بسم الله الرحمن الرحيم
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي من ولد عدنان وعدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، اصطفاه الله سبحانه على الناس كافة فشرّفه بالرسالة الخـاتمة، حيث اختاره سبحانه وتعالى من بين العالمين (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) [ الأنعام:124 ] .
ولد بمكة عام الفيل سنة 571م يتيماً، فرباه جده عبد المطلب، إلى سن الثامنة، حيث مات عبد المطلب، فرباه عمه أبو طالب.
ولما كبر اشتغل برعي الغنم والتجارة، فظهرت البركة في تجارته وسعيه، وظهرت الأمانة في معاملته، وكان صادق الحديث والوعد، فلُقِّب بالصادق الأمين، ثم حُبب إليه التعبد والخلوة بنفسه، فكان يذهب إلى غار حِراء، حتى أتاه الوحى بعدما أكمل أربعين سنة، فأمره الله تعالى بتبليغ رسالة الإسلام سراً ثم جهراً .
فامتثل صلى الله عليه وسلم ما أمره الله به، فكان يدعو القريب والبعيد، حتى أوذي في الله، وعارضه أقرباؤه، منهم عمه أبو لهب، واتهموه بالكذب وقد كان أصدق الناس صلى الله عليه وسلم واتهموه بالجنون وهو أعقل الناس، فانقلبت الموازين عند المشركين، فصاروا يعادونه بعد ما كانوا يعترفون له بالصدق والإخلاص ورجاحة العقل، وتآمروا لقتله فعصمه الله تعالى قال تعالى : (( يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) [ المائدة : 67 ] .
وبعد ثلاثة عشر سنة من الدعوة إلى الله في مكة، أذن الله سبحانه لنبيه بالهجرة إلى المدينة المنورة، ( وهو ما يعرف بالعهد المدني ) وكان قد مهّد النبي صلى الله عليه وسلم لذلك حيث كان له أتباع، يأتون موسم الحج فيدعوهم ويعلمهم تعاليم الإسلام، وأرسل بعض الصحابة إليهم ليعلموهم أمر دينهم، وليدعو أهل المدينة إلى الإسلام، فلما هاجر إلى المدينة وجد عند أهلها قبولاً وترحيباً واشتياقاً، فسكن المدينة ومكنه الله فيها، وأصبحت مستقره إلى أن توفي فيها صلى الله عليه وسلم .
ولما هاجر إلى المدينة المنورة انتشر الإسلام انتشاراً كبيراً، فأظهر ناس الإسلام كذباً ونفاقاً وهم الذين عرفوا بالمنافقين، فكانوا يتآمرون مع اليهود الذين كانوا في المدينة للمكر بالنبي صلى الله عليه وسلم ولقتله .
وفي العهد المدني خاض الرسول صلى الله عليه وسلم جميع معاركه مع المشركين ، الذين آذوه واخرجوه والمسلمين من دياره ، ولم يكتفوا بذلك بل جاءوا إلى المدينة ليقتلوه وساعده في ذلك اليهود . وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض المناطق والقرى حوله ، بعدما دعاهم للإسلام وأبوا ، وكانت كل المعارك الكبرى والصغرى لصالح الإسلام والمسلمين ، ثم أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل الرسل للقبائل ويدعوهم للإسلام ، ويراسل الملوك الكبار يدعوهم للإسلام والدخول فيه مع شعوبهم .
ومع ذلك ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم معلماً وداعياً ذا خلق عظيم وكرم لا مثيل له ، فقال تعالى عنه : (( وإنك لعلى خلق عظيم ))[ سورة القلم ] حتى انتشر الإسلام في كثير من القبائل ، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الإسلام قد انتشر صيته وقويت شوكته ، ثم حمل المسيرة من بعده أصحابه يبلغون ما أمرهم الله بتبليغه عن رسوله صلى الله عليه وسلم . حتى وصل إلينا الإسلام صافياً وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم معنا ، فالقرآن محفوظ وسنته محفوظة إلى يوم القيامة فله الحمد والشكر .
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك ، واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم في جنتك وجوارك، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد