بسم الله الرحمن الرحيم
مرضعاته صلى الله عليه وسلم:
1- حليمة السعدية من بني سعد بن بكر:
وروى ابن إسحاق عن نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له : يا رسول الله أخبرنا عن نفسك قال : ( .... واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا إذ أتاني رجلان - عليهما ثياب بيض - بطست من ذهب مملوء ثلجا ثم أخذاني فشقا بطني واستخرجا قلبي فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه : زنه بعشرة من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال : زنه بمئة من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم ثم
قال : زنه بألف من أمته . فوزنني بهم فوزنتهم فقال :( دعه عنك فوالله لو وزنته بأمته لوزنها ) . وإسناده جيد قوي ).
وعن عتبة بن عبد : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : كيف كان أول شأنك يا رسول الله ؟ قال : ( كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا فقلت : يا أخي اذهب فأتنا بزاد من عند أمنا . فانطلق أخي ومكثت عند البهم فأقبل طائران أبيضان كأنهما نسران فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ فقال : نعم . فأقبلا يبتدراني فأخذاني فبطحاني للقفا فشقا بطني ثم استخرجا قلبي فشقاه فأخرجا منه علقتين سوداوين فقال أحدهما لصاحبه : ائتني بماء وثلج فغسلا به جوفي ثم قال : ائتني بماء برد فغسلا به قلبي ثم قال : ائتني بالسكينة . فذرها في قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه : خطه . فخاطه وختم على قلبي بخاتم النبوة فقال أحدهما لصاحبه : اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة . فإذا أنا أنظر إلى الألف فوق أشفق أن يخر علي بعضهم فقال : لو أن أمته وزنت به لمال بهم . ثم انطلقا فتركاني وفرقت فرقا شديدا ثم انطلقت إلى أمي فأخبرتها بالذي لقيت فأشفقت أن يكون قد لبس بي فقالت : أعيذك بالله . فرحلت بعيرا لها وحملتني على الرحل وركبت خلفي حتى بلغنا إلى أمي فقالت : أديت أمانتي وذمتي . وحدثتها بالذي لقيت فلم يرعها وقالت : إني رأيت خرج مني نور أضاءت منه قصور الشام ) . رواه الإمام أحمد وأبو نعيم في ( الدلائل ).
عن أبي صرد زهير بن جرول - وكان رئيس قومه - قال : لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فبينا هو يميز الرجال والنساء وثبت حتى قعدت بين يديه وأسمعته شعرا أذكره حين شب ونشأ في (هوازن ) حين أرضعوه :
فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن علينا رسول الله في دعة
ممزق شملها في دهرها غير
امنن على بيضة قد عاقها قدر
على قلوبهم الغماء والغمر
أبقت لنا الحرب هتافا على حزن
ياأرجح الناس حلما حين يختبر
إن لم تداركها نعماء تنشرها
إذ فوك تملؤه من محضهاالدرر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر
إذ أنت طفل صغيركنت ترضعها
واستبق منا فإنا معشر زهر
لا تجعلنا كمن شالت نعامته
وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
إنا لنشكر للنعمى وإن كفرت
من أمهاتك إن العفو مشتهر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه
هذي البرية إذ تعفو وتنتصر
إنا نؤمل عفوا منك تلبسه
يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر
فاغفر عفا الله عما أنت راهبه
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لله ولكم ) . فقالت الأنصار : وما كان لنا فهو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم . وسيأتي أنه عليه الصلاة والسلام أطلق لهم الذرية وكانت ستة آلاف ما بين صبي وامرأة وأعطاهم أنعاما وأناسي كثيرا . فهذا كله من بركته العاجلة في الدنيا فكيف ببركته على من اتبعه في الدار الآخرة ؟
2- ثويبة مولاة لأبي لهب:
عن أم حبيبة بنت أبي سفيان [ أنها ] قالت : يا رسول الله انكح أختي بنت أبي سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أو تحبين ذلك ؟) . قلت : نعم لست لك بمخلية وأحب من شاركني في خير أختي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإن ذلك لا يحل لي ) . قالت : فإنا نحدث أنك تريد أن تنكح بنت أبي سلمة ( وفي رواية : درة بنت أبي سلمة ). قال : ( بنت أم سلمة ؟ ) .قلت : نعم . قال : ( إنها لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي إنها لابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن ) . أخرجه البخاري ومسلم ) .
زاد البخاري : قال عروة : وثويبة مولاة لأبي لهب أعتقها فأرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
انظر
صحيح البخاري
صحيح مسلم
سيرة ابن هشام
زاد المعاد
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد