غزوة ذي أمر

5.2k
1 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

وهي أكبر حملة عسكرية قادها رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-،قادها في المحرم سنة 3هـ.

وسببها أن استخبارات المدينة نقلت إلى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ- أنَّ جمعاً كبيراً من بني ثعلبة ومحارب تجمَّعُوا،يُريدون الإغارةَ على أطرافِ المدينةِ،فَنَدَبَ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-المسلمين،وخَرَجَ في أربعمائة وخمسين مقاتلاً,ما بين راكبٍ, وراجلٍ,، واستخلفَ على المدينةِ عُثمانَ بنَ عَفَّانَ.

وفي أثناءِ الطَّريقِ قبضُوا على رجلٍ, يُقَالُ له (جبار) من بني ثعلبة،فأُدخل على رَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-،فدعاه إلى الإسلام فأسلم،فضمَّه إلى بلال،وصار دليلاً لجيش المسلمين إلى أرضِ العدوِّ.

وتفرَّق الأعداءُ في رؤوس الجبالِ حين سمعُوا بقدوم جيش المدينة. أمَّا النَّبيٌّ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-فقد وَصَلَ بجيشِهِ إلى مكانِ تجمعهم،وهو الماء المسمَّى\"بذي أمر\",فأقام هناك صَفَراً كُلَّهُ-من سنة 3هـ-,أو قريباً مِن ذَلِكَºليشعرَ الأعرابُ بقوةِ المسلمينَ،ويستولي عليهم الرٌّعبُ والرَّهبةُ،ثُمَّ رَجَعَ إلى المدينةِ.راجع\" الرحيق المختوم\" ص218-219.

قال ابن إسحق: فلمَّا رجع رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ-من\"غزوةِ السَّويقِ\"،أقام بالمدينةِ بقية ذي الحجة,أو قريباً منها،ثُمَّ غَزَا نجداً، يُريدُ غطفان،وهي\"غزوة ذي أمر\", واستعملَ على المدينةِ عُثمَانَ بنَ عَفَّانَ-فِيمَا قَالَ ابنُ هشامٍ,- .

قَالَ ابنُ إسحاقَ: فأقام بنجدٍ, صَفَراً كُلَّه,أو قريباً من ذلك،ثُمَّ رَجَعَ إلى المدينةِ،ولم يلقَ كَيدَاً.فلبثَ بها شهرَ ربيع الأول كُلَّه,أو إلا قليلاً منه .(1)

الفَوَائِدُ المستفَادةُ مِن (غَزوَةِ ذِي أمر)

1- مشروعية محاربة من يحارب,ومسالمة من يُسالم.

2- مشروعية الخروج إلى العدو وتتبعهºإرهاباً له.

3- تجلِّي الرحمة المحمدية في العفو عمن أرادَ قتلَهُ بعد التمكنِ منه.

4- بيانُ حُسنِ عاقبةِ العفو بعدَ القُدرةِ على المؤاخذةِ.

(هذا الحبيب ص 252).

للمزيد راجع:

\"السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية\" لمهدي رزق الله أحمد (375), و\"سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد\" للصالحي (4/176-177)، و\"الرحيق المختوم\" للمباركفوري (268-269)، و\"ابن هشام\" (3/8)، و\"عيون الأثر في سيرة خير البشر\" لابن سيد الناس (1/454)،.



1 - سيرة ابن هشام (3/ 8) .


أضف تعليق