\'\' لا إله إلا الله \'\' لا خوف من سواه


 
بسم الله الرحمن الرحيم



\"لا إله إلا الله \".. لا خوف من سواه..

تقول \" لا إله إلا الله \":

تسألني لماذا لا يتحرك الموحدّون ولا يتضامنون مع إخوانهم المنكوبين بالدرجة المطلوبة؟! ألا تفعل \" لا إله إلا الله \" فعلها في توحيد المشاعر والتصورات الفكرية والروحية نحو وجهة واحدة؟!

إنَّ أهل \" لا إله إلا الله \" يشعرون مع بعضهم البعض ويتضامنون ويتكافلون حسب مُقتضيات هذه الكلمة العظيمة ولكن الملاحظ هذه الأيام أن حالة التضامن هذه لم تصل إلى الدرجة المطلوبة ولم تُعطِ \"لا إله إلا الله \" في هذه النفوس العطاء الكامل بدليل حالة الصمت واللامُبالاة وضعف الشعور اتجاه ما يجري في فلسطين.. وبدليل آخر حالة الإستبداد السياسي التي أصبحت الزاد اليومي للمواطن العربي والكل في الهمّ شرٌ.. أين الخلل إذاً؟!



إن من مهام \" لا إله إلا الله \" العظيمة التي أقوم بزرعها في نفوس من تلهج قلوبهم بذكري هي أن أُحررهم من الخوف... فلا خوف ولا رجاء إلا من الله ولا اعتماد ولا توكل إلا على الله.. إذا علمت بأن الآجال والأرزاق بيد الله وحده وأن الله لا رادّ لحكمه وأن ربك يخلق ما يشاء ويختار ويبسط الرزق لمن يشاء ويقدر فعلام الخوف إذاً؟! إن \" لا إله إلا الله \" عندما تعمل عملها وعندما تتلقاها النفوس المؤمنة وتُحسن إقامتها في الصدر فإنها حينئذ ٍ, نفوساً مُتعلقة بالله لا تخاف ولا ترجو سواه..



عندئذ تصبح قادرة ومهيأة كي تضحي وبذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء هذه الكلمة... إن من أبجديات هذه الكلمة الأولى هو الإقرار بسيادة الله وحده على هذه النفوس لذلك فإنها: لن تقبل بالخنوع وتمرير القهر والاستعباد والإستخفاف بمشاعر هذه الأمة العظيمة التي تحمل في صدرها هذا التوحيد الخالص وهذه المشاعر المجنّدة والقائمة على أمر الله ونصرة الحق والوقوف في صف المظلومين والمقهورين في دينهم وتوحيدهم وسلب حريتهم ذات الصلة المباشرة بهذه الكلمة الخالدة.



يجب أن تعترف بأن حال الأمة اليوم مع \" لا إله إلا الله \" بحاجة إلى تطوير في الفهم خاصّة بما أحمل من معنى التحرر من الخوف والوقوف في وجه الإرهاب الذي يقذف الخوف في النفوس ويحجمها من الحركة السياسية الواعية لأحداث التغيير المطلوب... إن هناك آصار وأغلال ورواسب في النفوس تُعيق حركة \" لا إله إلا الله \" فيها والمطلوب هو إطلاق العنان لهذه الكلمة كي تُحرر أصحابها من خوفهم ومن هذه العقد المتراكمة من أوقات الضعف والهزيمة... أيُعقل أن يتبدل ستة رؤساء على بلد من العالم الثالث الأرجنتين خلال عشرة أيام ونحن لا نستطيع زحزحة واحد عن موقفه المتخلف وليس عن كرسيه لا سمح الله في خمسين عاماً؟! لماذا يتملّك الأمة الخوف ولا تقوى على التعبير عن مشاعرها الصادقة؟! يمنعُها... لماذا كانت \" لا إله إلا الله \" سابقاً تعمل في أصحابها وقوداً لهذه الكلمة دون أي تردد أو خوف؟! إن المطلوب اليوم هو تحريك هذه الكلمة العظيمة في أعماق النفوس كي تطال كل مناطق التأثير وبالتالي إحداث السلوك المطلوب...السلوك المُتحرر من آصار الخوف وعقد الحرص الزائد على الدنيا ومتاعها إذ أن ما عند الله خير وأبقى بما عند الحطام وعند أرباب الحُطام..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply