شبهة إثبات الوحي عن طريق خديجة - رَضِيَ اللهُ عَنهُا


بسم الله الرحمن الرحيم

 
 
 
يقول النصارى والملحدون :
 

كيف لا يعرف النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) الوحي الذي أنزل عليه؟ وكيف يطلب من خديجة (رَضِيَ اللهُ عَنهُا) أن تتأكد له من الوحي بجلوسه على فخذها؟ وكيف ينتظر منها أن تخبره إذا كان هذا وحي أم شيطان؟ ويستدلون على كلامِهم هذا برواية أوردها ابن هشام في سيرته.

 

وللرد على هذه الشبهة :

نورد لكم هذه الرواية أولاً  من سيرة ابن هشام وهي من طريقين ,ثم نقوم بمشيئة الله تعالى بتفنيد مزاعمهم وثم نبيين ضعف هذه الرواية وسقوطها وبالله تعالى نستعين. واليكم الرواية:

 

الطريق الأول :

قَالَ ابنُ إسحَاقَ : وَحَدّثَنِي إسمَاعِيلُ بنُ أَبِي حَكِيمٍ, مَولَى آلِ الزّبَيرِ : أَنّهُ حُدّثَ عَن خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُا أَنّهَا قَالَت لِرَسُولِ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) أَي ابنَ عَمّ أَتَستَطِيعُ أَنّ تُخبِرَنِي بِصَاحِبِك هَذَا الّذِي يَأتِيك إذَا جَاءَك ؟ قَالَ نَعَم . قَالَت فَإِذَا جَاءَك فَأَخبِرنِي بِهِ . فَجَاءَهُ جِبرِيلُ عَلَيهِ السّلَامُ كَمَا كَانَ يَصنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) لِخَدِيجَةَ يَا خَدِيجَةُ هَذَا جِبرِيلُ قَد جَاءَنِي ، قَالَت قُم يَا ابنَ عَمّ فَاجلِس عَلَى فَخِذِي اليُسرَى ; قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) فَجَلَسَ عَلَيهَا ، قَالَت هَل تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَم قَالَت فَتُحَوّل فَاجلِس عَلَى فَخِذِي اليُمنَى ; قَالَت فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) فَجَلَسَ عَلَى فَخِذِهَا اليُمنَى ، فَقَالَت هَل تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَم . قَالَت فَتَحَوّل فَاجلِس فِي حِجرِي ، قَالَت فَتَحَوّلَ رَسُولُ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) فَجَلَسَ فِي حِجرِهَا . قَالَت هَل تَرَاهُ ؟ قَالَ نَعَم قَالَ فَتَحَسّرَت وَأَلقَت خِمَارَهَا وَرَسُولُ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) جَالِسٌ فِي حِجرِهَا ، ثُمّ قَالَت لَهُ هَل تَرَاهُ ؟ قَالَ لَا ، قَالَت يَا ابنَ عَمّ اُثبُت وَأَبشِر فَوَ اَللّهِ إنّهُ لَمَلَكٌ وَمَا هَذَا بِشَيطَانٍ, . سيرة ابن هشام (1/239)

 

الطريق الأخرى:

قَالَ ابنُ إسحَاقَ : وَقَد حَدّثتُ عَبدَ اللّهِ بنَ حَسَنٍ, هَذَا الحَدِيثَ فَقَالَ قَد سَمِعتُ أُمّي فَاطِمَةَ بِنتَ حُسَينٍ, تُحَدّثُ بِهَذَا الحَدِيثِ عَن خَدِيجَةَ إلّا أَنّي سَمِعتُهَا تَقُولُ أَدخَلَت رَسُولَ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) بَينَهَا وَبَينَ دِرعِهَا ، فَذَهَبَ عِندَ ذَلِكَ جِبرِيلُ فَقَالَت لِرَسُولِ اللّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) إنّ هَذَا لَمَلَكٌ وَمَا هُوَ بِشَيطَانٍ, ( انتهى سرد الروايات)

سيرة ابن هشام (1/239)

 

ونقول بعد ذلك وبالله تعالى التوفيق:

على فرض صحة هذه الرواية ,لم يرد فيها أن النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) لم يعرف الوحي الذي انزل عليه,وليس فيها انه طلب من خديجة أن تتأكد له من الوحي,وهذا يرجع عندهم إلى التعصب الأعمى الذي يقودهم إلى اختلاق الأكاذيب أو أنهم لا يفقهون ما يقراؤن ويرددون كلام المستشرقين كطائر الببغاء, وكل ما في الرواية أن خديجة (رَضِيَ اللهُ عَنهُا) هي التي طلبت التأكد وليس النَّبيّ عليه السلام,... فتأمل!!!

ونحن لسنا بحاجة إلى هذا التبرير لان الرواية ضعيفة ,ولكن أردنا أن نبين على فرض صحتها مدى تفكيرهم السقيم وحقدهم على البشير النذير.واليك الآن عزيزي القارئ إثبات ضعف هذه القصة :

 

الطريق الأولى :

فيها إسمَاعِيلُ بنُ أَبِي حَكِيمٍ, مَولَى آلِ الزّبَيرِ وهو إسماعيل بن إبراهيم وهو ضعيف, ضعفه الذهبي وغيره من علماء الحديث. وعلة أخرى وهي أن إسماعيل هذا قال : أَنّهُ حُدّثَ عن خديجة (بضم الحاء وكسر الدال) ولم يذكر من حدثه عنها وهذا كاف لإبطال الرواية ولله الحمد.

 

الطريق الأخرى

وهي عن فاطمة بنت حسين عن خديجة,وفاطمة هي بنت الحسين بن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللهُ عَنهُم,وهي تابعية ولدت بعد وفاة خديجة بنحو ثلاث وأربعين سنة, ففاطمة على هذا لم تسمع من خديجة ,فيصبح الحديث من المراسيل وهذا أيضاً كاف لتضعيف هذه الطريق, وحتى الحسين (رضي الله عنه)لم يرى خديجة لأنها توفيت (رَضِيَ اللهُ عَنهُا) قبل الهجرة بثلاث سنين ,والحسين و لد في شعبان سنة أربع من الهجرة أي بعد وفاتها بسبع سنين ,فإذا كان أبوها لم يسمع من خديجة ,فكيف بابنته فاطمة ؟ (رَضِيَ اللهُ عَنهُم) جميعاً,,,,,,, فتأمل !!! وهكذا أخي القارئ الكريم يتبين لك مدى ضعف هذه الرواية ومدى سقوط الاحتجاج بها ,وان خصومنا من النصارى وغيرهم يتعلقون بالضعيف والمكذوب نسال الله السلامة ونعوذ بالله من الخذلان والله تعالى أعلم والحمد لله رب العالمين .

 

أهم المصادر والمراجع:

1.     سيرة ابن هشام (1/239) (امتحان خديجة (رَضِيَ اللهُ عَنهُا)ة برهان الوحي)

2.     موقع ابن مريم على شبكة الإنترنت (http://www.ebnmaryam.com/) بتصرف .

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply