بسم الله الرحمن الرحيم
الله سبحانه وتعالى رب العالمين، خالق السموات وما فيها من أبراج، وخالق الأرض وما فيها من فجاج، وخالق البحار والأنهار، ومقلب الليل والنهار، قال الله تعالى : (( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمسَ والقمرَ والنجومَ مسخراتٍ, بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين )) [الأعراف:54] .
وقال سبحانه وتعالى : (( إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون فالق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون )) [الأنعام : 95-98] .
وهو سبحانه خالق الإنسان في أحسن تقويم وأجمل تصوير، قال تعالى : (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) [التين : 4 ] .
وقال سبحانه (( ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين )) [البلد:8-9] . وهو خالق كل شيء، وله الملك والحمد، وهو على كل شيء قدير، عالم الغيب والشهادة .
له الأسماء الحسنى والصفات العلى، لا شيءٌ مثله ولا شيءٌ يعجزه، ولا إله غيره قال تعالى : (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون )) [الأعراف:180] .
تقدس سبحانه عن الزوجة والولد، وعن الشريك والند والمثيل، وقال تعالى : (( قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد ))[ الإخلاص] .وقال تعالى : (( وأنه تعالى جدّ ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولداً )) [ الجن : 3 ] .
ولأنه سبحانه وتعالى هو أهل الكمال المطلق، وأهل الثناء والمجد، استحق العبودية له سبحانه دون أحد من خلقه، لا يحتاج إلى واسطة في الوصول إليه، ولا إلى شريك للدخول عليه، فهو سبحانه قريب من عباده، يسمع نجواهم ويجيب دعائهم، فمن جعل مع الله سبحانه وتعالى واسطة في العبادة من صنم أو شخص معظم وظن أن في هذا الشخص خصوصية يشفع له عند الله، وأنه يتقرب به إليه سبحانه فقد أشرك في عبادة ربه، لأن العبادة حق الله سبحانه وتعالى وليست لأحد من خلقه، فمن صرف حق الله لغيره فقد أشرك بعبادة ربه، كما فعل المشركون الأولون، وكما يفعله الجاهلون في قبور الأولياء والصالحين، حيث يتقربون بهم إلى الله تعالى ويتخذونهم وسائط تقربهم إليه .
ولقد ضل كثير من الناس في حق الله سبحانه وتعالى، فهناك طوائف نسبت لله الولد كاليهود والنصارى، وطائفة جعلت له البنات كبعض مشركي العرب، وطائفة نسبت الخلق لغيره، فجعلوا خالقاً للخير وخالقاً للشر، وهم المجوس، وطائفة نفت وجود الله ونفت خلقه لأي شيء في الوجود، وهناك طوائف نسبت لله النقائص كاليهود الذين نسبوا لله البخل، وقالوا يد الله مغلولة، وقالوا إن الله لما خلق الخلق تعب فاستراح تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
وهناك فرق تنتسب إلى الإسلام وصفت الله عز وجل بأوصاف هو منـزه عنها، فنفوا عنه صفاته التي وردت في الكتاب والسنة الصحيحة، وبعضهم غلا حتى نفى عنه كل صفة له، وبعضهم غلا في اثبات الصفات حتى شبه الله بخلقه، واعتقد أن الله مثل البشر، تعالى الله وتقدس عن هذه العقائد الباطلة، فله سبحانه الأوصاف العُلى، والأسماء الحسنى التي ثبتت في الكتاب والسنة، لا نزيد عليها ولا ننقص منها، فالقرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم المعصوم هما مصدر العلم بالله سبحانه وتعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلى ومعرفة دينه ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم، نسأل الله أن يثبتنا عليهما إلى أن نلقاه إنه على كل شيء قدير .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد