سلسلة مقالات علل أحاديث التفسير (2)


بسم الله الرحمن الرحيم

[2] حديث: يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أو للإنس شياطين قال: نعم.

أورده الطبري في جامعه (8: 4 ت 5)، والبغوي في تفسيره (2: 124)، والرازي في تفسيره (13: 126)، وابن كثير في تفسيره (1: 306)، (2: 167)، (4: 576)، والقرطبي في جامعه (7: 68)، والسيوطي في الدر المنثور (3: 342)، والشوكاني في فتح القدير (2: 154)، و حكمت بشير في الصحيح المسبور (1: 68).

والحديث من رواية أبي ذر - رضي الله عنه - في قصة طويلة قال فيه: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر هل صليت؟ قلت: لا.

قال: قم فصل.

قال: فقمت فصليت، ثم أتيته فجلست إليه.

فقال لي: يا أبا ذر استعذ بالله من شر شياطين الإنس والجن.

قال: قلت يا رسول الله! وهل للإنس من شياطين.

قال: نعم يا أبا ذر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة.

قال: قلت بلى بأبي أنت وأمي.

قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة.

قال: قلت يا رسول الله فما الصلاة؟

قال: خير موضوع فمن شاء أكثر ومن شاء أقل.

قال: قلت فما الصيام يا رسول الله؟

قال: فرض مجزئ.

قال: قلت يا رسول الله فما الصدقة؟

قال: أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد.

قال: قلت أيها أفضل يا رسول الله؟

قال: جهد من مقل أو سر إلى فقير.

قلت: فأي ما أنزل الله - عز وجل - عليك أعظم؟ قال: الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى ختم الآية.

قلت: فأي الأنبياء كان أول؟

قال: آدم.

قلت: أو نبي كان يا رسول الله؟

قال: نبي مكلم.

قلت: فكم المرسلون يا رسول الله؟

قال: ثلاث مئة وخمسة عشر جمًا غفيرًا.

هذا لفظ وكيع في رواية أحمد.

طرق الحديث واختلاف ألفاظه:

الحديث اشتهر من رواية المسعودي وعرف، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله مسعود الكوفي، روى له الأربعة والبخاري تعليقًا، وهو في عداد الثقات: وثقه جهابذة النقاد: ابن معين وابن المديني وابن نمير وأحمد في جماعة، إلا أنه اختلط بسنة أو سنتين، والضابط في حاله: أن من سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه قبل الاختلاط، وهم كثر.

أما من سمع منه في بغداد فحديثه ضعيف لأجل اختلاطه، ومن هذا الضرب: هاشم بن القاسم، وعاصم بن علي بن عاصم، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون.

والقاعدة في المختلطين: الاحتجاج بما روى عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم، وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرىº لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم حكم الثقة إذا أخطأ، أن الواجب ترك خطئه إذا علم والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطئ فيه، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات، وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سمعاهم منهم قبل الاختلاط سواء. انظر مقدمة ابن حبان لصحيحه (1/161).

وهنا يلزمنا النظر في رواة حديثه هذا، فلما نظرنا، وجدنا من رواته: جعفر بن عون، وعبيد الله بن موسى، وعمرو بن الهيثم، ومحمد بن عبيد، وهاشم بن القاسم، ووكيع، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عُبيد، وأبو داود الطيالسي، وأبو نعيم، والمقري.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply