بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
ما ضابط كون الأمر بدعة؟ وهل يشترط للتحريم قصد التعبد؟ وهل من ذلك الاحتفالات السنوية التي تقوم بها بعض الجهات؟ وكذا أعياد الميلاد؟
الإجابة:
الحمد لله.. البدعة في الدين هي التي قال فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -:\"وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة\" (رواه مسلم)، فما أحدث في الدين فهو البدعة، فهي كل ما تدين به الإنسان مما لم يشرعه الله ورسوله، فمن تدين باعتقاد أو عمل ظاهر أو باطن أو ذكر باللسان ولم يكن مما جاء عن الله ورسوله فهو بدعة في الدين، وهو مردود على صاحبه، أي أن اعتقاده أو عمله أو عبادته باطلة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -:\"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد\" (رواه البخاري ومسلم) أي: من أحدث في ديننا ما ليس منه، فما أحدثه مردود عليه، وفي لفظ:\"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد\". وقال - تعالى -:(أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) ومن البدع في التشريع تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، كما كان أهل الجاهلية يحرمون من بهيمة الأنعام ما لم يحرمه اللهº افتراء على الله كما قال - تعالى -: (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعام حرمت ظهورها) إلى قوله: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين).
وأما الاحتفالات الدورية لمناسبة من المناسبات العادية، كالاحتفال لمرور كذا وكذا من السنين في ولاية أو مشروع، وكذا الاحتفال بمواليد أفراد الأسرة من أب أو أم أو ولد فهذا من التشبه بالكفار، لا من قبيل البدعة في الدين، وقد تجتمع البدعة والتشبه بالكفار، كما في الاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن الذين يحتفلون به قد شابهوا النصارى في احتفالهم بميلاد المسيح - عليه السلام - وتدينوا وتعبدوا لله بما لم يشرعه الله، فلذلك كان عملهم ذلك بدعة، وتشبهاً، وكل من الأمرين محذور في الشرع، أعني: الابتداع في الدين، والتشبه بالكافرين. نسأل الله الفقه في الدين ونعوذ بالله من اتباع الجاهلين. والله أعلم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد