بسم الله الرحمن الرحيم
تسمى كذلك أشراط ومنها: -
الأول: بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (بعثت أنا والساعة كهاتين ويشير إلى السبابة والوسطى) رواه البخاري.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: (بعثت في نسم الساعة) رواه الحاكم وقال الألباني صحيح في صحيح الجامع، ونسم الساعة هو من النسم أي أول هبوب الريح الضعيفة فلا نبي بعده - صلى الله عليه وسلم - وإنما بعده القيامة.
الثاني: موته - صلى الله عليه وسلم - فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (اعدد ستاً بين يدي الساعة) وذكر منها (موتي) رواه البخاري فكان موته - صلى الله عليه وسلم - أول أمر دهم الإسلام.
الثالث: فتح بيت المقدس فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اعدد ستاً بين يدي الساعة) وذكر منها (فتح بيت المقدس) رواه البخاري وهذا الشرط قد حدث في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سنة 36ه.
الرابع: طاعون (عمواس) وهي بلدة في فلسطين، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اعدد ستاً بين يدي الساعة) وذكر منها (ثم موتان يأخذ فيكم كقصاص الغنم) روه البخاري، قال ابن حجر: \"إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس\" أه. وكان ذلك عام 18ه وبلغ عدد من مات فيه خمسة وعشرين ألفاً من المسلمين.
الخامس: استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبله منه صدقه، ويدعى إليه الرجل فيقول: لا أرب لي فيه) رواه البخاري، وهذا تحقق كثير منه في عهد الصحابة - رضي الله عنهم - بسبب ما وقع من الفتوح، ثم فاض المال في عهد عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - فكان الرجل يعرض المال للصدقة فلا يجد من يقبله، وسيكثر المال في آخر الزمان في زمن المهدي وعيسى - عليه السلام -.
السادس: ظهور الفتن، قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) رواه أحمد وأبو دواد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وقد حدث كثير من الفتن من عهد الصحابة - رضي الله عنهم - حتى الآن وأعظم الفتن جاءت من الشرق كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مستقبل المشرق: (ألا إن الفتنه ها هنا ألا إن الفتنه هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان) رواه البخاري.
ومن الفتن التي حدثت: مقتل عثمان - رضي الله عنه - وموقعة الجمل وصفين، وظهور الخوارج، وموقعة الحرة، وفتنة القول بخلق القرآن.
السابع: ظهور مدعي النبوة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله) رواه مسلم.
وممن ظهر من هؤلاء الثلاثين: مسيلمة الكذاب في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - والأسود العنسي في اليمن وقتله الصحابة، وظهرت سجاح فادعت النبوة ثم رجعت إلى الإسلام، وظهر طليحة بن خويلد الأسدي ثم رجع إلى الإسلام، ثم ظهر المختار، ومنهم الحارث الكذاب ظهر في خلافة عبد الملك بن مروان، وخرج في خلافة بني العباس جماعة، وظهر في العصر الحديث ميرزا أحمد القادياني بالهند، ولا يزال يظهر هؤلاء الكذابون حتى يظهر آخرهم الأعور الدجال كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (وإنه والله لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً آخرهم الأعور الكذاب) رواه أحمد، ومن هؤلاء الكذابون أربع نسوة، قال - صلى الله عليه وسلم -: (في أمتي كذابون ودجالون ستة وعشرون منهم أربع نسوة وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
الشرط التاسع: وهو ظهور نار الحجاز، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) رواه البخاري، وقد ظهرت هذه النار في منتصف القرن السابع الهجري في عام 654 هـ، وكانت ناراً عظيمة أفاض العلماء ممن عاصر ظهورها ومن بعدهم بوصفها، قال النووي: \"خرجت في زماننا نار في المدينة سنة أربع وخمسين وست مائة وكانت ناراً عظيمة جداً من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، وتواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرني من حضرها من أهل المدينة\".
ونقل ابن كثير أن غير واحد من الأعراب ممن كان بحاضرة بصرى شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز، وذكر القرطبي في التذكرة أن هذه النار رئيت من مكة ومن جبال بصرى.
الشرط العاشر: قتال الترك، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوماً وجوههم كالمَجانِّ المطرقة يلبسون الشعر ويمشون في الشعر) رواه مسلم، وقد قاتل المسلمون الترك من عصر الصحابة - رضي الله عنهم - وذلك في أول خلافة بني أميه في عهد معاوية - رضي الله عنه - وكذلك بعد السنة الست مائة لما أسعرت الدنيا ناراً خصوصاً الشرق بأسره حتى لم يبق بلد منه حتى دخله شرهم، ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة المعتصم، يقول النووي - رحمه الله -: \"قد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها النبي - صلى الله عليه وسلم - صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنف عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا وقاتلهم المسلمون مرات وقتالهم الآن\".
الشرط الحادي عشر: قتال العجم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزاً وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر) رواه البخاري، فذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ظهور خوز وكرمان وهم غير الترك فيقاتلهم المسلمون.
كما ورد في حديث آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يوشك أن يكثر فيكم من العجم أسد لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيئكم) رواه الطبراني.
الشرط الثاني عشر: ضياع الأمانة فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة) روه البخاري.
ومن مظاهر تضييع الأمانة إسناد أمور الناس من إمارة وخلافة وقضاء ووظائف إلى غير أهلها القادرين على تسييرها.
الشرط الثالث عشر: قبض العلم وظهور الجهل، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل) رواه البخاري ومسلم، وقبض العلم بقبض العلماء، قال النووي - رحمه الله -: \"هذا الحديث يبين أن المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بحهالتهم فيضلون ويضلون\".
وقال الذهبي - رحمه الله -: \"وما أوتوا من العلم إلا قليلاً، وأما اليوم فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل، في أناس قليل، ما أقل من يعمل منهم بذلك القليل فحسبنا الله ونعم الوكيل\".
وهذا في زمان الذهبي - رحمه الله - فما بالك بزماننا هذا؟ فإنه كلما بعد الزمان من عهد النبوة قل العلم وكثر الجهل ولا يزال يقبض العلم حتى لا يعرف من الإسلام إلا اسمه كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله). رواه مسلم
كثرة الشرط وأعوان الظلمة: فقد روى الإمام أحمد عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يكون في هذه الأمة في آخر الزمان رجال أو قال يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم سياط كأنها أذناب البقر، يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه).
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس).
ومن أشراط الساعة انتشار الزنا: ففي الصحيحين عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من أشراط الساعة فذكر منها ويظهر الزنا).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط). رواه أبو يعلي وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.
قال القرطبي: \"في هذا الحديث علم من أعلام النبوة إذا أخبر عن أمور ستقع فوقعت خصوصاً في هذه الأزمان\" أه، فإذا كان هذا في زمن القرطبي فهو في زمننا هذا أكثر ظهوراً.
ومن أشراط الساعة انتشار الربا: فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (بين يدي الساعة يظهر الربا) رواه الطبراني في الترغيب والترهيب وقال المنذري رواته رواة الصحيح، وهذا الحديث ينطبق على كثير من المسلمين في هذا الزمن.
ومن أشراط الساعة ظهور المعازف واستحلالها: فعن سهل بن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال إذا ظهرت المعازف والقينات) رواه ابن ماجه، وقال الألباني صحيح، وهذه العلامة قد وقع شيء كثير منها في السابق وهي إلى الآن أكثر ظهوراً.
ومن أشراط الساعة كثرة شرب الخمر واستحلالها: فقد روى الإمام مسلم عن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من أشراط الساعة وذكر منها ويشرب الخمر).
وروى الأمام أحمد عن عباده بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه).
ومن أشراط الساعة زخرفة المساجد والتباهي بها: فقد روى الإمام أحمد عن أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد).
ومن أشراط الساعة: التطاول في البنيان، ففي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل عندما سأل عن وقت قيام الساعة: (ولكن سأحدثك عن أشراطها فذكر منها وإذا تطاول رعاء البهائم في البنيان فذاك من أشراطها)، وقد ظهر هذا في زماننا جلياً فتطاول الناس في البنيان وتفاخروا.
ومن أشراط الساعة ولادة الأمة لربتها: كما في الصحيحين لما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: (وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربتها).
ومعنى هذا الحديث فيه أقوال لأهل العلم:
فقيل معناه: اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرط، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها، وهذا القول قول أكثر أهل العلم.
وقيل: أن تبيع السادة أمهات أولادها ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها أولادها ولا يشعر بذلك.
وقيل: أن تلد الأمة حراً من غير سيدها يوطئ شبهة أو رقيقاً بنكاح أو زنا، ثم تباع الأمة في الصورتين بيعاً صحيحاً وتدور الأيدي حتى يشتريها ابنها أو بنتها.
وقيل: أن يكثر العقوق في الأولاد فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة والسب، قال ابن حجر: وهذا أوجه الأوجه عندي.
وقيل: أن الإماء تكون في آخر الزمان هنّ المشار إليهن بالحشمة فتكون الأمة تحت الرجل الكبير دون غيرها من الحرائر.
ومن أشراط الساعة: كثرة القتل، فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج، قالوا: وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل) وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيم قتل، فقيل كيف يكون ذلك؟ قال الهرج القاتل والمقتول في النار).
ومن أشراطها: كثرة التجارة وفشوها بين الناس، حتى تشارك المرأة فيها، فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم قال: (بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة) [رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح] وهذا الشرط واقع حادث.
ومن أشراطها: كثرة الزلازل، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل)[رواه البخاري].
ومن أشراطها ظهور الخسف والمسخ والقذف، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف) قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟قال: (نعم إذا كثر الخبث) [رواه الترمذي وصححه الألباني]، والخسف وقع في مواضع كثيرة في قديم الزمان وحديثه كثير.
ومن أشراط الساعة: ذهاب الصالحين، فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى عجاجة لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً) [رواه أحمد وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح].
ومن أشراط الساعة: ارتفاع الأسافل، فيكون أمر الناس بيد السفهاء والأراذل، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنها ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة، قال: السفيه يتكلم في أمر العامة) [رواه أحمد وقال أحمد شاكر: اسناده حسن].
ومن أشراط الساعة: أن تكون التحية للمعرفة فقط، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة) [رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده حسن].
ومن أشراط الساعة: ظهور الكاسيات العاريات، فعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سرج كأشباه الرحال ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات) [رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح] ومعنى كاسيات عاريات أي: كاسية جسدها ولكنها تشد خمارها وتضيق ثيابها حتى تظهر تفاصيل جسمها، أو تكشف بعض جسدها، وهذا حادث.
ومن أشراط الساعة: صدق رؤيا المؤمن، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب) [رواه مسلم].
ومن أشراط الساعة: كثرة الكتابة، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إن بين يدي الساعة وذكر منها ظهور القلم) [رواه أحمد وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح].
ومن أشراط الساعة: انتفاخ الأهلة، وهو أن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة) [رواه الطبراني وقال الألباني: صحيح].
ومن أشراط الساعة: كثرة الكذب وعدم التثبت في نقل الأخبار، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) [رواه مسلم].
ومن أشراط الساعة: كثرة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إن بين يدي الساعة شهادة الزور وكتمان شهادة الحق) [رواه أحمد، وقال أحمد شاكر: صحيح].
ومن أشراط الساعة: كثرة النساء، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (من أشراط الساعة وذكر منها وتكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين ارأة القيم الواحد) [رواه البخاري].
ومن أشراط الساعة: كثرة موت الفجأة، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة) [رواه الطبراني في الصغير والأوسط وقال الألباني: حسن].
ومن أشراط الساعة: وقوع التناكر بين الناس، فعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الساعة فقال: (علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو، ولكن أخبركم بمشاريطها وما يكون بين يديها وذكر منها ويلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد يعرف أحد) [رواه أحمد وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح].
ومن أشراط الساعة: عودة أرض العرب مروجاً وأنهاراً، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) [رواه مسلم].
ومن أشراط الساعة: كثرة المطر وقلة النبات، فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً عاماً ولا تنبت الأرض شيئاً) [رواه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله ثقات].
ومن أشراط الساعة: حسر الفرات عن جبل من ذهب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو) [رواه البخاري].
ومن أشراط الساعة: كلام السباع والجمادات الإنس، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - في قصة الراعي الذي تكلم معه الذئب ثم جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبره بذلك فصدقه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: (إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده) [رواه أحمد، وقال أحمد شاكر صحيح].
ومن أشراط الساعة: تمني الموت من شدة البلاء، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه) [رواه البخاري].
ومن أشراط الساعة: كثرة الروم وقتالهم للمسلمين، فعن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (اعدد ستاً بين يدي الساعة، فذكر منها: ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً) [رواه البخاري].
وجاء في وصف هذا القتال أنه عظيم شديد فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: (إن الساعة لا تقوم، حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة، ثم قال بيده هكذا (ونحاها نحو الشام) فقال: عدو يجمعون لأهل الإسلام ويجمع لهم أهل الإسلام. قلت: الروم تعني؟ قال: نعم. وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة. فيشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة. فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة، فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب، وتفنى الشرطة، ثم يشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة – إما قال لا يرى مثلها، وإما قال لم ير مثلها – حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم، فما يخلفهم حتى يخر ميتاً. فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح؟ أو أي ميراث يقاسم؟ فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من ذلك فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إني لأعرف أسمائهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ، أو من خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ) [رواه مسلم].
ومن أشراط الساعة: فتح القسطنطينية، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: (سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها قال ثور: لا أعلمه إلا قال الذي في البحر ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمون المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون). [رواه مسلم].
ومن أشراط الساعة: خروج القحطاني، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه) [متفق عليه].
وسوقه الناس بعصاه كناية عن طاعة الناس له ورضوخهم لأمره.
ومن أشراط الساعة: قتال اليهود، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) [متفق عليه].
ومن أشراط الساعة: نفي المدينة لشرارها وخرابها، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (تتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي، يريد عوافي السباع والطير) [رواه البخاري].
ومن أشراط الساعة: بعث الريح الطيبة لقبض أرواح المؤمنين، فعن النواس بن سمعان - رضي الله عنه - في حديث طويل فيه قصة الدجال ونزول عيسى - عليه السلام - وخروج يأجوج ومأجوج قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: (إذ بعث الله ريحاً طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة) [رواه مسلم].
ومن أشراط الساعة: استحلال البيت الحرام وهدم الكعبة، فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: (يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصلع أقيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله) [رواه أحمد بإسناد صحيح].
و من أشراط الساعة: ظهور المهدي المنتظر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام..))
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد