الخطبة الأولى :
الحمد لله الذي خصنا بخير رسله، وأنزل علينا أكرم كتبه، وشرع لنا أكمل شرائعه، أحمده سبحانه وأشكره، لا أحصي ثناء عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ, إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، واعلَموا أنَّ العجائبَ في هذه الدنيا كثيرةٌ، وإنّ الغرائبَ فيها لعديدة، ومِن أعجب ذلك وأغربِه أن يَطعنَ الوضيعُ في الرّفيع، والخبيثُ في الطيّب، والسّخيفُ في الشّريف. إنّ هؤلاء الذين تجرّؤوا على الطعن في شخصِ نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - كان يكفِيهم ما فيهمº بطلانٌ في الدّين، وفَسادٌ في العقول، وانتهاك للأعراض، وإتلاف للأموال، واعتداء على الأنفس، جمعيات ومؤسسات وهيئات تدافع عن الشواذّ وتطالب بحقوقهم! وأخرى تتاجر بأجساد النساء!! الفاحشة عندهم مكرُمة! والشذوذ حرّية!...
أيها المؤمنون.. لقد رحمنا الله - تعالى - رحمة واسعة حين خصّنا فجعلنا أتباع خير الخلق - صلى الله عليه وسلم - ، الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهداية، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الذلّ والظلم والجهل والشتات والمهانة إلى العزّ والعدل والعلم والاجتماع والكرامة، مَن نحن لولا أن بعث الله إلينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - ؟! وما قيمتنا لولا أن الله منَّ علينا بشريعته؟! : {لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنِينَ إِذ بَعَثَ فِيهِم رَسُولاً مِن أَنفُسِهِم يَتلُوا عَلَيهِم آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمُهُم الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبلُ لَفِي ضَلالٍ, مُبِينٍ,}.
لقد بلغ - صلى الله عليه وسلم - الرسالة أحسن بلاغ، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده. آذاه قومه فصبر ليبلّغ هذه الرسالة، ذهب إلى الطائف على قدميه يعرض الإسلام على قبائلها، فأغرَوا به صبيانهم، وأدمَوا عقبيه وهو صابر في سبيل الله في تبليغ الدعوة، يعرض نفسَه على القبائل فتطرده فلا يثنيه ذلك شيئا، أصحابه يعذّبون في حرّ الهجير وهم يستغيثون بالله فقال صلى الله عليه وسلم : (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) . يشجّ رأسه يوم أحد، وتكسر رباعيته، ويتكالب الأعداء على قتله يوم الخندق، فيحزّبون الأحزاب، ويدسّ له اليهود السمّ، ويحاولون قتله أكثر من مرّة، لكن ذلك لا يثني من عزيمته لنشر هذا الدين، حتى بلغ الإسلام مشارقَ الأرض ومغاربها.
لا تحصَى فضائله، ولا تعدّ مزاياه - صلى الله عليه وسلم- . ما من صفة كمال بشرية إلا اتّصف بها، زكّى الله - تعالى - عقله فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُم وَمَا غَوَى} . وزكّى لسانه فقال: {وَمَا يَنطِقُ عَن الهَوَى} . وزكّى شرعه فقال: {إِن هُوَ إِلاَّ وَحيٌ يُوحَى}. وزكّى معلِّمه فقال: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى *ذُو مِرَّةٍ, فَاستَوَى}. وزكّى قلبه فقال: {مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَى}. وزكّى بصره فقال: {مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى} . وزكّى أصحابه فقال: {وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم} وزكّا هديه وتعامله مع أهله وأصحابه وخصومه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ, عَظِيمٍ,}
نادى الله الأنبياء والرسل بأسمائهم: َفقال : {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ) . وقال : {يَا إِبرَاهِيمُ أَعرِض عَن هَذَا} . و: { قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصطَفَيتُكَ}. {وإذ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} . أما نبينا فناداه بالرسالة، فقال: { يَا أَيٌّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الكُفرِ} . وناداه بالنبوة فقال: {يَا أَيٌّهَا النَّبِيٌّ}. ونعته بالرسالة فقال : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} . وشرفه بالعبودية فقال: {سُبحَانَ الَّذِي أَسرَى بِعَبدِهِ}. وشهد له بالقيام بها فقال: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبدُ اللَّهِ يَدعُوهُ} .
شرح الله له صدره، فقال : {ألم نشرح لك صدرك} . ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، وأتمّ أمره، وأكمل دينه، وبرّ يمينه. ما ودّعه ربه وما قلاه، بل وجده ضالاً فهداه، وفقيرًا فأغناه، ويتيمًا فآواه. وخيّره الله بين الخلد في الدنيا ولقاه، فاختار لقاء مولاه، وقال: (بل الرفيق الأعلى).
واليومَ يأتي أقوام ما عرفوا الله طرفةَ عين، يعيشون في ظلمات الشهوات، أهدافهم وأفكارهم واعتقاداتهم منحطّة، يحاولون النيلَ من هذه المنارة الشامخة. تأتي صحف دول الإتحاد الأوربي لتستهزئ بأعظم البشر، لتفك الحصار الاقتصادي والمقاطعة الشعبية التي فرضتها الشعوب الإسلامية.. لم يكن أحدٌ يتصور أن مؤامرة كفار قريش لقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - تعود مرة أخرى بهذه السرعة وبالمنوال نفسه وعلى أيدي الغربيين أعداء المسلمين، حذو القذة بالقذة، والنعل بالنعل. عندما ابتدر أبو جهل تلك الفكرة الآثمة فقال : نأتي من كل قبيلة برجل لقتله حتى يتفرق دمه بين القبائل . فما كان من إبليس إلا أن بارك الفكرة وقال: \"هذا هو الرأي\"، وكان حاضراً في دار الندوة في صورة شيخٍ, من نجد. فتآمروا قديماً على قتله - بأبي وأمي هو- صلى الله عليه وسلم- وفي الأسبوع الماضي وبعدما تحمّلت الدنمرك كِبرَ سبّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فكانت الوقفة المشرفة منكم ومن المخلصين من أبناءِ هذه الأمة المِعطاءة. ضد هذه الجريمة النكراء، وعندما بدأت الدنمرك تترنح تحت وطأة آثار المقاطعة الاقتصادية الشجاعة من لدن المسلمين، هنا هبت دولُ الغرب في وقفة آثمة مع هذه الدولة الباغية من أجل تشتيت تلك المقاطعة، حتى يتفرق أثرها في تلك الدول بدل دولة واحدة، لكن نجح المسلمون مرة أخرى عندما استمعوا لتوجيهات العلماء بتركيز المقاطعة على الدنمرك عاملين بقوله تعالى : {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ رِيحُكُم} . فالدنمرك هي التي تولت كبر الجريمة، والبادي أظلم، وهي التي سنت تلك السنة السيئة، فعليها وزرها ووزر من عمل بها، فاجعلوها عبرة للمعتبر. وأبشروا فقد أُغلقت بعضُ مصانعها، وسرح كثيرٌ من العاملين فيها، وكثر المحتجون والمتظاهرون في الدنمرك على حكومتها المتغطرسة، ولعل هذا تحقيقاً لقول الباري سبحانه: {يُخرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيدِيهِم وَأَيدِي المُؤمِنِينَ فَاعتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبصَارِ} . وسبيل النجاة يكمن في قوله جل وعلا: {وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} . فينبغي علينا الالتفاف حول أولي الأمر من العلماء والأمراء. وهؤلاء سينتقم الله منهم º لأنه قال في كتابه: {وَاللَّهُ يَعصِمُكَ مِن النَّاسِ}. ألم يبلغكم خبرُ أذى عتبة بن أبي لهب وسُخرِيته من الحبيب فقال صلى الله عليه وسلم : (اللهم سلّط عليه كلبا من كلابك) . فكان في بعض أسفاره استيقظ على أسدٍ, مفترس قد نشب مخالبه في صدغيه، فجعل يصرخ ويقول: يا قوم، قتلتني دعوة محمد، لكن ذلك لم يغنِ عنه شيئا.
مزّق كسرى رسالتَه، - صلى الله عليه وسلم- فدعا عليه - صلى الله عليه وسلم- ، فقتله الله في وقته، ومزّق ملكه كلّ ممزّق، فلم يبق للأكاسرة ملك بعده، تحقيقًا لوعد الله له، فكل من أبغضه وعاداه فإن الله يقطع دابره ويمحق عينَه وأثره.
ويقول سبحانه: {إِنَّا كَفَينَاكَ المُستَهزِئِينَ} . قال ابن سعدي - رحمه الله - في تفسيرها: \"وقد فعل تعالى، فما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شرّ قِتلة\" اهـ.
وأخرج الطبراني في الأوسط والبيهقي وأبو نعيم عن ابن عباس - رضي الله عنه - في قوله: {إِنَّا كَفَينَاكَ المُستَهزِئِينَ} قال: المستهزؤون، هم: الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث والأسود بن المطلب والحارث السهمي والعاص بن وائل، فأتاه جبريل، فشكاهم إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: أرني إياهم، فأراه كلّ واحد منهم، وجبريل يشير إلى كلّ واحد منهم في موضع من جسده ويقول: كَفَيتُكَهُ، فأما الوليد فمر برجل من خزاعة وهو يُعِدُ نبلاً فأصاب أكحله فقطعها فمات، وأما الأسود بن المطلب فنزل تحت سمرة فجعل يقول: يا بنيّ، ألا تدفعون عني؟! قد هلكت وطُعنت بالشوك في عينيّ، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئًا، فلم يزل كذلك حتى عتمت عيناه، وأما الأسود بن عبد يغوث فخرج في رأسه قروح فمات منها، وأما الحارث فأخذه الماء الأصفر في بطنه ، فمات منه، وأما العاص فركب إلى الطائف فربض على شبرقة فدخل من أخمص قدمه شوكة فقتلته. فصدق الله، إذ قال : {إِنَّا كَفَينَاكَ المُستَهزِئِينَ} . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله .. قال أصدق القائلين: {لَن يَضُرٌّوكُم إِلاَّ أَذًى}. ورُبَّ أذِيّةٍ, نافعةº قال تعالى : {عَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَهُوَ خَيرٌ لَّكُم } . فإنّ ما وقع من الاستهزاء بالنبيّ - صلى الله عليه وسلم - في بعض صّحف دول الإتحاد الأوربي وتمادي سفهائِهم في غَيِّهم وتغافُلِ عُقَلائهم عن الأخذ على أيديهم أثار غيرة المسلمين للهِ ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأيقظهم من سباتهم، وبصّرهم بمكر أعدائهمº إنّها صفعة مؤلمة ولكنها موقظة.. ويبقى سؤالٌ مٌلح .. ما موقِفنا نحن؟ يجب أن نسأل أنفسنا: هل أحببنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حبّا حقيقياً صادقا، أم أن الأمر مجرد ادعاء؟! يقول صلى الله عليه وسلم : (لا يُؤمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِن وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجمَعِينَ) . فهل قدمنا طاعته على ما تهواها أنفسنا وما تطلبه نساؤنا وأولادنا؟ يقول البارئ - سبحانه -: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَينَهُم ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِم حَرَجاً مِمَّا قَضَيتَ وَيُسَلِّمُوا تَسلِيماً}. وقال سبحانه : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا} . فهل عملنا بأوامره، وانتهينا عن نواهيه؟ هل نوقّره؟! هل عملنا على نشر سنته؟! هل نتأدب بآدابه؟! هل نقتدي بهديه في البيوت، وفي الأسواق، وفي التعامل مع الأقارب والجيران والزملاء؟! هل نحن نحب الله ونحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أن الأمر مجرّد ادّعاء؟! تأملوا قوله تعالى : {قُل إِن كُنتُم تُحِبٌّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} . وتدبروا قوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ, وَلا مُؤمِنَةٍ, إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم وَمَن يَعصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً مُبِينا} .
ينبغي أن يكون حبٌّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - عقيدة يتّفق عليها كلّ المسلمين ، ولا شك أنَّ كلِّ القلوبِ مجتَمعة على حبّه - صلى الله عليه وسلم - ، لهذا يجب علينا :
أولاً- أن نتأسى جميعاً به عملاً بأوامره، واجتناباً لنواهيه، وتطبيقا عملياً لسنته، قال تعالى : {لَقَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرجُو اللَّهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}.
ثانياً- يجب أن يشيع الآباءُ والمعلمون توقير الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتعريف الجيل به وبشمائله - صلى الله عليه وسلم -.
ثالثاً- يجب على الآباء والإخوة أن يغرسوا محبّةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قلوب الناشئة. قبل دخول المدرسةº قولاً وعملاً واقتداءً وتطبيقاً، لا تلقيناً بدون عمل ، ويتعاهد ذلك المعلمون بعد انضمام الطفل للمدرسة.
رابعاً- على الآباء والإخوة أن يجعلوا من سيرة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - مادّة دائمة لجلسات العائلة، إن أحسنوا ذلك، فبها ونعمتº و إلا فلماذا لا يستضيفون الدعاة، والعلماء لإلقاء الكلمات والمحاضرات في البيوت، على مسمعٍ, من البنين والبنات والأمهات. كما كان عليه السلف الصالح من قبل.
خامساً- على المعلّمين أن يخصصوا بعض حصَصهم لسيرته العطرة صلى الله عليه وسلم . فلتتّفق القلوب والجهود للدفاع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ونشر هديه وتبليغ سنته.
سادساً- علينا جميعاً أن نستثمِر هذه الأزمة العالمية التي تتنامَى بسبب التعرّض لشخصه صلى الله عليه وسلم في نشر الإسلام ، ونشر السنة وتوحيد الأمّة وجمع كلمتها حول الرسول - صلى الله عليه وسلم - º كلٌ بحسب قدرته وطاقته، وكل في مجال تخصصه هذا يكتب مقالا، وآخرُ ينشر شريطاً، وثالثٌ يدعو لطباعة كتاب. ورابعٌ ينشر الخير في موقعٍ, على شبكة الانترنت. لتكون غضبة المسلمين لدينهم في الاتجاه الصحيح.
إنها فرصة تاريخية نشعر فيها بالسعادة إذا رأينا جهودَ الدول والشعوب والمؤسسات تتّفق جميعا على شيء واحد، كيف وهذا الشيء هو الدفاع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والذب عنه؟! يجب علينا أن نعلنَ حبّنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغضبنا له، بالعمل والتأسي، والدعوة لنشر دينه.
اللّهمّ فاجز عنّا نبيّنا محمّدًا - صلى الله عليه وسلم - خيرَ الجزاء وأوفاه، وأكمله وأسناه، وأتمَّه وأبهاه، يا خيرَ مسؤول وأكرمَ مأمول.
اللّهمّ إنّا نسألك حبَّك، وحبَّ رسولك محمّد - صلى الله عليه وسلم - ، وحبَّ العملِ الذي يقرّبنا إلى حبّك. اللهم اجعل حبَّك وحبَّ رسولك - صلى الله عليه وسلم - أحبَّ إلينا من أنفسنا ووالدينا والناس أجمعين.
اللهم صل على نبينا محمد ما ذكره الذاكرون، وصل عليه ما غفل عن ذكره الغافلون. اللهم أحينا على محبته، وأمتنا على ملته، وثبتنا على سنته، وأكرمنا بشفاعته، وأوردنا حوضه، وأنِلنا شرف صحبته في عليين، مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين، وحسن أولئك رفيقا. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم وصل على آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين، وعن والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. وعليك بأعداء الدين. اللهم منزل الكتاب، مجري السحاب، هازم الأحزاب، اللهم يا من قلت وقولك : {إنا كفيناك المستهزئين} اللهم عليك بالساخرين الكافرين، اللهم أكفانهم بما شئت يا قوي يا متين، اللهم يا قوي يا عزيز يا شديد الانتقام عليك بالمستهزئين ومن شايعهم، اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح ووفق أئمتنا وولاة أمورنا، وأجعلهم هُداة مهتدين، وهيأ لهم البطانة الصالحة، وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين. {رَبَّنَا اغفِر لَنَا وَلِإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجعَل فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم} اللهم اشفِ مرضانا ومرضى إخواننا المسلمين. اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، اللهم أكرم نزلهم وأوسع مدخلهم، واحشرهم في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً. ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله .. إن الله يأمركم بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكَّرون. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد