسيت بعضه.. والآن أريد أن أداوم عليه حتى أختمه.. فما الأولى؟؟
تثبيت المحفوظ سابقا ومراجعته.. ؟ أم حفظ الجديد منه!؟..
هلا أسعفتمونا بمزيد من الوعظ والتذكير.. شكرا لكم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فلقد لمحت بين طيات كلماتك الحرص الشديد على التمسك بكتاب الله، والرغبة الأكيدة في حفظه ومدارسته.
فزادك الله حرصا، ورفع من همتك في الخير، وأدام عليك هذا الفضل
أما بخصوص سؤالك: هل تبدأ بمراجعة القديم، أم تقوم بحفظ الجديد
فلقد أجاب عن هذا علماء سلفنا الصالح وهم يشرحون هذا الحديث النبوي المبارك الذي أخرجه الإمام الترمذي في جامعه بسنده عن أنسِ بنِ مَالكٍ, قالَ: قالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: \"عُرِضَت عَلَيّ أُجُورُ أُمّتِي حَتّى القَذَاةُ يُخرِجُهَا الرّجُلُ مِنَ المَسجِدِ، وَعُرِضَت عَلَيّ ذُنُوبُ أُمّتِي فلَم أَرَ ذَنباً أَعظَمَ مِن سُورَةٍ, مِنَ القُرآنِ أَو آيَةٍ, أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثمّ نَسِيَهَا\".
فقال الإمام ابن الجوزي: إنما أحب الدائم لمعنيين:
أحدهما: أن التارك للعمل بعد الدخول فيه كالمعرض بعد الوصل، فهو متعرض للذم، ولهذا ورد الوعيد في حق من حفظ آية ثم نسيها، وإن كان قبل حفظها لا يتعين عليه.
ثانيهما: أن مداوم الخير ملازم للخدمة، وليس من لازم الباب في كل يوم وقتا ما كمن لازم يوما كاملا ثم انقطع.
وقال الإمام النووي: بدوام القليل تستمر الطاعة بالذكر والمراقبة والإخلاص والإقبال على الله، بخلاف الكثير الشاق حتى ينمو القليل الدائم، بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة.
وقال الإمام القرطبي: من حفظ القرآن أو بعضه فقد علت رتبته بالنسبة إلى من لم يحفظه، فإذا أخل بهذه الرتبة الدينية حتى تزحزح عنها ناسب أن يعاقب على ذلك، فإن ترك معاهدة القرآن يفضي إلى الرجوع إلى الجهل، والرجوع إلى الجهل بعد العلم شديد.
أرى أن في هذا البيان الشافي الكافي
أعانك الله - تعالى -على مراجعة ومدارسة ما كنت قد حفظته
ومنّ عليك بحفظ القرآن الكريم كاملا
وبارك الله فيك وفي سعيك وجهدك
ولا تنسانا من صالح دعائك
والسلام عليكم ورحمة الله .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد