أَتَهزَأُ بِالمُختَارِ يَا سَوَءَةَ الدَّهرِ *** وَيَا قِمَّةَ التَّضلِيلِ وَالخُبثِ وَالغَدرِ
أَتَسخَرُ مِن شَخصِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ, *** رَسُولٌ أَتَى بِالحَقِّ وَالخَيرِ وَاليُسرِ
رَسُولٌ حَبَاهُ اللهُ نُورًا وَحِكمَةً *** وَأَيَّدَهُ بِالنَّصرِ فِي سَاعَةِ العُسرِ
تَحَلَّى بِأَخلاَقِ الكِرَامِ وَإِنَّهُ *** رَؤُوفٌ رَحِيمٌ مَنبَعُ الفَضلِ وَالصَّبرِ
مَحَا ظُلُمَةَ الطٌّغيَانِ وَالجَهلِ وَالهَوَى *** بِعَدلٍ, وَإِحسَانٍ, وَبِالرِّفقِ فِي الأَمرِ
وَمَا الصَّفحُ إِلاَّ شِرعَةٌ وَسَجِيَّةٌ *** لَدَى المُصطَفَى مِن دُونِ مَنٍّ, وَلاَ كِبرِ
كَرِيمٌ حَلِيمٌ مَا تَوَانَى عَنِ الوَفَى *** وَلاَ ضَاقَ ذَرعًا مِن عَنَاءٍ, وَلاَ فَقرِ
عَلَيهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ *** وَأَخزَاكَ رَبٌّ العَرشِ يَاخِنزَبَ العَصرِ
رَكِبتَ عَلَى مَوجٍ, مِنَ الخِزيِ فَارتَقِب *** دُوَيهِيَةً سَودَاءَ غُولِيَّةَ القَعرِ
حَيَاتُكَ فِي ذُلٍّ, وَوَقتُكَ جَمرَةٌ *** وَفِكرُكَ لَم يَسلَم مِنَ الدَّاءِ وَالضٌّرِّ
فَمَن رَامَ نَقصَ المُصطَفَى قَذَفَت بِهِ *** خُطُوبُ الرَّزَايَا فِي سُجُونٍ, مِنَ الذٌّعرِ
وَزَجَّت بِهِ الآَفَاتُ فِي كُلِّ مِحنَةٍ, *** وَصَارَ عَلَى دَربٍ, مِنَ الذٌّلِّ وَالقَهرِ
خَسِرتَ وَلَم تَكسَب سوى الضيم iiوَالرَّدَى *** خَسِئتَ فَأَنتَ الشَّينُ وَالمَينُ لَو تَدرِي
وَأَنتَ سَقِيمُ الفِكرِ وَالقَلبُ مَيِّتٌ *** وَأَنتَ لَئِيمُ الطَّبعِ تَرتَاحُ لِلوِزرِ
أَتَاكُم رَسُولُ اللهِ بِالنٌّورِ وَالهُدَى *** وَأَنذَرَ مَن يَعصِيهِ بِالوَيلِ فِي الحَشرِ
وَعَلَّمَكُم دَربَ النَّجَاةِ مُبَيِّنًا *** لِمَا جَاءَ فِي التَّنزِيلِ سَطرًا عَلَى سَطرِ
ضَلَلتُم وَحَرَّفتُم كِتَابَ هِدَايَةٍ, *** وَمِلتُم وَأَسرَعتُم عِنَادًا إِلَى الشَّرِّ
وَآمَنَ مِنكُم بِالنَّبِيِّ أُولُوا النٌّهَى *** أَولُوا العَدلِ وَالإِنصَافِ وَالفَهمِ وَالفِكرِ
وَكَم شَهِدَت مِنكُم رِجَالٌ بِنُبلِهِ *** وَأَخلاَقِهِ العَليَاءِ عَاطِرَةِ النَّشرِ
فَهَلاَّ تَأَمَّلتُم بِعَينٍ, بَصِيرَةٍ, *** وَفِكرٍ, مُنِيرٍ, مُنصِفٍ, بَاسِمِ الثَّغرِ
وَرَاجَعتُمُ التَّارِيخَ فِي نَعتِ أَحمَدٍ, *** فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ كَالشَّمسِ وَالبَدرِ
مُضِيئًا مُنِيرًا هَادِيًا وَمُبَشِّرًا *** هَدَانَا بِفَضلِ اللهِ لِلخَيرِ وَالأَجرِ
وَأَنقَذَنَا مِن ظُلمَةِ الظٌّلمِ وَالهَوَى *** بِدِينٍ, قَوِيمٍ, مَنبَعِ الصِّدقِ وَالطٌّهرِ
أَلَم تَقرَإِ القُرآنَ مُعجِزَةَ الوَرَى *** أَلَم تَستَمِع يَومًا لآيٍ, مِنَ الذِّكرِ
أَلَم تَتَأَمَّل فِي ثَنَايَا سُطُورِهِ *** وَمَاحَمَلَتهُ الآيُ مِن سَالِفِ الدَّهرِ
فَفِيهِ نِظَامٌ شَامِلٌ مُتَكَامِلٌ *** يَفِي بِاحتِيَاجِ الخَلقِ يَكفِي مَدَى العُمرِ
وَفِيهِ عُلُومُ الأَوَّلِينَ وَيَنطَوِي *** عَلَى كُلِّ آتٍ, فِي فَلاَةٍ, وَفِي بَحرِ
تَلاَهُ رَسُولُ اللهِ فِي كُلِّ مَجمَعٍ, *** وَكَانَ هُوَ الأُمِّيٌّ فِي مَعشَرِ الكُفرِ
فَمَاحَادَ عَن آيٍ, وَلاَ كَانَ لاَحِنًا *** وَلَكِنَّهُ وَحيٌ أَتَى النَّاسَ بِالبِشرِ
فَصَدَّقَهُ قَومٌ لِصِدقِ حَدِيثِهِ *** وَعَانَدَهُ قَومٌ فَمَاتُوا عَلَى الخُسرِ
وَيَا أُمَّةَ الإِسلاَمِ أُمَّةَ أَحمَدٍ, *** قِفُوا وَقفَةَ الآسَادِ فَالكُفرُ مُستَشرِي
أَيَسخَرُ أَهلُ الكُفرِ وَالظٌّلمِ وَالقَذَى *** بِسَيِّدِنَا المُختَارِ يَا أُمَّةَ الذِّكرِ
أَلَم تَعلَمُوا أنَّ احتِقَارَ نَبِيِّنَا *** هُوَ الطَّعنُ فِي التَّشرِيعِ فِي البَطنِ وَالظَّهرِ
وَأَيٌّ حَيَاةٍ, وَالشَّرِيعَةُ تُرتَمَى *** بِسَهمٍ, مِنَ التَّشكِيكِ وَالهُزءِ وَالسٌّخرِ
فَسُدٌّوا عَلَى الأَعدَاءِ بَابَ سَفَاهَةٍ, *** وَبُشرَاكُمُ يَا قَومُ بِالفَوزِ وَالنَّصرِ
وَصَلٌّوا عَلَى طَهَ المُشَفَّعِ فِي الوَرَى *** وآلٍ, وَأَصحَابٍ, شَفَى بَأسُهُم صَدرِي
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد