بسم الله الرحمن الرحيم
تحفة الطحاوي
1 يَقُولُ مَن يَرجو ثَوابَ الباري *** مُصَلّياً عَلى النّبي المُختارِ
2 ما ذُكِرَ الرَّحمنُ في الأَقطارِ *** وَزَيّنَ السّماءَ نجمٌ ساري
3 وَبَعدَ حَمدِ مُستَحِّقِ الحَمدِ *** المُعتَلي عَن شَبَهٍ, وَنِدِّ
4 يقولُ سلمانُ سليلُ فيفا *** إِليكَ نظماً كالأَريجِ عَرفا
5 سَمَّيتُهُ بالتٌّحفَةِ الفيفيَّه *** فيه اعتقادُ الفرقةِ المرضيّة
6 جَعَلتُهُ لي حجةً وَسَبَبا *** لكي أَنالَ في الجِنانِ الرٌّتَبا
7 فَكَم مِنَ الأَخطاءِ قَد أَتيتُ *** وَكَم عَلى نَفسيَ قَد جَنَيتُ
8 لكنني أَرجو إِلهاً يغفرُ *** وَلِذنوبي وَعيوبي يَستُرُ
9 عَلى غِرَارِ تحفةِ الطحاوي *** نظمتُهُ وزِدتُ وَهوَ حاوي
10 مسائلاً جاليةَ الأَفهامِ *** تُقَرِّبُ الطالبَ للمرامِ
11 يا سالِكاً طريقَ أَهلِ السٌّنَّةِ *** إِلزَم كتابَ ذي العطا وَالمِنّةِ
12 وَسُنَةَ النبيِّ خير الأَنبيا *** وَافهم كفهمِ الأَصفياءِ الأَوفيا
13 السلفِ الصالحِ أتباعِ النبي *** مَشرَبُهُم أَنعِم بِهِ مِن مَشرَبِ
14 وَادعُ لِمَ نَضَّرَ مَذهَبَ السلف *** كيما يكونَ واضحاً عند الخلف
15 فَوَرَدَت عقيدةُ الكِرامِ *** واضحةً في كُتُبِ الإِمامِ
16 أَعني ابنَ تيميةَ حَبرَ العُلَما *** قريعةَ الدهرِ الإِمامَ العَلَما
17 وَفارِسَ المعقولِ وَالمَنقولِ *** المقتفي لسنةِ الرسولِ
18 فَهم كتاب الله ثم السٌّنَّة *** طريقُهُ في نصر أَهلِ السٌّنَّة
19 وَيَرحَمُ الرَّحمنُ ذلِكَ العلَم *** الزاهِدَ العابِدَ قِمَّةَ القِمَم
20 وَنُشهِدُ الله عَلى محبتِه *** رَزَقَنا الله جميعاً جَنَّتَه
21 أَقولُ في توحيد ربِّ الخلقِ *** مسترشداً يا صاحبي بالحقِّ
22 أَنَّ الإِلهَ لاَ شَريكَ معهُ *** يُخشى ويُرجى ضرٌّه أَو نَفعُهُ
23 وَهكذا التوحيدُ يا أَخانا *** فاستَقرِىءِ السنة والقرآنا
24 تَجِد ثلاثةً مِن الأَقسامِ *** أَوَّلُها خالٍ, مِن الخِصامِ
25 وَهو الربوبيةُ قَد أَقرَّبهِ *** المشركونَ فاستَفِق بَل وَانتَبِه
26 ثُمَّ الأُلوهيةُ مَن أَنكَرَها *** عَنِ الجِنانِ مبعَدٌ وَأَهلِها
27 مُنكِرُها يكفرُ بالرَّحمنِ *** وَخالدٌ ياصاحِ في النيرانِ
28 بَعدَهما الأَسماءُ وَالصفاتُ *** وَالحقٌّ في ذاكَ هوَ الإِثباتُ
29 مِن غيرِ تَحريفٍ, وَلاَ تَعطيلِ *** وَدونَ تَكييفٍ, وَلاَ تَمثيلِ
30 سبحانَ مَن لاَ قَبلَه من شيءِ *** كذاكَ ليسَ بَعدَه مِن شيءِ
31 اللهُ لاَ يَفنى وَلاَ يبيدُ *** وَلاَ يَكونُ غيرُ ما يريدُ
32 وَجلَّ أَن تبلغَهُ الأَوهامُ *** كذاكَ أَن تدرِكَهُ الأَفهامُ
33 سبحانَ مَن لاَ يشبِهُ الأَناما *** وَعزَّ ربٌّ العَرشِ أَن يناما
34 أَوجَدَ ما أَوجَدَ دونَ حاجةِ *** وَرَزَقَ الخلقَ بِلاَ مؤُونَةِ
35 وكلٌّ خلقهِ لَهُ فقيرُ *** وكلٌّ أَمرٍ, شاءَهُ يسيرُ
36 سبحانَ مَن أَمَرَنا بطاعتِه *** وَجلَّ مَن نَهانا عَن معصيتِه
37 يهدي الذي يشاءُ وَهوَ فضلُ *** وَيَبتَلي البعضَ وَذاكَ عدلُ
38 وَلاَ يُرَدٌّ ما بِهِ اللهُ قَضى *** وَكُلٌّ أَمرٍ, في الكتابِ قَد مَضى
39 وَأُشهِدُ اللهَ بِأَنَّ المُصطفى *** رسولُ ربِّ العَرشِ وَهوَ المُرتَضى
40 وَهو النبيٌّ وَالخَليلُ المُجتَبى *** فضّله اللهُ عَلى كل الوَرَى
41 وَكُل دعوى بَعده فَهيَ هَوَى *** لأَنَّه جاء إِلى كل الوَرَى
42 للإِنسِ وَالجِنِّ النبيٌّ أُرسِل *** وَهوَ عَلى كل العِبادِ فُضِّلَ
43 وَاعلَم بأَنَّ اللهَ موصوفٌ بِما *** ذكره في قوله وَأَعلَمَ
44 بِأَنَّ ذا القرآنَ مِن كلاَمِهِ *** وَقالَهُ الأَخيارُ مِن أَنامِهِ
45 وَمَن يَقُل بِأَنَّهُ قَولُ البَشَر *** فَذلِكَ الخَسرانُ مِن أَهلِ سَقَر
46 ورؤيةٌ لصاحبِ التوحيدِ *** ثابتةٌ يا صاحبَ المزيدِ
47 رؤيتُنا له كرؤيةِ البَدر *** - سبحانه - وَجلَّ عاليَ القَدَر
48 تَواتَرَت بِذلكَ الأَخبارُ *** نَقَلها الأَئِمةُ الأَطهارُ
49 لاَ تَسمَعَن فَلسَفةَ المعتزله *** فَهيَ وَرَبِّ الكونِ صاحِ مهزَلَه
50 كذلِكَ الإِسراءُ للأَقصى شَهِد *** بِذلِكَ القرآنُ فاقرأ ما وَرَد
51 وَبَعدَهُ الِمعراجُ للسماءِ *** تباركَ الكريمُ ذو النعماءِ
52 ثمَ ارتَقى إِلى السماواتِ العُلا *** في عزةٍ, ما نالها أَهلُ المَلا
53 وَبَلَغَ النبيٌّ أَفضلَ الأَمَم *** في مَوضعٍ, يسمعُ تَصريفَ القَلَم
54 وَلَم يَزِغ بصرهُ وما طَغى *** فيا لَهُ مِن خُلُقٍ, وَمِن وَفى
55 نَفَسي الفِداءُ ثمّ أُمي وَأَبي *** لصاحِبِ المعراجِ أَحمدَ النبي
56 وَالحَوضُ حقٌ ثابتٌ بِلاَ امتِراء *** إِجماعُ أَهلِ الحقِّ فيه ظَهرا
57 عَن بِضعةٍ, مِن الصحابِ قَد أَتَى *** مِن بعد خمسينَ فَسَلِّم يا فَتَى
58 وَمِنهُمُ الراشدونَ الأَوفيا *** أَفضَلُ خلقِ اللهِ بَعد الأَنبيا
59 وَنُؤمِنَن يا صاحِ بالشفاعَة *** وَأَنَّها عِندَ قيامِ الساعة
60 وَهيَ عَلى قسمينِ فاسمَع ما بِهِ *** يزول عَنكَ الجهلُ بل وَانتَبِهِ
61 أَوَلها منفيةٌ شركيةُ *** لَيسَ لها يومَ القضاءِ قيمةُ
62 كفعل أَهلِ الجهلِ بالقبورِ *** وَطَلَبِ الأَصنامِ وَالصخورِ
63 ثانيها ثابِتَة الأَدِلّةِ *** نَسأَلها مِن خالقِ الأَهِلَّةِ
64 لاَ تَسأَلَنَ مِن غيره يا صاحِ *** إِن شئتَ أَن تؤَوبَ بِالفلاحِ
65 ثمَّ لها شرطانِ يا صاحِ هُما *** الإِذنُ والرِّضا بنصٍّ, فُهِما
66 وَهاكَ مِنها صاحِ أَقساماً أَتَت *** كاللؤلؤِ المَكنونِ حينما بَدَت
67 قَد خُصَّ مِنها خيرُ خَلقِ اللهِ *** بِالموقفِ المحمودِ عندَ اللهِ
68 يَسأَلُ فيها ربَّهُ فَصلَ القَضا *** لَهُ لواءٌ تحته من قَد مَضى
69 وَمَن سيأتي بَعدَه يا رَبَّنا *** فاغفِر لنا وَاجعَلهُ شَفَّاعاً لَنا
70 ثمَ دخولُ جنةٍ, لأَهلِها *** فَهوَ إِمامٌ للذي يَدخُلُها
71 كذلِكَ التخفيفُ عَن عمِّ النبي *** فاقرأ هُديتَ ما أَتى في الكُتُبِ
72 ثمَّ شفاعاتٌ وَغيرُهُ لَهُ *** مشاركٌ مِمَّن تسامى حالُهُ
73 كقومٍ, استحقوا النيرانا *** لكنهم قَد وَحَّدوا الديانا
74 كذاكَ قومٌ دخلوا جهنَّما *** وَشرطُ ذاكَ أَن تكونَ مُسلِما
75 كذاكَ رَفعُ العبدِ رفعاً عاليا *** وَخصّها البعضُ بخير الأَنبيا
76 وَصاحِبُ الكبيرةِ الموحّد *** تشمله عَن النبي أَحمد
77 مَن جاءَ بالتوحيد وَهوَ مسلمُ *** مهما يَنَل فإِنَّهُ سَيَسلَمُ
78 كذلِكَ الميثاقُ حقٌّ واردُ *** فاقرأ حديثاً قَد رواهُ أَحمدُ
79 عَن ابنِ عباسِ الإِمامِ الأَلمعي *** عَن خير خلق اللهِ فاستَغفِر تَعِ
80 وَالتِّرمذيٌّ عَن أَبي هريرَه *** فاسمَع هداكَ عالِمُ السريرَه
81 وَالطَبريٌّ قالَ في التفسيرِ *** وَابن كثيرٍ, قالَ في كثيرِ
82 مِن أَخذِ ربِّ العَرشِ للميثاقِ *** سبحانَ ربِّ البَعثِ وَالتلاقي
83 وَنُؤمِنَن يا إِخوَتاه بِالقَدَر *** في مُسلِم فاقرأ كلامَ ابنِ عُمَر
84 لَو يُنفِقَنَّ عَبدُهُ مِثلَ أُحُد *** لَرَدَّهُ اللهُ إِذا كان جَحَد
85 سُبحانَ مَن يعلم أَهلَ النَّارِ *** كذاكَ أَهلَ الجنةِ الأَبرارِ
86 قَدَّرَهُ مِن قبل خَلقِ البَشَرِ *** فَلاَ يزيدُ ما قَضى بِالقَدرِ
87 كذاكَ لاَ يَنقُصُ ذلِكَ العَدَد *** وَبِالقضاءِ مَن شَقى وَمَن سَعَد
88 وَجَلَّ ربٌّ العرشِ أَن يظلِمنا *** قَد أَوضَحَ الطريقَ إِذ مَيّزَنا
89 وَكُلّنا مُيَسَّرُ لِما خُلِق *** فاعمَل وَرَجِّ الفوزَ مِن رَبِّ الفَلَق
90 قَد شاءَ رَبي الخَيرَ دِيناً فاعلَمِ *** والشَرَّ كوناً فاستَفِق وَسَلّمِ
91 وَالعِلمُ علمٌ في الوَرى موجودٌ *** وآخرٌ يا صاحبي مفقودُ
92 فالعِلمُ بالغيبِ مِن اختِصاصِهِ *** ومُدعيهِ كافرٌ بِنَصِّهِ
93 لاَ يَعلَمُ الغيبَ نبيٌّ مُرسَلُ *** أَو مَلَكٌ سُواكَ يا مَن يُسأَلُ
94 في الإفك ما درى نبي الأمة *** حتى أتى الوحي لكشف الغمة
95 مما يَدلٌّ أَنّ عِلمَ الغَيبِ *** يا صاحبي مِن اختِصاص رَبي
96 لاَ تُنكِرَنَّ يا أخانا القَلَما *** وَما بِهِ يا صاحبي قَد رُقِما
97 فَلَو خَلاَئِقُ الإِلهِ اجتَمَعَت *** لِضُرِّ عَبدٍ, واحِدٍ, ما قَدَرَت
98 أَو نَفعِهِ فافهَم هديتَ للعَمَل *** إِن لَم يَكُن قَد خُطَّ قبلُ في الأَزَل
99 واقرأَ وصيةَ الإِمامِ المُرتَضَى *** محمدِ البشيرِ وهو المُجتَبَى
100 في التِّرمِذي عن ابنِ عباسِ الذكي *** فإِنَّ مَن حقَّقها لَم يَشتَكِ
101 هيَ احفظِ اللهَ لكيما يَحفَظَك *** تَجِدهُ في كلِّ الأُمورِ يَنصُرك
102 وإِن سَأَلتَ فاسأَلِ الكريما *** ولُذ بِهِ ليكشُفَ المُلِما
103 إِن استَعَنتَ فاستَعِن بِخالِقِك *** فغيرُهُ يا صاحبي سَيَخذُلُك
104 وَإِن جميعُ الخلقِ طُرًّا أَجمَعوا *** لضُرِّ عبدٍ, أَو لِنَفعِهِ أَتَوا
105 ما كانَ إِلاَّ ما أَراد اللهُ *** وَهَل يُرَدٌّ ما قضاهُ اللهُ
106 وَزادنا الإِمامُ في المسند ما *** قَد صَحَّ فادعُ يا أَخي للعُلَما
107 فإِنَّما النصرُ مع الصَبر أَتى *** وَفَرجٌ مِن بَعدِ كَربٍ, يا فَتَى
108 كذاكَ إِنَّ اليُسرَ بَعدَ الُعسِر *** لاَ يُفلِحُ العَبدُ بغيرِ الصبرِ
109 مراتبُ الإِيمان صاحِ بالقَدَر *** كُن واعياً لتبقَى عاليَ القَدَر
110 عِلمٌ كتابةٌ فَكُن لي سامِعاً *** مشيئةٌ وَالخَلقُ فازَ مَن وَعَى
111 تقديره - سبحانه - نوعانِ *** عامٌ وخاصٌ فاستَمِع بياني
112 فالعامُ ما دُوِّنَ مِن كُلِّ سَعي *** يعمٌّ كُلَّ كائِنٍ, فافهَم تَعِ
113 يعمٌّ كلَّ الخَلقِ فارجُ رَحمَته *** قَد فازَ مَن سَعَى فنال جَنَّتَه
114 والخاصٌّ تفصيلٌ لِما تَقَدَّمَ *** مَن لاَزَمَ الوحيينِ ما تَنَدَّمَ
115 أَوَّلُها العُمريٌّ مِثل ما أَتى *** عَن ابنِ مسعودٍ, فَرضِّ يا فَتَى
116 والثاني الحَوليٌّ فاسمع ما صَدَر *** عَن ربنا في شأنِ لَيلَةِ القَدَر
117 ثالِثُهَا اليومي وَلتَعَلم بِأَن *** في كُلِّ يومٍ, وَالعَظيمُ في شَأن
118 - سبحانه - مؤَيِّدٌ بالروحِ *** نَبِيَّهُ وَخالِقٌ لِلَّوحِ
119 خَلَقَهُ مِن دُرَّةٍ, بيضاءَ *** بِدُفَّتَي ياقوتَةٍ, حَمراءَ
120 جَعَلَهُ نوراً كتاباً قَلَما *** وَعَرضُهُ ما بينَ أَرضٍ, وَسَما
121 أَورَدَهُ المبجَّلُ الصنعاني *** وَحاكِمٌ فادعُ لذي البيانِ
122 وَالطَبَرانيٌّ عَن ابنِ المنذِرِ *** عَن ابنِ عَباسِ ابنِ عَمِّ المُنذِرِ
123 وَالعَرشُ وَالكُرسيٌّ ثابتانِ *** فانظُر هداكَ اللهُ للقُرآنِ
124 كذاكَ في السٌّنَّةِ أَيضاً قَد وَرَد *** سبحانَ ربٍّ, خالِقٍ, فَردٍ, صَمَد
125 نقولُ ما قالَ إِلهُ الكَونِ *** مِنِ استِوائِهِ بغيره مَينِ
126 وَلاَ نُحَرِّفُ الكتابَ كَلاَّ *** وَبَعضُ خلقِ اللهِ فيهِ ضَلَّ
127 بعضُ طوائِفُ الضلاَلِ قَالَ *** إِنَّ استِواءَهُ بمعنى استَولَى
128 وَذاكُمُ مِن أَعظَمِ الأَخطاءِ *** قائِلُهُ يوصَفُ بالغَباءِ
129 فَلَيسَ في الكتابِ ما يؤَيدُه *** وَلَيسَ في السٌّنةَّ ِما يُعَضِّدُه
130 وَضِدٌّهُ ما قالَه أَهلُ اللغَة *** وكُلٌّها لِما افتراهُ دامِغَه
131 وَصاحِبُ الخلِّة إِبراهيمُ *** مثبتةٌ وَثبتَ التَكليمُ
132 لِعبِدِه موسى بِلاَ تحريفِ *** وَدونَ تَشبيهٍ, وَلاَ تَكييفِ
133 وَعَبدُهُ محمدٌ قَد ثَبَتَت *** خُلَّتُهُ وفي الصَّحيحِ قَد أَتَت
134 نَقَلها أَبو سعيدِ الخُدري *** عَن خيرِ خَلقِ اللهِ صاحِ فادرِ
135 ونُؤمِنن يا صاحِ بِالملائكَه *** فاشهَد بِهِ لِيَثبُتَن إِيمانُكَ
136 وَبِالنَّبيينَ وَكلِّ الكُتُبِ *** مُصَدقينَ دونَ أَدنى ريبِ
137 بِالبَعثِ نُؤمِنَن وَبِالنٌّشورِ *** سَيُبعَثُ الخلقُ مِن القُبورِ
138 وَلاَ نُكَفِّرنَّ بِالذٌّنوبِ *** وَجلَّ مِن يخلو مِن العيوبِ
139 لكِنَّ هذا ناقِصُ الإِيمانِ مهدَّدٌ مِن خالِقِ الأَكوانِ
140 وَهوَ إِذا استَحَلَّهُ صاحِ كَفَر *** لِكونِهِ مُكَذِّباًً ربَّ البَشَر
141 نَخشى عَلى المسيءِ صاحِ زَلَّتَه *** وَنَرجُوَن لِلمُحسنينَ رَحمَتَه
142 وَنَشهَدَن لِلصالحينَ الكُرَما *** بِالفوزِ في العمومِ صاح فاعلَما
143 وَالكافِرونَ في لَظَى النيرانِ *** كَما أَتاكَ صاحِ في القرآنِ
144 وَإِن أَرَدتَ الحقَّ في الإِيمانِ *** فإِنَّهُ الإِقرارُ بِالِلسانِ
145 وَقَبلَهُ التصديقُ بالجَنانِ *** وَمَعهُ الأَفعالُ بِالأَركانِ
146 وَبِاختِصارٍ, فَهوَ إِعتِقادُ *** قوٌل وَفِعلٌ فُهِمَ المرادُ
147 وَلَيسَ في الإِيمانِ كلٌّ يستوي *** فَبَعضهم إِيمانُه صاح قوي
148 يَزيدُ بِالطاعَةِ إِيمانُ العَبد *** وَيَنقُصَنَّ بِالمعاصي فاستَفِد
149 وَإِن تولاَّكَ أَميرٌ فاسق *** فَصَلِّ خَلفَهُ وَلاَ تُشاقِق
150 لاَ تَتركِ الصَّلاَةَ خَلفَ الأُمَرا *** روى البخاريٌّ عَنِ ابنِ عُمَرَ
151 بِأَنَّهُ صلَّى مَعَ الحجاجِ *** وَهوَ إِمامُهُ بِلاَ لحاجِي
152 وَإِن يَكُن غيرُ أَميرٍ, لاَ تَسَل *** عَنِ العَقيدةِ التي لها انتَحَل
153 وَإِن يَكُن أَظهر أَمراً مُبتَدَع *** ثمَ دعَا لَهُ فيا صاحِ امتَنِع
154 إِذا وَجَدتَ غيرَهُ إِماما *** فإِن عَدِمتَ فَدَعِ الخِصاما
155 وَصَلِّ خَلفَهُ بِلاَ كراهه *** وَلاَ تُخالِف يا أَخي الصحابَة
156 وَيَنبَغي أَن يُهجَرَ المبتدِعُ *** لَعَلَّهُ عَن فِعلِهِ يَرتَدِعُ
157 وَإِن تَرى في هَجرِهِ مَصلَحةً *** وَلاَ يضيعُ هاجرٌ جماعةً
158 فهذه مصلحةٌ شرعيّةٌ *** كذاكُمُ فائِدةٌ مَرعيةٌ
159 نُحِبٌّ في اللهِ عبادَ اللهِ *** وَنَكرَهُ الفسوقَ وَالمَلاَهي
160 بِقُربِهِ لِرَبِّه نُحِبٌّهُ *** كذا بِقدرِ بُعدِهِ نُبغِضُهُ
161 نُحِبٌّ أَهلَ العَدلِ وَالأَمانَة *** نبغضُ أَهلَ الجورِ وَالخيانَة
162 وَما عَلَينا عِلمُهُ تَشَابَه *** وَما دَرى أَحدُنا جوابَه
163 نَردٌّهُ لخالقِ الأَكوانِ *** وَعَالِم الإِسرارِ والإِعلاَنِ
164 تواتَرَ المسحُ عَلى الخُفينِ *** فيما أَتى عَن صاحبِ التَبيينِ
165 والحجٌّ وَالجِهادُ باقيانِ *** فافهَم هُدِيتَ سُبُلَ البيانِ
166 مَع الأَميرِ صالحاً أَو طالحاً *** وَالرافضي كانَ لهذا ناطحا
167 فاسلُك هُديتَ سُبُلَ السَّلاَمِ *** فَهيَ الطريقُ لأُولي الأَحلاَمِ
168 وَدَع كلامَ الرافضي وَما افتَروا *** فَهوَ لعَمرُ اللهِ قولٌ منكرُ
169 يُريدُ أَن يُعَطَّلَ الجِهادُ *** ليُنشَرَ الفسادُ والإِلحادُ
170 فيا لَه مِن أَحمَقٍ, غبيّ *** مُعارِضٍ, لسنةِ النبيّ
171 وَنُؤمِنَنَّ بِالكِرامِ الكاتبين *** وَنُشهِدُ اللهَ عَلى صِدقِ اليقين
172 وَمَلَكُ الموتِ الذي قَد وكِلَ *** ليقبضَ الأَرواحَ مِن كُلِّ المَلاَ
173 وَبِعذابِ القبرِ مؤمنينا *** عساهُ مِن عذابه يقينا
174 وَمُنكرٌ ومعهُ نَكيرُ *** ثَبَّتَنَا إِلهُنا القديرُ
175 عَن ربنا وديننا سَنُسأَل *** كذاكَ عَن نبينا فَلنَعمَل
176 لتِلكُمُ الأَهوالِ وَالشدائِد *** هَل تائِبٌ وَمقبلٌ وَعائِد
177 وَالقَبرُ إِمَّا رَوضة الجَنانِ *** أَو حفرةٌ مُشعَلَةُ النيرانِ
178 وَنُؤمِنَن بِالبَعثِ وَالحِسابِ *** وَبالثوابِ صاحِ وَالعِقاب
179 بعثٌ نشورٌ محشرُ العبادِ *** قيامُنا للملِكِ الجوادِ
180 وَالعَرضُ مِن مراتِبِ المَعادِ *** تطايُرُ الصُحفِ إِلى الأَيادي
181 ونَؤمِنَن يا صاحِ بِالميزانِ *** الويلُ للشَقيِّ وَالخَسرانِ
182 وَالوَزنُ حقٌ ما بِهِ تطفيفُ *** فَكَم ثقيلٍ, حينها خفيفُ
183 وَكَم نَحيلٍ, كابنِ مسعودِ الندي *** فَساقُهُ في حينها كَأُحدِ
184 لسانُهُ بِالذكرِ لايَمَلٌّ *** حِكمَتهُ يا صاحِ لاتُمَلٌّ
185 وَبِالصِّراطِ نُؤمِنَن يا صاحِ *** وَيلٌ لقالٍ, دينَهُ وَلاَحِ
186 سَيُنصَبُ الصراطُ فوقَ النّارِ *** أَشدٌّ مِن جمرٍ, وَمِن بَتَّارِ
187 أَدَقٌّ مِن شَعَرَةٍ, يا صاحِ *** لاَ يَنجُوَن إِلاَّ أُولو الصلاحِ
188 ذاك لَعمري مَوقِفٌ عسيرٌ *** فَرُسُلُ الإِلهِ تَستَجيرُ
189 يا ربِّ سَلِّم إِنَّهُ لمأزِقُ *** مِن شِدةِ الهَولِ يشيبُ المفرِقُ
190 فَبَعضُهُم مرورُهُ لَمحُ البَصَر *** وَالبَعضُ كالبَرقِ عَنِ اللّمحِ قَصر
191 وَبَعضُهُم كالريحِ يجني مَن غَرَس *** وَبَعضُهُم مرورُهُ مثلُ الفَرَس
192 يَمُرٌّهُ البعضُ كَرُكاَّبِ الإِبِل *** وَالبَعضُ يعدو فاسلُكَن خَيرَ السٌّبُل
193 والبعضُ يمشي فاستَعِذ بالباري *** يا مؤمِناً مِن شرِ حرِّ النارِ
194 وَالبَعضُ زاحفٌ وَبَعضٌ يُختَطَف *** لَمّ يَنجُ إِلاَّ مَن بِهِ اللهُ لَطُف
195 وَبَعدَه قَطرَةٌ لِمَن سَعَد *** لتصفوَ النفوسُ فاقرأَ ما وَرَد
196 مِن غِلِّ دارِ الموتِ والفناءِ *** ليدخلوا في غايةِ الصفاءِ
197 وَأُشهُدُ اللهَ بِأَنَّ الجنَّة *** مخلوقَةٌ في قولِ أَهلِ السٌّنَّه
198 وَهيَ مآلُ مَن لربهِ اتقَى *** وَخافَ مِن خالقه يومَ الشَّقَا
199 فيها مِن النعيمِ ما لاَ سَمِعَت *** الأُذنُ ثمَّ العينُ ما لاَ نَظَرَت
200 كذاكَ ما لَم يَخطُرَن بِالقَلبِ *** لاَ تَسَلِ الجَنانَ غيرَ ربِّ
201 وَنُشهِدُ اللهَ بأَنَّ النَّارَ *** يُدخِلُ فيها ربٌّنا الكُفَّارَ
202 فيها مِنَ العَذابِ ما لو سارَت *** فيهِ الجبالُ كلٌّها لَذابَت
203 روى البخاريٌّ كذاكَ مُسلِمُ *** يا ليتَ شِعري حينها أَنَسلَمُ
204 سبعونَ جُزءاً كلٌّ جزءٍ, منها *** كحرِّ نارنا فَفِرَّ مِنها
205 معاشِرَ النِّسا رَوى البخاري *** ما جاءَ عَن رَسولنا المختارِ
206 أَكثَرُ أَهل النَّارِ أنتُنَ فَلا *** تَخضَعنَ بِالقَولِ لِجَلبِ الجُهَلا
207 نارٌ وَجَنَّةٌ مُعَدَّتانِ *** دائِمتانِ ليسَ تفنيانِ
208 أَفعالُنا مِن خلقِ ربنا العلي *** وَالكَسبُ للعَبد فما مِن مُشكِلِ
209 كَم ركبَ الجبريٌّ أَهوالَ الزلَل *** وَكَم نَفَى عَن العِبادِ من عَمَل
210 وَالقَدريٌّ أَلَّهَ العبادا *** فجانَبَ الصوابَ والسدادا
211 وَهوَ بعيدٌ عَن هدايةِ النبي *** فيا لَهُ مِن أَحمق وَمِن غبي
212 وَكلٌّ شيءٍ, شاءَهُ الإِلهُ *** مُقَدّرٌ عَلِمَهُ قضاهُ
213 فإِن يَكُن خيراً فَديناً شاءَهُ *** وَالشرَّ كوناً فانظُرَن آلاَءَهُ
214 وَفي دُعاءِ الحيِّ لِلأَمواتِ *** مَنفَعٌة عِندَ أُولي الثباتِ
215 صدقةُ الحيِّ عَنِ الأَمواتِ *** تحطٌّ يا صاحِ مِنَ الزّلاّتِ
216 واَلحَجٌّ وَالعُمرةُ فافهَم وَاستفِد *** فَلَم نَقُل إِلاَّ الذي لَهُ سَنَد
217 وَإِن يَكُن خَلَّفَ عِلماً نافِعاً *** ينفعهُ فافهم وَكُن لي سامعاً
218 صدقةٌ جاريةٌ كذلِكَ *** أَو صالِحاً فافهَم وَأصغِ بالكَ
219 وَها أَنا أَختَصرُ الكلاَما *** خشيتُ إِن أَطَلتُ أَن أُلاَما
220 صدقةٌ وَالعِلمُ وابنٌ مسلمُ *** يَدعو لَهُ كما رواه مسلمُ
221 وَفي الصحيحينِ أَتاه رجلُ *** يحكي لهُ أُمّاً أَتاها الأَجلُ
222 افتُلِتَت لَم توصِ وَانتهى العُمُر *** فَهَل لأُمي إِن تَصَدَّقتُ أَجر
223 أَجابَهُ نَعَم فطابَ السائِلُ *** ما حالَ بِرَّ ابنٍ, بأُمٍّ, حائِلُ
224 وَمثلُه ما نقل البخاري *** عَن ابنِ عباسٍ, عَنِ المُختارِ
225 عَن أُمِّهِ بحائطِ المخرافِ *** سَعدٌ أَتَى بالبرِ والإِنصافِ
226 إِن ماتَ مَن لَزِمَهُ صيامُ *** صامَ وليٌّهُ وذا كلامُ
227 نقلهُ الشيخانِ عَن زوج النبي *** عَن الكريمِ الصادِقِ الشهمِ الأَبي
228 كذا وفاءُ الدَّينِ صاحِ بِالقضا *** مِن ميتٍ, إِجماعُ كلِّ مَن مَضَى
229 وَيَستَجيبُ ربٌّنا الدعاءَ *** وَيَدفَعُ اللهُ بِهِ البلاَءَ
230 وَيَجلبُ الخيرَ إِذا العبدُ اتَّقَى *** وَالوَيلُ للعبد إِذا العبدُ شَقَى
231 وَقالَ ربي ادعوني أَستَجِب لَكُم *** لاَ تَسأَلوا يا قومِ غيرَ رَبِّكُم
232 فاعجَب لِقَومٍ, عظموا القبور *** وَتَركوا مُسَهِّل الأُمور
233 وَسَأَلوا أَصحابَها الأَموات *** وَتَركوا مَن يَعلَمُ النيات
234 إِذا نَصَحتَ قالَ ذا شفيعي *** فيا لَهُ مِن عملٍ, وضيعِ
235 كَعَملِ الكفارِ بِالأَصنامِ *** قَد لَعِبَ الشيطانُ بِالأَحلاَمِ
236 قَد فُتِنَ البعضُ بقبر زينبِ *** وَتَركوا اللهَ مزيلَ الكُرَبِ
237 وَفُتِنَ البعضُ بِقَبرِ الهادي *** وَتَركوا ذا الطّولِ وَ الأَيادي
238 وَفُتِنَ البعضُ بِقَبِر المهدي *** وَتَركوا مَن يبتلي وَيَهدي
239 بقبرِ عيدروسَ قد ضلَّ الغبي *** وَتَركوا مِنهاجَ أَحمدَ النبي
240 لاَ تَسأَلَن قبراً وَلاَ صاحِبَهُ *** وَسَل كريماً فاتِحاً أَبوَابَهُ
240 إِذا دَعَوتَ غيرَ ذي الجلالِ *** فأَنتَ في الإِلحادِ وَالضلالِ
242 كداعي اللاتِ سواءً بِسوى *** وَمن دعا غيرَكَ يا ربِّ هَوَى
243 دَع كلَّ بابٍ, غير بابِ ربي *** وَلُذ بهِ وسَلهُ كَشفَ الكَربِ
244 وَيُوصَفُ اللهُ بما ذَكَرَهُ *** في قوله فَنَحنُ لا ننكرُهُ
245 مِن غضبٍ, ومن رضى يا صاحِبي *** - سبحانه - من خالقٍ, وواهِبي
246 نُحِبٌّ أَصحابَ النبي كُلِّهم *** وَنُشهِدُ اللهَ على إِجلالِهِم
247 فَحُبٌّهُم يا صاحبي إِيمانُ *** وَبُغضُهُم الكُفرُ والخسرانُ
248 ولا نَسُبٌّ صاحباً أَو صاحبَه *** وليس في القلبِ لهم مِن شائِبَه
249 وَكُلٌّهُم أَفضلُ خلقِ اللهِ *** بعد النبي فاستفق يا لاهي
250 يا ويلَ أَهل الرفضِ والنواصبِ *** من أَكِلِهم لُحومَ أَصحابِ النبي
251 إِنَّ الإِلهَ ليغيظُ الكافر *** بصحبِ ذلكَ النبيِّ الطاهِر
252 وأَفضلُ العبادِ بعد المصطفَى *** صِدِّيُقُه أَهلُ الصلاحِ والوَفا
253 وهو خليفةُ الرسول الأَوَّلُ *** ذاك أَبو بكرِ الإِمامُ الأَفضَلُ
254 وبعده الفاروقُ فضلاً وَتُقَى *** في العدلِ والإِخلاصِ والصِّدق رَقى
255 وثالثُ الأَبرارِ ذو النورينِ *** أَنعِم بِهِ من صابرٍ, أَمينِ
256 ورابعُ القومِ ابنُ عمِّ المُصطَفى *** فهؤُلاءِ الخلفاءُ الحُنَفا
257 ونَشهَدَن للعشرةِ الكرامِ *** بجنةٍ, عالية المقامِ
258 وذاكَ أَنَّ المصطفى قَد شَهِدَ *** وَنُشهِدُ اللهَ بما قَد وَعَدَ
259 بشارةٌ أَتَت لكل العَشَرَه *** الصادقينَ الأَوفياءِ البرره
260 الخُلَفا وسعدُ مع سعيد *** ثُمَّ ابنُ عوفٍ, طلحةُ الشهيد
261 ثم الزبيرُ والأَمينُ هؤُلاء *** أَهلُ الصَّلاحِ والفلاحِ والوَفاء
262 وَنُحسِنُ القولَ في الصحبِ وَلا *** نواليَ الجافيَ أَو مَن قَد غَلا
263 اختارَهُم ذو الفضلِ و الإِنعامِ *** لصُحبةِ المبعوثِ للأَنامِ
264 محبةُ الصحبِ مِنَ الإِيمانِ *** وبُغضُهُم من أَعظمِ الخُسرانِ
265 إِيمانُنا من حسناتِهِم أَتَى *** فاستغفرِ اللهَ ورضِّ يا فَتى
266 عن صحبِ أَحمد النبيِّ المجتبى *** الصادقينَ الصابرينَ النٌّجَبا
267 وَنَشهَدَن بِأَنَّ زَوجاتِ النبي *** مطهراتٌ من جميعِ الريبِ
268 وَأَنَّهُنَّ أُمهاتُ المؤمنين *** العارفينَ حقَّ خيرِ المُرسلين
269 كذاكَ لا نُفَضِّلُ الوليِّ *** على نبيٍّ, نُشِهُد الوليَّ
270 وواحدٌ يَفضُلُ كُلَّ الأَوليا *** فلا يَغُرَّنَّكَ قولُ الأَغبيا
271 وَنؤمنَن يا صاحِ بالكرامَة *** إِن وَصِفَ الرواةُ بالسلامَة
272 وَلاَ تَخُصَّ بزمانٍ, إِن تُرِد *** فَهماً كفهم مَن مَضى في المُعتَقَد
273 كذا بأَشراطِ النشورِ نؤمِنُ *** لعلنا من العذابِ نَأمَنُ
274 منها خروجُ فتنةِ الدجالِ *** ذي المكرِ والخداعِ والضلالِ
275 حَذَّرَ منه الأنبياءُ الأُمَما *** وزاد فيه المصطفى ما أُبهِما
276 نَعَتَهُ بما أَتَى في الأَثرِ *** لم يَخفَ أَمرُه على ذي بَصَرِ
277 فعيُنُه عوراءُ ما من خافيَه *** شَبَّهَها بعنبةٍ, طافيَة
278 كذا نزولٌ للمسيحِ عُلِما *** ومجمعٌ عليه بينَ العُلَما
279 كذا طلوعٌ الشمس من مغرِبِها *** ومخرجُ الدابَّةِ من موضِعِها
280 والسِّحرُ كفرٌ في الكتابِ قَد أَتَى *** لا يُفلحُ الساحرُ حَيثُما أَتَى
281 والإجتماعُ الحقٌّ والصوابُ *** والإفتراقُ الزيغ والعذابُ
282 والدينُ عند ربِّنا الإِسلامُ *** لاَ يُفلِحن بغيره الأَنامُ
283 وهو الذي توسَّطَ الأُمورا *** توسَّطَ الغلوَّ والتقصيرا
284 توسَّطَ التشبيهَ والتعطيل *** لأَنَّهُ يسيرُ بالدليل
285 وهو كذا ما بين جبرٍ, وقدر *** لأَنَّهُ من الدليل قد صَدَر
286 كذاك بينَ اليأسِ والأَمانِ *** فافهم هُديت شِرعَةَ الرَّحمنِ
287 وهاكَهُ يا صاحِ بالتفصيلِ *** فالبعضُ قد يُسَرٌّ بالتطويلِ
288 فأُمَّةُ الإِسلامِ كانت في الأُمَم *** الوَسَطُ الممدوحُ يا أَهلَ الهِمَم
289 فلا تساهلٌ ولا غلوٌّ *** فافهَم وقيتَ شَرَّ مَن تولَوا
290 واعلَم هُديتَ أَنَّ أَهلَ السٌّنَّةِ *** الوَسَطُ الممدوحُ من ذي المِنَّةِ
291 ففي الصفاتِ خالفوا التعطيلا *** ونبذوا التشبيهَ والتمثيلا
292 كذاك في الأفعالِ قد توسطوا *** ما بينَ جبريٍّ, وقدريٍّ, أَتوا
393 وفي الوعيدِ بين مَن تَوَعَّد *** ومرجىءٍ, فافهم هُدِيتَ تَسعَد
294 كذاك في التكفيرِ فالقومُ وَسَط *** ما بينَ مُرجٍ, خارجٍ, دَعِ الشَّطَط
295 وأَصلُهُم في الصَحبِ صاحِ دارج *** ما بين أَهل الرفضِ والخوارج
296 هذا اعتقادُنا وفي اللهِ الأَمَل *** أَن يَعصِمَ العبدَ مضلاتِ الزلَل
297 فكم من الأَوقاتِ قَد أَضَعتُ *** وَكَم من الأَخطاء قَد رَكِبتُ
298 وأَنتَ يا ربِّ بحالي تَدري *** رَحمتُ نفسي إِذ عرفتُ قَدري
299 يا ربِّ ثبتني على الإيمانِ *** واعصمني من مزالِقِ الشيطانِ
300 أَسأَلُكَ اللهُمَّ حُسنَ الخاتِمَة *** فهي لَعَمري لحظاتٌ حاسِمَه
301 واسأَلُ اللهَ لنا السعاده *** والفوزَ عندَ الموتِ بالشهادَه
302 يا ربِّ مَن للبائِسِ الفقيرِ *** غيرُ الكريمِ المالِكِ القديرِ
303 فحسبُنا اللهُ ونعمَ المرتَجى *** وَحَسبُنا الله وَنِعمَ المُلتَجى
304 - سبحانه - مِن ملكٍ, جوادِ *** وجل ذو الطَّول وذو الأَيادي
305 في حرم الله العتيقِ نَظمُها *** تَمَّ وأَرجو اللهَ ربي نَفعَهَا
306 لناظمٍ, وسامِعٍ, وقاري *** وكاتبٍ, وبائعٍ, وشاري
307 يا ربِّ أَرجو الفوزَ يومَ حَشري *** فأَنتَ تدري ما يُكِنٌّ صدري
308 ثم الصلاةُ ما تغنَّى الشادي *** على محمدِ الأَمينِ الهادي
309 ما هتفت ورقاءُ بالنياحِ *** وغرَّدَ القِمرِيٌّ في الصباحِ
310 والحمدُ لله على كل النعم *** سبحانَ ذي الفضل وجلّ ذو الكرم
انتهت المنظومة بحمد الله - تعالى -وأسأل الله الذي أعان على إتمامها أن يعين على غيرها
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد