هكذا كانت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم


 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله




لقد جعل الله في هذه الدنيا مباهج وزينة تأخذ بلب الناس وتفعل فعل السحر في نفوسهم، وتسهم هذه المظاهر الساحرة الفاتنة في بناء المنطلقات والمعايير لدى بعض أهل الدنيا، وتؤدي دورها في ترتيب الأولويات لديهم.


أما الذين منّ الله عليهم بسلامة البصيرة فهم يضعون هذه المباهج موضعها، ويدركون أنها متاع زائل وأن الباقي إنما هو في الدار الآخرة.


فهاهي نماذج من سيرهن وصفحات من تاريخهن.


عن عبيد بن السباق قال: إن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال:«هل من طعام؟» قالت: لا والله يا رسول الله، ما عندنا طعام إلا عظم من شاة أعطيته مولاتي من الصدقة، فقال:«قربيه فقد بلغت محلها»(رواه مسلم).


ويأمر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يخير زوجاته بين زينة الحياة الدنيا ومتاعها، وبين البقاء معه صلى الله عليه وسلم، ذلك أن الرسالة والنبوة تعني تحمل تبعات ومشاق لا يطيقها كل الناس، وأولئك اللاتي رضين واخترن العيش في بيت النبوة يدركن تمام الإدراك أن هذا الشرف لا يتهيأ لمن يبحثن عن الشهرة والأضواء.


((يَاأَيٌّهَا النَّبِيٌّ قُل لأَزوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاةَ الدٌّنيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَينَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً)) ( الأحزاب 28)، فيخترن -رضوان الله عليهن- الله ورسوله والدار الآخرة، ويودعن مباهج الدنيا وزخرفها.


وينظرن لغيرهن وهن يتقلبن في النعيم ومتع الدنيا، وهن يسعدن بالعيش مع أزواجهن وأبنائهن، فيدركن أنهن أكثر نعيماً وأهنأ عيشاً، فما هي إلا أيام ويودعن هذه الدار بما فيها ثم يلقين الله بهذا العمل الصالح، وهن ينتظرن وعده تبارك وتعالى ((كُلُوا وَاشرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسلَفتُم فِي الأَيَّامِ الخَالِيَةِ)) (الحاقة 24) حينها فماذا تعني متع الدنيا بأسرها؟


وهاهي إحداهن تعبر عن شيء من تلك الحياة التي كانت تعيشها مع النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت: ياخالة، ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply