ما الصراط ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 



أما بعد..

الصراط: الطريق الحسي والمعنوي، فمن الحسي قوله - تعالى - [ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله] يعني بكل طريق يسلكه الناس.

والصراط: الطريق المعنوي، وهو الاستقامة على الحق، ومنه الصراط الذي أمرنا الله - تعالى - بسؤاله، كما في قوله - تعالى -:[اهدنا الصراط المستقيم] وقال - تعالى - [قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم] وقال - تعالى - [ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم] فالمقصود به الطريق الواضح البين الموصل إلى الله - تعالى - وإلى جنتهº وهو معرفة الحق والعمل به، والهداية إلى الصراط معناها لزوم دين الإسلام وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط:

الهداية لجميع تفاصيل الدين علماً وعملاً.



وإن قصدت الصراط الذي يجتازه الناس يوم القيامة فهو في قوله - تعالى - [ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنى يبصرون] وفي قوله - تعالى - [وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً] فهذا الصراط جسر على متن جهنم –أعاذنا الله منها - يلزم الله الناس المرور عليه فيمرون عليه على قدر أعمالهم فمنهم من يمر عليه كلمح البصر ومنهم من يمر عليه كالريح وهكذا إلى أن يأتي من يمر عليه مشياً ومن يمر عليه حبواً ومن يتكردس من فوقه إلى نار جهنم والعياذ بالله - تعالى -º ولهذا قال - تعالى - [ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً].



وفي الصحيحين: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهمº فمنهم من يوبق بعمله،ومنهم من يخردل ثم ينجو)). وفيهما: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا))، وفي المسند والسنن: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ((لجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف، عليه كلاليب وحسك يأخذون من شاء الله والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب، والملائكة يقولون: رب سلم رب سلم، فناج مسلم، ومخدوش مسلم، ومكور في النار على وجهه)).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply