الشفاعة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



لغة: اسم من شفع يشفع إذ جعل الشيء اثنين، والشفع ضد الوتر، قال تعالى: {والشفع والوتر}.

اصطلاحاً: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.

الشفاعة نوعان:

الشفاعة المنفية: وهى شفاعة المشرك والكافر أو شفاعة عباد الأصنام والأوثان قال تعالى: {و اتقوا يوماً لا تجزى نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون}، وقوله:{والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم يوم القيامة في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار}.

والشفاعة المثبتة: وهى خالصة لأهل التوحيد والإخلاص وقيدها بأمرين:

الأول: إذنه للشافع أن يشفع قال تعالى: {من ذا الذي يشفع إلا بإذنه}.

الثاني: رضاه عن المشفوع فيه لقوله تعالى: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}.

والمقصود من الشفاعة إكرام الشافع ونفع المشفوع له.

والشفاعة على ستة أنواع:

أولاً: شفاعة لأهل الجنة بدخولها بعد عبورهم الصراط فيجدون باب الجنة مغلقاً، فيشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - بفتح أبواب الجنة لأهلها [الحديث رواه مسلم: 196].

ثانياً: الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولوا العزم حتى تنتهي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول: أنا لها وذلك حين يرغب الخلائق إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم من مقامهم في الموقف [حديث في البخاري: 4712].

ثالثاً: الشفاعة للعصاة من هذه الأمة ممن استوجبوا ا النار بذنوبهم، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من مسلم يموت فيقوموا على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه) [شرح مسلم: 655].

رابعاً: شفاعة في العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم فيخرجون بشفاعة وهذه متواترة ولم ينكرها إلا الخوارج والمعتزلة.

خامساً: الشفاعة لقوم من أهل الجنة لزيادة ثوابهم ورفع درجاتهم، لقوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم اغفر لأبى سلمة وارفع درجته في المهدين وافسح له في قبره ونور له فيه وأخلفه في عقبه) [مسلم: 2/132].

سادساً: شفاعة في بعض الأهل من الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابهم وهذه خاصة بعمه أبو طالب [فتح المجيد: 216].

فائدة:إن الشفاعة وإن كانت مثبته للنبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره إلا أنها لا تطلب إلا من الله لأن سؤالها دعاء، فتقول: \"اللهم شفع فينا نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -\" أو\" لا تحرمنا شفاعة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -\"، ومن ذلك قوله – تعالى -: {قل لله الشفاعة جميعاً}.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply