حسن بن زريق القرشي

5.1k
2 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أكـفـكـفُــها مـن مقلتي أدمـعــاً حرّى *** أترجمُها في الحبِّ للمصطفى شعرا

وأنــظِـمُـهـا حتـى إذا مــا رضــيــتُــها *** بعثتُ بها شوقـــي وقد ضُوِّعت عطرا

وقــد سـبقــت خـيـــل المديح ركائبي *** قديماً ولكن همتـــي تطلبُ الفخـــــرا

وأيٌّ فــخــارٍ, أن جــعــلــتُ قــصائــدي *** وصيَّرتُها في الذودِ عن قدوتي مُهرا

إذا لم يكـن عـــذبُ القصيـــدِ منافحـــاً *** يغيظُ العدا سراً ويردعُهـــــم جهـــــرا

فـلا أنطـــقُ اللـــهُ الشفـــاهَ بجمـــلـة *** ولا سطَّرت يمنـى ولا كتبت يســـــرا

أسيـــدَ خلـقِِ اللـــهِ كيـــفَ أصوغُـــها *** وكيفَ أُحيلُ الحــرفَ في مدحكم تِبرا

إذا قلتُ بحراً في الفضــائل والتقـــى *** تكون بحارُ الأرض فـــي بحركم قطرا

وإن قلـــتُ ليثاً فـــي الشجاعـــة إنما *** مدحتُ ليـــــوثَ الغابِ إذ أحرزت ذِكرا

أأذكـــرُ عقــــــــلاً أم سأذكـــرُ حنكـــةً *** فضائل جـاءت من معينكـــــم تتـــــرا

كفى بك فخــــــراً أن مُـــدحت بآيــــــةٍ, *** وأن نزلت في الغــــار يا سيدي إقرا

فكيـــف يدانيـــك السحـــابُ برفعــــــةٍ, *** وكيف توازيك المجـــــرةُ والشعـــرى

أبـــى اللــــــهُ إلا أن تكـــونَ مكــــــرَّماً *** فكيف يرومُ الخلقُ في ذمكــــم أمـرا

أحالبــــــةَ الأبقــــــارِِ كيـــف تجــــــرّأت *** قـــــواكِ فنالت مـــن كرامتنا قـــــدرا

جهلتِ فكـــان القـــولُ منـــك عــــداوةً *** رفعتِ بها رجـــــلاً وثنَّيتِ بالأخـــــرى

وما ضــرّ لو سخــــرتِها فـــــي رعايــــةٍ, *** لأبقاركمº فالجهـــدُ في رعيها أحرى

ومن ينطـــــحُ الصخرَ الصـــلابَ بقرنـــه *** فلا قرنَه أبقـــــى ولا حطَّمَ الصخـرا

ألا قاتـــــل اللـــــهُ الحيـــاةَ إذا غـــــدت *** خنازيرُ غربِ الأرضِ قد نطقت كفــرا

تمـــــادت وزادت في الضـــلالِ غوايـــةً *** فكانت كمن جــدَّت لمديتها حفـــــرا

ومـــــن يتعـــــرض للسهـــامِ بنحـــــرِه *** تُصبه فلا حمـــــداً أصابَ ولا شكــرا

أغـــــرّكِ صمتُ القـــولِِ فازددتِ جــرأةً *** وأجـريتِ مما لا يليـــــق بنا نهـــــرا

فكيـــــف أبانَ البكـــــمُ يا زمنَ الــــــردى *** وكيف غــــدا المليارُ يا أمتـي صفرا

يُقــــالُ فمـــــا دون الوجـــــوهِ يصـــــونُها *** سوى الكفّ تحميه وإن بُترت بتــرا

فـــــداك رســـــولَ اللـــــهِ نحرٌ جعلتـــــه *** لذكـرك درعـــــاً أن يراد به شـــــرا

فداك أبي من بعــــد أمـــــي وإخوتـــــي *** فداك صغارُ القومِ والعليةُ الكبـــرى

أقومـــــي، إن السيـــــلَ قــد بلـــــغ الزٌّبا *** وخبثُ النوايا جاوز الحدَّ واستشرى

ألا فاجعلـــــوها وقفــــــــــةً عُمــــــــــريّةً *** تُزلزلُ أقــداماً وتستجلبُ النصـــــرا

فما الصمتُ في بعض المواطن حكمـــــة *** ولكنَّ مكرَ القوم يستلـزمُ المكـــــرا


أضف تعليق