الإسلام دين الرحمة ( 1 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم



هذا إسلامنا فلما يحاربوه ؟

الإسلام نور روحي قلبي يهبه الله لمن يشاء من النفوس الطاهرة ليهديها الصراط المستقيم، الإسلام دين الله، دين نادى به أول الرسل وآخر الرسل..

الإسلام هو الدين الحق الذي أنزله الله على رسوله المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه للناس أجمعين

ويهدى العالم إلى الخير الحقيقي والسعادة الأبدية.

وخير تعريف للإسلام ما أجاب به رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل حينما قال له: يا محمد أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداُ رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا.

وقال رجل يا رسول الله ما الإسلام؟

فقال: إن تسلم قلبك لله، ويسلم المسلمون من لسانك ويدك

وقال صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما المسلم؟

فقالوا الله ورسوله أعلم.

قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

الإسلام دين الرحمة:

أولاً: الرحمة من أعظم صفات المولى عز وجل فهو الرحمن الرحيم رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما.

وصفه الرحمة كما هي من أعظم صفات المولى- تبارك وتعالى - فإنها أيضا من صفات المسلم المؤمن فينبغي على المؤمن أن يكون رحيماً بعباد الله شفوقا عليهم، محباً لهم، يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه، فالله سبحانه وتعالى لا يحب الجبارين، ولا المتكبرين، ولا الذين يملكون قلوبا قاسيه لا تشفق ولا ترحم ولا تلين، ومن رحمه الله عز وجل أن يرى العصاة الفجرة الجبارين المتكبرين يعصونه ليلا ونهارا، يسفكون الدماء، ويأكلون الأموال ظلما وعدوانا، يهتكون الأعراض ويغتصبون الحقوق، ومع ذلك كله فإن رحمته سبحانه وتعالى لا تزال تغشاهم مع أنه لا يغفل عنهم، بل مطلع على أعمالهم.

والرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن الرحمة لا تكون بين الناس فحسب بل بين الكائنات الأخرى من غير بني البشر.

فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل اشتد عليه العطش وهو يمشي في طريق و يمر، فوجد بئراُ فنزل فيها وشرب، ثم خرج فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ منى، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى صعد من البئر فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له.

أيضا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: عُذبت امرأة في هرة، سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها إذا حبسته، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. [أخرجه البخاري].

ولما أراد الله أن يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه بالرحمة فقال عز وجل {لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتٌّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيم ٌ} [(128) سورة التوبة].

فالدين الإسلامي دين يسر وسهوله دين رحمه ومحبه، ولذلك دخل إلى القلوب وعشقته الأرواح

الدين الإسلامي دين يأمر الصغير باحترام الكبير، دين يرحم الضعفاء والصغار

دين يأمر بزيارة المرضى والسعي على اليتامى والمساكين والضعفاء ومساندة الفقراء والمحتاجين



التسامح في الإسلام:

الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوه لنا كمسلمين وأخلاقه صلى الله عليه وسلم كلنا نتباهى ونتفاخر بها ونحاول أن نقلدها ونتبعها، فيقول الله سبحانه وتعالى عنه {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ, عَظِيمٍ,} (4) سورة القلم.

فالرسول صلى الله عليه وسلم عُرف بالنبل و العفو عند المقدرة، والصفح والتسامح عن من بالغوا في إيذائه، فقد أعطى من حرمه، ووصل من قطعه، وهذا هو المثل الأسمى الذي امتاز به الرسول النبيل صلى الله عليه وسلم

وقد ذهب مره إلى الطائف يرجوا أن تحميه قبيلة ثقيف من قومه قريش، فسخر به رؤساؤها، وسبه السفهاء منها وأرسلوا السوقة وراءه لرجمه بالحجارة، ولما جلس ليستريح أجبروه على القيام والمشي.

وكان بعد ذلك لا يدعو عليهم ولكنه يدعوا لهم ويقول: (اللهم اغفر لقومي فأنهم لا يعلمون).

ونراه في مشهد آخر يعفو عن وحشي الذي قتل عمه حمزة بن عبد المطلب وكان في إمكانه بعد أن أسلم أن يقتله ولكنه عفا عنه واكتفى بأن قال له لا ترني وجهك أو غيب عنى وجهك ومشهد آخر عندما دخل مكة وفتحها وتمكن من قريش وقف يقول لهم. يا معشر قريش، ما ترون أني فاعل بكم.

قالوا: خيرا. أخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.

فيجب علينا أخوة الإسلام أن نتبع ما أمرنا الله به و أن نعظم شعائر الله عز وجل وأن نتأسى بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فالإسلام يأمرنا بأن نؤدي الأمانات إلى أهلها و أن نحكم بالعدل و أن نصدق في كلامنا مع الآخرين و أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا وأن نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر وأن نحب خلق الله ولا نستعبدهم . فاللهم وفقنا لما فيه الخير لأمة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ونسألكم الدعاء لإخواننا في كل مكان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply