الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وردت بعض الروايات فيما يقال بعد آيات خاصة في القرآن، فما ثبتَ منها فيجوز أن يقال في الصلاة، وما لم يثبت فلا يجوز ذكره في الصلاة.
عن إسماعيل بن أمية قال: سمعت رجلا بدويّاً أعرابيّاً يقول: سمعت أبا هريرة يرويه يقول: من قرأ {والتين والزيتون} فقرأ {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين. رواه الترمذي (3347) وهو ضعيف فيه جهالة الأعرابي.
عن إسماعيل بن أمية سمعت أعرابيا يقول سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قرأ منكم {والتين والزيتون} فانتهى إلى آخرها {أليس الله بأحكم الحاكمين} فليقل: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} فليقل: بلى، ومن قرأ {والمرسلات} فبلغ {فبأي حديث بعده يؤمنون} فليقل: آمنا بالله. رواه أبو داود (887).
وهو لفظ آخر للحديث السابق -، وضعفه الشيخ الألباني في \" ضعيف أبي داود \" (188).
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - تعليقاً على الشيخ سيد سابق -:
قوله: \" ويستحب لكل من قرأ: {أليس الله بأحكم الحاكمين} أن يقول: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، وإذا قرأ: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}، قال: بلى أشهد، وإذا قرأ: {فبأي حديث بعده يؤمنون}، قال: آمنت بالله، وإذا قال: {سبح اسم ربك الأعلى}، قال: سبحان ربي الأعلى \".
قلت: لم يبيِّن ما إذا كان ذلك وارداً أم لا، وما إذا كان ثابتاً أم لا؟
ولذلك أقول: أما جملة التسبيح منه فصحيح ثابت من حديث ابن عباس وغيره، وهو مخرَّج في صحيح أبي داود (826).
وأما ما قبله فهو من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: \" من قرأ منكم {والتين والزيتون}، فانتهى إلى آخرها: {أليس الله بأحكم الحاكمين}، فليقل بلى … \" الخ، أخرجه أبو داود وغيره، وفيه رجل لم يسم، وبيانه في \" ضعيف أبي داود \" (156)، و \" المشكاة \" (860).
لكن صح منه قوله: \" بلى \" في آية القيامة، رواه موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ, على أن يحيي الموتى}، قال: سبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعتُه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخرجه أبو داود بسند صحيح عن الرجل وهو صحابي، وجهالته لا تضر، ولذلك خرجته في صحيح أبي داود رقم (827).
\" تمام المنة في التعليق على فقه السنَّة \" (ص 185، 186).
والله أعلم .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد