الحمد لله وبعدº
كنتُ قد بدأت في طرحِ سلسلة من تخريجات العلامة محمد ناصر الألباني - رحمه الله - لكتاب يعد مرجعا من مراجع الرافضة ألا وهو كتاب \" الــمُــرَاجَــعَــات \"
وبعد أن استشرت بعض الإخوة في طريقة طرح الموضوع، رأيت أن الموضوع بهذه الطريقة قد يطول جدا، فأحببت أن أقوم بالاختصار، وذلك للأسباب التالية:
أولا: أن بعض تخريجات الشيخ طويلة جدا كما في حديث: \" أنا مدينة العلم، و على بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه \"، وهذا ربما لا يهم القارئ من قريب أو بعيد، فيزهد في قراءة الموضوع بالكلية.
ثانيا: غيرت من طريقة طرح الموضوع بما يلي:
1 - نص الحديث.
2 - حكم الشيخ الألباني - رحمه الله - من غير التخريج المطول للحديث.
3 - الاقتصار على رد الشيخ على صاحب \" الــمُــرَاجَــعَــات \" وعلى غيره، والذي يبين فيه الشيخ تجني المعبد لغير الله على سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والكذب عليها.
4 - قد أضيف بعض التعليقات المهمة من كتب أخرى لأهميتها.
ثالثا: أن هذه الطريقة ستستوعب أكبر عدد ممكن من الأحاديث، ومن أراد التوسع في التخريج للحديث بإمكانه الرجوع إلى أصل الكتاب، والاستفادة مما فيه من تخريج الشيخ - رحمه الله -.
رابعا: سأضع الموضوع كاملا هنا، وليس في حلقات متسلسلة لكي يتسنى لمن أراد المتابعة أن يرجع إليه مباشرة دون البحث عن كل حلقة، وهذه مما يسهل الأمر على الباحث.
خامسا: سأكتفي بالمقدمة السابقة في بيان ترجمة صاحب \" الــمُــرَاجَــعَــات \"، والكلام عن كتابه لمن أراد الرجوع إليها، وهي في الرابط الأول من الروابط الثالثة الآنفة.
سادسا: سأنقل تخريج الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - كاملا لبعض الأحاديث بسبب كثرة استدلال الرافضة بها.
ولنشرع الآن في الموضوع.
ونسأل الله الإعانة على إتمامه.
التَّعـلِـيـقَـاتُ الأَلـبَـانـِيّـَةُ عَـلى \" المُرَاجَعَات \"
1 / 893 - من سره أن يحيا حياتي، و يموت ميتتي، و يتمسك بالقصبة الياقوته التي خلقها الله بيده، ثم قال لها: \" كوني فكانت \" فَليَتَولَّ علي بن أبي طالب من بعدي. مـوضـوع.
2 / 894 - من سره أن يحيا حياتي، و يموت مماتي، و يسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، و ليوال وليه، و ليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم الله شفاعتي. مـوضـوع.
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في رده على صاحب المراجعات:
وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب \" المراجعات \" عبد الحسين الموسوي نقلا عن كنز العمال (6/155 و 217-218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد، معرضا عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي!
وكم في هذا الكتاب \" المراجعات \" من أحاديث موضوعات، يحاول الشيعي أن يوهم القراء صحتها، وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على مذهبهم! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - في فضل علي - رضي الله عنه -، بل حشر كل ما روي فيه! وعلي - رضي الله عنه - كغيره من الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع القواعد في \" مصطلح الحديث \" يكون التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات، ثم اعتمدوا جميعا على ما صح منها، لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات المسائل المختلف فيها بينهم، أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم، بل كل محاولة في سبيل ذلك فاشلة. والله المستعان.
3 / 895 - لاتسبوا علياº فإنه ممسوس في ذات الله - تعالى -. ضـعـيـف جـدًا.
4 / 4881 \" هَذا عليُّ قَد أَقبلَ في السَّحابِ \". مـوضـوع.
5 / 4882 \" أُوصِي مَن آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوَلايَةِ عَلِيَّ، فَمَن تَوَلاهُ تَوَلانِي، ومن تَوَلانِي فَقَد تَولَّى الله \". ضـعـيـف جـدًا.
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - في رده على صاحب المراجعات:
ومع ذلكº استروح إلى حديثهما هذا: ابن مذهبهما الشيخ عبد الحسين، المتعصب جدا لتشيعه في كتابه الدال عليه \" المراجعات \" (ص 27)، فساقه في مساق المسلَّمات، بل نص في المقدمة (ص 5) بما يوهم أنه لا يورد فيه إلا ما صحº فقال: \" وعُنِيتُ بالسنن الصحيحة \"!!
6 / 4883 - علي أقضى أمتي بكتاب الله، فمن أحبني فليحبهº فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي - عليه السلام -. مـنـكـر بـهـذا الـتـمـام.
7 / 4884 - يا عبد الله! أتاني ملك فقال: يا محمد! \" وَاسأَل مَن أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مِن رٌّسُلِنَا \" [الزخرف: 45] على ما بعثوا؟ قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب. مـوضـوع.
8 / 4885 - مرحباً بسيد المسلمين، وإمام المتقين. مـوضـوع.
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله -: ومما يؤكد وضع هذا الحديث: المبالغة التي فيهº فإن سيد المسلمين وإمام المتقينº إنما يصح أن يوصف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحده فقط. ولذلك حكم على هذا الحديث وأمثاله مما في معناه العلماء المحققون بالوضع، كما تقدم في الحديث (353)º فراجعه.
9 / 353 - إن الله - تعالى -أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين. مـوضـوع.
ونقل العلامة الألباني - رحمه الله - كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: \" وهذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث، ولا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم، ولا نعلم أحدا هو \" سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين \" غير نبينا - صلى الله عليه وسلم -، واللفظ مطلق، ما قال فيه مِن بعدي \". وأقره الذهبي في \" مختصر المنهاج \" (ص 473).
10 / 350 من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. لا أصـل لـه بـهـذا اللـفـظ.
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في تعليقه على هذا الحديث المنسوب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: \" والله ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هكذا، وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: \" من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية \". وأقره الذهبي في \" مختصر منهاج السنة \" (ص 38) وكفى بهما حجة.
وهذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي، ولو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا، وغاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه، وهذا حق كما دل عليه حديث مسلم وغيره.
ثم رأيت الحديث في كتاب \" الأصول من الكافي \" للكليني من علماء الشيعة رواه (1/377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله مرفوعا. وأبو عبد الله هو الحسين بن علي - رضي الله عنهما -. لكن الفضيل هذا وهو الأعور أورده الطوسي الشيعي في \" الفهرست \" (ص 126) ثم أبو جعفر السروي في \" معالم العلماء \" (ص 81) ولم يذكرا في ترجمته غير أن له كتابا! وأما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا، وكذلك ليس له ذكر في شيء من كتبنا، فهذا حال الإسناد الوارد في كتابهم \" الكافي \" الذي هو أحسن كتبهم كما في المقدمة (ص 33). ا. هـ.
- مـلـحـوظـة:
هذا الحديث ال
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد