تذكرة أولي النهى والعرفان
بأيام الله الواحد الدينان
وذكر حوادث الزمان
تأليف
فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن
\" من علماء أهل القصيم في بريدة \"
الجزء الثاني
الطبعة الأولى
من ص 172 – 175
وفيها وفاة الشيح محمد بن إبراهيم بن محمود رحمه الله وعفا عنه، هو العالم العلامة والبحر الفهامة فقيه نجد على الإطلاق هكذا يطلقونه عليه في زمنه، وكان رجلاً عظيماً مقدراً وفيهاً جليل القدر مقدما، وفيه قوة وحسن طوية وقوة إرادة ويعد من خيرة أهل زمانه يعظمه العلماء وتجنوا بين يديه لاستفراغ منطوقة وله باع طويلة في جلب العلوم واستخراج غامضها .
ويتصل نسبه بعلي بن أي طالب رضي الله عنه، كانت ولادته سنة 1250 ببلد ضرما ونشأ بين والديه أإلى سن التمييز، ثم أنه كان بعد ذلك في حضانة أمه وتعلم القرآن وحفظه وهو ابن تسع سنين ثم أخذ يطلب العلم على الشيخ عبدالله بن نصير وارتحل إلى مدينة الرياض في سنة 1265 فأخذ عن الشيخ عبدالرحمن بن حسن ابن الشيح، وأخذ عن ابنه الشيح عبداللطيف بن عبدالرحمن، وأخذ عن ابن عدوان، وأخذ عن ابن عيد، وابن شلوان وغيرهم من العلماء، وما زال يتقدم حتى أطلق عليه فقيه نجد وجد واجتهد ونبغ في العلم فعينه الإمام فيصل بن تركي قاضياً في وادي الدواسر فباشره مدة ثلاث سنين، ثم كان قاضباً في بلد ضرما إلى سنة ثمانين وبعد وفاة الإمام فيصل عينه الإمام عبدالله بن فيصل قاضياً في بلد الرياض وجلس للتدريس بها وانتفع به خلق كثير وجثت العلماء بين يديه على الركب ، فممن أخذوا عنه الشيخ عبدالله بن عبدالطيف، وعمر بن الطيف، وحسين بن حسن، والشيخ عبدالله بن حسن، وحسن بن عبدالله، وحمد بن حسين، وصالح بن عبدالعزيز، وعبدالحميد بن الشيخ محمد، وعبدالعزيز بن عبدالوهاب، وعبدالعزيز بن حمد، وعبدالعزيز بن عبدالرحمن بن بشر، وعبدالله بن مسلم، وابن دريهم، وعبدالله الحجازي، وعبدالعزيز الملهمي، وابنه ناصر، وعبدالله بن فيصل، ومحمد بن عياف، ومحمد بن فيصلن وعبدالله السياري، وأبو عرف، وعبدالله بن عبدالعزيز العنقري، وعبدالله بن زاحم، ومحمد بن حمد بن فارس، ومبارك بن باز، وعبدالله بن سعد بن محمود، وعبدالله بن عتيق، وعبدالله بن جريس، وسعد الخرجي، ويعقوب بن محمد، وصالح السالم، وعبدالعزيز المرشدي، وغيرهم من المشائخ بحيث أخذ عنه أربعون قاضياً .
وكان له مؤلفات منها كتاب الرحيق المسلوف في اختلاف الأدوات والحروف .
ومن محفوظاته كتاب منتقى الأخبار للمجد ابن تيمية وانفرد بعلم الفقه وشارك في غيره كالحديث والنحو التفسير . وقد رثاه الأدباء والشعراء فمن ذلك ما رثاه به الشيخ حسين بن علي بن نفيسة وهي هذه :
خيال زارنا وقت الهجود
فحي الطيف من أم الوليد
فأهلاً بالذي قد زارنا سحرا
وسهلاً بالمريدة للبريد
رعاك الله من خل وفي
فداك الكاشحون مع الحسود
فتاه باللالئ قد تحلت
فنور الحسن مع نور العقود
دماليج واقراط وشذر
فمال الغصن بالطلع النضيد
اضاء الليل إذ أرخت لثاما
فذيا البدر ام ورد الخدود
تحاطي البان لينا واعتدالا
وتكسوه القد بالفرع المديد
تفوت الغانيات بهى وحسنا
وترمي الصيب بالطرف الصيود
علينا من لحاظ الجفن سلت
سيوفا كلها للقوم مود
فكم قد طل منا من قتيل
بسهم الطرف لا سهم الحديد
وفي كل الحروب لنا جلاد
وفي ميدانهم ما من جيد
فدعنا منهم فالهم جمر
ودعنا من وصال أو وعود
لقد حلت خطوب شيبتنا
وشاب لهولها راس الوليد
فلو حلت على اركان رضوى
لا ضحى الصخر منها كالهييد
زمان الإنس عنا قد تولى
وبدلناه بالهم العميد
غداة اتا الينا نعي حر
ونحرير غذاء المستفيد
فهل الدمع منا مثل عقد
وهي سلكاه من نحر وجيد
فبكوا شيخكم يا أهل نجد
على الإطلاق ذي الخلق الحميد
أبا محمود ذو فضل وعلم
كفضل القائمين على القعيد
وأما فضله في الفقه فاعلم
كفضل السائدين على العبيد
وفي كل العلوم له اطلاع
فواقلباه لما قيل اودي
حليم بل عليم ذو تقاء
وذو زهد وخوف للوعيد
ترى الطلاب عاكفة عليه
يميحون المسائل كالورود
إذا ما قال قائلهم أفدنا
أجاب بلا فتور أو جمود
برفق ثم ارشاد بعلم
وان تبحثه يأتي بالمزيد
لتبكيه المحافظ حيث لفت
عن التدريس في الزمن السعيد
كذا الأقلام تبكي حيث جفت
عن التسويد في الورق الجديد
ربوع الشيخ أسمت دارسات
وقد كانت تضيق من العديد
قلاها الرائعون بها زمانا
كفقد المستفيد من المفيد
بدور العلم غابت عن أناس
على الدنيا تواصوا بالخلود
وفي تحصيلها كدوا وجدوا
ولم يدروا بذا النقص الشديد
إذا غابت رجال العلم منهم
فباقيهم كاشباه القرود
ارانا موجعين بكل عام
لنا حبر يواري في الصعيد
رزئنا الشيخ ابراهيم قدما
ومفتي الوشم انعم بالرشيد
فغابت شمسنا المومى إليها
فتم العقد بالنبل الفريدي
ومفتيها إذا اشبكت فروع
ولم يمتاز شوك من نضيد
سيعطيك الجواب بلا توان
عليم بالزكي من النقود
سلام الله ما هبت رياح
على من حل في بطن الصعيد
ورضوانا وغفرانا يوالا
واحسانا إلى يوم المزيد
على اشياخنا أولاك كنا
بهم نسمو على كل العبيد
فيا مولاي أوردهم جنانا
مع الأبرار في دار الخلود
ثم إنه امتدح الشيخ عبدالله بن عبداللطيف واثنى على آبائه وأجداده ومراده بالشيخ إبراهيم يعني أخاه المتقدم ذكر وفاته، وإما مفتي الوشم فهو الشيخ علي بن عيسى المتقدم ذكر وفاته في السنة التي قبلها فالله المستعان .<span style="\"FONT-SIZE:" 10pt\"="" lang="AR-SA">
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد