بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كان لي شرف حضور المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، والمنعقد في دبي، من الأول من صفر إلى رابعه من عام 1425 الموافق 22-25 مارس 2004.
وقد أحسنت حكومة دبي صنعاً عندما استضافت المؤتمر على نفقتها فالقرآن العظيم خير ما أنفقت فيه الأموال، وأعود ما التمست منه الأجور، وتخفيفاً على القارئ واحتراماً لوقته فإني سأذكر ما وقفت عليه من إيجابيات جليلة وسلبيات ينبغي أن ينظر فيها القائمون على الهيئة العالمية للإعجاز، وينبغي أيضاً أن يطلع عليها المهتمون من القراء، أما الإيجابيات فهي:
1- حسن التنظيم في المؤتمر الذي لمسه الباحثون والضيوف، والعمل الجيد الذي قام به الإخوة المنظمون في السعودية والإمارات في تسهيل مهمة الباحثين والعناية بالضيوف، منذ اللحظة التي وطئت فيها أقدامهم أرض مطار دبي إلى وقت المغادرة.
2- وصل عموم المسلمين بأبحاث الإعجاز، وإطلاعهم على ما يستجد من علومه، خاصة أن المؤتمر قد صور بالكامل من عدة قنوات فضائية، ونقل غالبه على الهواء مباشرة، وهذا يساعد بقوة في غرس اليقين في القلوب وزيادة الإيمان في النفوس وتعميق الثقة بكتاب الله و- تعالى - وسنة رسول - صلى الله عليه وسلم -.
3- العدد الكبير من الحاضرين والمتفاعلين والمهتمين، وهذا بحد ذاته نجاح وأي نجاح، في زمن انصرف فيه العدد الأكبر من الناس إلى اللهو واللغو، وكان الثناء ظاهراً وواضحاً من قبل الكثيرين والكثيرات، وقد أظهروا أنهم استفادوا من برامج المؤتمر وانتفعوا به.
4- ومما أثلج صدري وصدر الكثير والكثيرات مشاركة عدد من الباحثات الدكتورات بأبحاث الإعجاز، وظهورهن على المنصة أمام وسائل الإعلام العالمية وهن منقبات، وقد أجادت أكثرهن فيما قدمن، وهذا الجمع بين العلم والالتزام بالدين مهم جداً في هذا الزمان لإظهار أن الإسلام لم يكن يوماً عائقاً أمام البحث والارتقاء والمشاركة الفاعلة، وأن التقدم العلمي لا يعني التفريط في الحجاب ولا يستلزم هذا أبداً. 5- حضور عدد من غير المسلمين، وهذا جيد لو أن عددهم كان قليلاً، وكنت أطمح أن يحضر المزيد. 6- حضور عدد من طلبة وطالبات الجامعات والمدارس للسماع والاستفادة وهذا حسن، لإثراء ما يدرسونه بالجديد من قضايا الإعجاز، ولقد رأيت أن عدد الطالبات الحاضرات أكثر، وهذا يدل على حرص النساء على طلب العلم ومتابعة الجديد. أما السلبيات فهي بإيجاز: 1- عدد الأبحاث الذي عرض كان كبيراً جداً، خاصة إن علمنا أن المؤتمر قد استغرق أقل من ثلاثة أيام فقط، وقاعة العرض واحدة، فقد كانت الأبحاث والعروض الموجزة قرابة سبعين، وهذا عدد ضخم لقاعة واحدة فقط، فكان الأجدر تعدد القاعات حتى يتاح للباحثين إلقاء بحوثهم بحرية، وإذا علمنا أن البحوث تعرض في 10 15 دقيقة، والعروض الموجزة في سبع دقائق أو أقل لعرفنا اللهاث الدائم الذي كان من طبيعة هذا المؤتمر، فلو قلل العدد إلى النصف مثلاً وضوعفت المدة لكان هذا أحسن وأفضل وأعود بالفائدة.
2- هناك عدد من الأبحاث جيد ومفيد وفيه جدة، وهناك عدد كبير من الأبحاث قديم ومكرور، أو أنه لا يتسم بالطابع العلمي أبداً، ومن تابع بحث (ذي القرنين) مثلاً علم ما أقوله من حيث البعد عن الالتزام بقواعد البحث العلمي مع الاعتذار للأخت الباحثة، وأظن أن هذا كان بسبب عدم وجود لجنة محكمة لأبحاث المؤتمر، وهذا يضر بالإعجاز أكثر مما ينفعه.
3- عدم إعطاء وقت كاف للضيوف من الأساتذة والعلماء للاستفسار عن جوانب من البحوث ولم يكن في عدد من الجلسات وقت مخصص على الإطلاق للأسئلة، وهذا أمر ساءني وساء عدداً من الحضور، ولقد أردت أن أعلق مثلاً على استشهاد أحد الباحثين في قضية التطاول في البنيان بعدد من الأحاديث الضعيفة وبقول الله - تعالى -: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً)!!؟ فما هي علاقة علو البنيان بعلو الطغيان؟ !!! لكن لم يدعوني أعلق بسبب ضيق الوقت!! كان هناك تفريط من حيث النساء الخادمات والمشرفات فقد كن غير محجبات ولا محتشمات، وأنا أعلم أنهن موظفات الفندق ولا علاقة لهيئة الإعجاز بهن لكن كان يمكن اشتراط الذكورة للخدمة، خاصة أنهن كن يجلسن بين الرجال في المطعم وعلى أبواب قاعة المؤتمر وداخله على هيئة غير مشروعة ولا مناسبة والحديث الإيماني عن الإعجاز ينغصه مثل تلك المشاهد النشاز.هذه بعض مشاهداتي في مؤتمر الإعجاز السابع المنعقد في دبي، وأسأل الله - تعالى - أن يعين القائمين على هيئة العالمية للإعجاز على مواصلة السير وإفادة المسلمين، والله - تعالى - الموفق والمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد