كيف نتخذ من القرآن مادة للتداوي؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



ثبت بالبحث في التكاليف الشرعية التي كلفنا بها الله - سبحانه وتعالى - مثل الصلاة، والصيام، والحج، أن لها فائدة علاجية بالإضافة إلى الفائدة الروحية فالإسلام دين الطهارة وهذه حقيقة جوهرية في القرآن وهي تعني طهارة الظاهر والباطن. وقد ثبت علمياً أن الطهارة تعطي المتطهر مناعة ضد مختلف الأمراض. والعبادات في الإسلام قائمة كلها على الطهارة، وقد اكتشف الطب الحديث أن الاستنجاء يحفظ المسالك البولية من الالتهاب أما الوضوء فهو يزيل كل ما يلتصق بالجلد من أتربة وعرق، ويحمي الجلد من الإصابة بالسرطان، وبالنسبة لتخليل الأصابع بالماء أثناء الوضوء فقد اكتشف الطب الحديث أن الفطريات التي تنمو بين الأصابع وتتسبب في إصابة الجلد بالتهابات وقيح وصديد إنما سببها الأساسي هو عدم نظافة ما بين الأصابع، والوضوء يساعد على النظافة وبالتالي يقلل التعرض للإصابة بالأمراض. ولا شك أن للسواك في الطب الوقائي أهمية، وتتجلى هذه الأهمية في الأحاديث التي حث بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: \"لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة\"، (رواه البخاري 847 ومسلم 252) وقد اكتشف الطب الحديث أن السواك يعطي الأسنان مناعة ضد أمراض كثيرة وعلى رأسها التهابات الفم واللثة والتهاب الشبكية العينية بسبب نخر الأسنان وتسوسها.



التداوي بالقرآن والعقاقير معاً:

لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتداوى بالعقاقير وحدها وإنما يتداوى بالقرآن والعقاقير معاً، فعناية الإسلام بالطب النفسي والإيماني لا تقل عن عنايته بالطب الماديº لأن الأمراض المعنوية أشد فتكاً بالإنسان من الأمراض الحسية، وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الأخذ برقى الجاهلية، وتعليق التمائم، والودع، والخرز، والالتجاء إلى الكهان والسحرة، حيث كان الجاهليون يعتقدون أن التمائم تشفي بنفسها وأن للودع والخرز تأثيراً ذاتياً.



فوائد دينية:

إن لكل عبادة فوائد بدنية وكل أمر من المولى عز وجل يتضمن ميزة كبرى للإنسان حين يؤدي ما فرض الله عليه يكتسب مناعة ضد الأمراض النفسية والبدنية، وهنا تتجلى حكمة التداوي بالقرآن، ولكي نتعلم ذلك لا بد أن نتخذ من السنة الشريفة نبراساً يضئ أمام عقولنا طريق الفهم السليم، فالسنة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالقرآن والله - تبارك وتعالى - أمرنا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: \"إن الشفائين هما القرآن والعسل\"، قد أمرنا المصطفى بالأخذ بالأسباب فنتداوى بالعقاقير المناسبة لأمراضنا على أن نعتقد أن الشفاء يأتي من اللهº ممثلاً في هذا العقار أو ذاك.

وبما أن السنة مرتبطة بالقرآن فإن ذلك يعني أن الطب النبوي جزء من التداوي بالقرآن الكريم وعلى الإنسان أن يأخذ بالأسبابº لأنه لا يستطيع أن يمنع قدر الله مهما اتخذ من احتياطات.

ولكن الإسلام وضع لنا وسائل الوقاية وأمرنا بأن نأخذ بها وشدد علينا أن لا نعرض أنفسنا للهلاك ومعنى ذلك أن الإنسان يجب أن يأخذ بالأسباب على شرط أن يؤمن بأن الأسباب وحدها لايمكن أن يكون لها تأثير وفاعلية إلا إذا شاء الله فالوقاية مجرد سبب أما الواقي الحقيقي فهو الله - سبحانه - و- تعالى - ولذلك علينا أن نتعلم من الإسلام أمرين:

الأول: التحصن من الأمراض بقدر استطاعتنا.

الثاني: الإيمان بأن التحصن لا يرد قدر الله - تعالى -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply