الفرق بين السحر والمعجزة والكرامة


 

بسم الله الرحمن الرحيم





قد يختلط على البعض الفرق بين السحر والمعجزة والكرامة، حتى يظنوا أنها شيء واحد.

وفي هذا المقال نحاول أن نبين أهم الفروق بين تلك الأمور،

فالمعجزة: أمر خارق للعادة يظهره الله على يد نبي أو رسول تحدياً للمنكرين، وعظة للمؤمنين ودلالة على صدق النبي ورسالته.

مثل: سلب صفة الإحراق من النار التي ألقي فيها نبي الله إبراهيم - عليه السلام -، حيث قال الله - عز وجل -: (قُلنَا يَا نَارُ كُونِي بَرداً وَسَلاماً عَلَى إِبرَاهِيمَ) (الأنبياء: 69). ومثل عصا موسى - عليه السلام - التي حولها الله إلى حية تسعى تبطل سحر سحرة فرعون.

{وَأَلقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلقَف مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيدُ سَاحِرٍ, وَلا يُفلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَى}(طـه: 69).

وأما السحر فقد عرفنا في مقال سابق أنه تمويه وتخييل ورقى وعزائم وصلة بالجن والشياطين وخداع للأعين وتدجيل.

وأما الكرامة فهي مثل المعجزة إلا أنها غير مقرونة بدعوى النبوة وغير واقعة من نبي، بل من عبد صالح، وصاحبها يحرص على إخفائها.

والمعجزة باقية إلى قيام الساعة، و تتقبلها النفوس المنصفة غير المعاندة طواعية بغير إكراه، باقتناع وعقلانية بخلافة السحر وما يأتي به الساحر باطل وزائل وخداع منكشف ومفضوح.

ومن الكرامات الثابتة بالقرآن الكريم: قصة الكهف التي فصلها القرآن في سورة سميت باسم (الكهف)

وقصة مريم بنت عمران حيث ذكرها القرآن في أكثر من سورة ومنها سورة مريم.

وقصة عزير التي أوضحها القرآن في سورة البقرة {أَو كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَريَةٍ, وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} (البقرة: 259).

وغيرها من القصص القرآني والنبوي الكثير الكثير..



وقد ورد في السنة كرامات كثيرة، ففي صحيح البخاري وغيره، في كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل كرامات كثيرة وفي كتب السير والتاريخ والعقائد أيضا كرامات كثيرة، و لابن تيمية كتاب الفرقان بين أوليا ء الرحمن وأولياء الشيطان.

و قد حدثت كرامات للصحابة والتابعين ومن بعدهم.



فمن كرامات الصحابة ما ورد في الصحيح أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - ذهب بثلاثة ضيوف معه للبيت فجعلوا لا يأكلون لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، فشبعوا والطعام أكثر مما كان فرفعها أبو بكر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكل منها أقوام كثيرون.



ونداء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حيث كان له جيش في نهاوند من بلاد العجم وكان أميره سارية وكان العدو كامنا في أصل الجيل ولا يعلم به جيش المسلمين فنادي عمر وهو على المنبر في المدينة يخطب يوم الجمعة: يا سارية الجبل الجبل فسمعوا صوته فنجاهم الله. [الإصابة لابن حجر].

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply