حدّثنا يَحيَىَ بنُ يَحيَىَ. قَالَ: قَرَأتُ عَلَىَ مَالِكٍ, عَن أَبِي الزّنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَن رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: \"إِيّاكُم وَالظّنّ. فَإِنّ الظّنّ أَكذَبُ الحَدِيثِ. وَلاَ تَحَسّسُوا، وَلاَ تَجَسّسُوا، وَلاَ تَنَافَسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخوَاناً\".
حدّثنا قُتَيبَةُ بنُ سَعِيدٍ,. حَدّثَنَا عَبدُ العَزِيزِ (يَعنِي ابنَ مُحَمّدٍ,) عَنِ العَلاَءِ، عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: \"لاَ تَهاجِرُوا وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَحَسّسُوا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَىَ بَيعِ بَعضٍ,. وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخوَاناً\".
حدّثنا إِسحَقُ بنُ إِبرَاهِيمَ. أَخبَرَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعمَشِ، عَن أَبِي صَالِحٍ,، عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: \"لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَجَسّسُوا، وَلاَ تَحَسّسُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا. وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخوَاناً\".
حدّثنا الحَسَنُ بنُ عَلِيَ الحُلوَانِيّ وَ عَلِيّ بنُ نَصرٍ, الجَهضَمِيّ.قَالاَ: حَدّثَنَا وَهبُ بنُ جَرِيرٍ,. حَدّثَنَا شُعبَةُ عَنِ الأَعَمشِ، بِهَذَا الإِسنَادِ \"لاَ تَقَاطَعُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا إِخوَاناً. كَمَا أَمَرَكُمُ اللّهُ\".
وحدّثني أَحمَدُ بنُ سَعِيدٍ, الدّارِمِيّ. حَدّثَنَا حَبّانُ حَدّثَنَا وُهَيبٌ. حَدّثَنَا سُهَيلٌ عَن أَبِيهِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ \"لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَنَافَسُوا. وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخوَاناً\".
قوله صلى الله عليه وسلم: \"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث\" المراد النهي عن ظن السوء، قال الخطابي: هو تحقيق الظن وتصديقه دون ما يهجس في النفس فإن ذلك لا يملك، ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر فإن هذا لا يكلف به كما سبق في حديث تجاوز الله تعالى عما تحدثت به الأمة ما لم تتكلم أو تعمد، وسبق تأويله على الخواطر التي لا تستقر. ونقل القاضي عن سفيان أنه قال: الظن الذي يأثم به هو ما ظنه وتكلم به فإن لم يتكلم لم يأثم. قال: وقال بعضهم يحتمل أن المراد الحكم في الشرع بظن مجرد من غير بناء على أصل ولا نظر واستدلال وهذا ضعيف أو باطل والصواب الأول. قوله صلى الله عليه وسلم: \"ولا تحسسوا ولا تجسسوا\" الأول بالحاء والثاني بالجيم، قال بعض العلماء: التحسس بالحاء الاستماع لحديث القوم، وبالجيم البحث عن العورات، وقيل بالجيم التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشر والجاسوس صاحب سر الشر والناموس صاحب سر الخير، وقيل بالجيم أن تطلبه لغيرك وبالحاء أن تطلبه لنفسك قاله ثعلب وقيل هما بمعنى وهو طلب معرفة الأخبار الغائبة والأحوال. قوله صلى الله عليه وسلم: \"ولا تنافسوا ولا تحاسدوا\" قد قدمنا أن الحسد تمني زوال النعمة، وأما المنافسة والتنافس فمعناهما الرغبة في الشيء وفي الإنفراد به ونافسته منافسة إذا رغبت فيما رغب فيه، وقيل معنى الحديث التباري في الرغبة في الدنيا وأسبابها وحظوظها. قوله صلى الله عليه وسلم: \"لا تهجروا\" كذا هو في معظم النسخ، وفي بعضها تهاجروا وهما بمعنى، والمراد النهي عن الهجرة ومقاطعة الكلام، وقيل يجوز أن يكون لا تهجروا أي تتكلموا بالهجر بضم الهاء وهو الكلام القبيح، وأما النهي عن البيع على بيع أخيه والنجش فسبق بيانهما في كتاب البيوع، وقال القاضي: يحتمل أن المراد بالتناجش هنا ذم بعضهم بعضاً، والصحيح أنه التناجش المذكور في البيع وهو أن يزيد في السلعة ولا رغبة له في شرائها بل ليغر غيره في شرائها.
صحيح مسلم بشرح النووي.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد