أسرار الختان تتجلى في الطب الحديث


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

لم يكن يخطر ببالي في يوم من الأيام أن أكتب عن الختان..
ولكن الدافع إلى كتابة هذا المقال ما نشرته حديثاً (مارس ومايو 1990) أشهر المجلات الطبية الأمريكية عن الختان.
فقد يعجب المرء حين يعلم أن 61%-ه8% من أطفال أمريكا يُختنون بعد الولادة..
واليهود في أمريكا قلائل..
وكذلك المسلمون..
فنصارى أمريكا إذن يختتنون..
لماذا هذا؟ ونحن نعلم أن النصارى لا يختتنون؟..
ونعلم أيضاً أن أوربا المسيحية كانت تعادي الختان..
وحين قرأت أن أشهر أطباء الأطفال في أمريكا ينادون بضرورة إجراء الختان روتينياً عند كل مولود، قلت في نفسي: الحمد لله الذي أظهر لهم فوائد خصلة من خصال الفطرة، أخبرنا عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم -
وبقراءة ما نشر في موضوع الختان في المجلات الطبية الحديثة فكان هناك ما يربو على مئة مقال، نشرت جميعها في السنوات القليلة الماضية في أشهر المجلات الطبية الأمريكية والعالمية.

الختان في الأديان السابقة:
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:  "اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين بالقَدّوم".
وقال ابن القيم: (وقد روي أن إبراهيم كان أول من اختتن، واستمر الختان بعده في الرسل وأتباعهم حتى في المسيح فإنه اختتن، والنصارى تقر بذلك ولا تجحده، كما تقر بأنه حرم الخنزير)
واهتم بالختان اليهود على وجه خاص، فقد جاء في سفر التكوين: (هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم، وبين نسلك من بعدك، يختن كل ذكر).
ويبدو أن الختان مشروع في النصرانية إلا أن النصارى قد حرفوا نصوص كتابهم وأعرضوا عن تعاليمه، فقد ورد ذكر الختان في إنجيل برنابا: (أجاب يسوع: الحق أقول لكم إن الكلب أفضل من رجل غير مختون).

الختان في الإسلام:
وردت في السنة النبوية عدة أحاديث عن الختان، فقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الإبط.
وروى الإمام أحمد حديث شداد بن أوس مرفوعاً: (الختان سنة للرجال مكرمة للنساء).

ماذا يقول علماء طب الأطفال في أمريكا عن الختان؟

 كتب البروفسور Wisewell - وهو رئيس قسم أمراض الوليدين في المستشفى العسكري بواشنطن - مقالاً في مجلة American Family Physician  في عدد آذار (مارس) 1990 جاء فيه: (لقد كنت في عام 1975 من أشد أعداء الختان، وقد شاركت في الجهود التي بذلت حينئذ للإقلال من نسبة الختان.
إلا أنه في بداية الثمانينات أظهرت الدراسات العلمية ازدياداً في نسبة التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين.
ومع ذلك فلم أكن أقترح آنئذٍ، جعل الختان روتينياً.
ولكن..
وبعد تمحيص دقيق وإجراء دراسة موضوعية للأبحاث والدراسات التي نشرت في المجلات الطبية عند الختان..
فقد وصلت إلى نتيجة مخالفة..
وأصبحت من أنصار جعل الختان أمراً روتينياً يجري عند كل طفل.
وليس هذا فحسب بل إن التقرير الذي أصدرته عام 1989 الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد جاء مخالفاً للتقرير الذي صدر عام 1970، وتراجع عن عدائه للختان.
وأكد حديثاً الفوائد الطبية العظيمة للختان عند الأطفال.. ).

أجل لقد تغيرت مواقف وآراء..
وتراجع الذين كانوا من أشد الناس عداوة للختان..
وأصبحوا من أكثر الناس حماساً له.
عادت الفطرة البشرية لتثبت نفسها من جديد إنها الفطرة التي لا تتغير على مر العصور: (فِطرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا).
وختم البروفسور مقاله الشيق بالقول: (وفي يوم 8 آذار 1988 صوّت أعضاء الجمعية الطبية في كاليفورنيا بالإجماع على أن ختان الوليد وسيلة صحية فعالة.
لقد تراجعت عن عدائي الطويل للختان، وصفقت مرحباً بقرار جمعية الأطباء في كاليفورنيا).

الختان ونظافة الأعضاء الجنسية:
كتب الدكتور (شوين) في مقالته الرئيسية في مجلة England New Medicine of Journal عام 1990 يقول: (لا شك أن ختان الوليد يسهل نظافة الأعضاء الجنسية على مدى العمر وفي مختلف الظروف البيئية.
فالختان يمنع تجمع الجراثيم الممرضة تحت القلفة في فترة الطفولة.
ويقول الدكتور (شوين) - وهو من أشهر أطباء الأطفال في العالم - مؤكداً أهمية نظافة المناطق الجنسية في الوقاية من سرطان القضيب: (إن الحفاظ على نظافة جيدة في المنطقة الجنسية أمر عسير، ليس فقط في المناطق المتخلفة من العالم بل حتى في دولة كبرى ومتحضرة كالولايات المتحدة التي تضم العديد من الأعراق مع اختلاف شائع في العادات والتقاليد الاجتماعية، وحتى في بلد متحضر أصغر، غالبية سكانه من عرق واحد، فإن الأدلة العلمية تشير إلى أن العناية بنظافة الأعضاء التناسلية ما تزال سيئة.
ففي دراسة أجريت على أطفال المدارس البريطانيين غير المختونين، وجد أن العناية بنظافة الأعضاء الجنسية سيئة عند 70% من هؤلاء الأطفال.
وفي دراسة أخرى من الدانمارك، يتبين وجود التصاقات في القلفة عند 63% من الأطفال غير المختونين في سن السادسة من العمر).
هذا ما يؤكده رئيس فريق علمي كبير في أمريكا نهض لبحث أمر الختان.
لقد أتى الإسلام بدواء لهذا المشكلة، إنه الختان الذي أرشدنا إليه رسول الإنسانية - صلى الله عليه وسلم - قال - تعالى -: (فَأَقِم وَجهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطرَتَ اللهِ الَتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا) ]الروم: 30[.

الختان والتهاب المجاري البولية:
أكد عدد من الدراسات العلمية الحديثة التي نشرت عام 1989 أن احتمال حدوث التهاب المجاري البولية عند الأطفال غير المختونين يبلغ 39 ضعف ما هو عليه عند المختونين.
ففي دراسة أجريت على أكثر من 400 ألف طفل وطفلة وجد البروفسور (ويزويل) ارتفاع نسبة التهاب المجاري البولية عند الأطفال الذكور نتيجة لحدوث الالتهاب عند الأطفال غير المختونين.
وقدر الباحثون أنه لو لم يجر الختان في الولايات المتحدة، فستكون هناك عشرون ألف حالة أخرى من التهاب الحويضة والكلية.
وتقول مجلة اللانست البريطانية الشهيرة في مقال نشر عام 1989: (إن ختان الأطفال في الفترة الأولى من العمر يمكن أن يخفض نسبة التهاب المجاري البولية عند الأطفال بنسبة 90% )

الختان وسرطان القضيب:

نشرت المجلة الطبية البريطانية B.M.J عام 1987 مقالاً عن هذا المرض جاء فيه: (إن سرطان القضيب نادر جداً عند اليهود، وفي البلدان الإسلامية حيث يجري الختان أثناء فترة الطفولة)
وسرطان القضيب مشكلة هامة في عدد من بلدان العالم فهو يشكل 12 - 22 % من كل سرطانات الرجل في الصين وأوغندا وبوتوريكو.
ونشرت مجلة المعهد الوطني للسرطان دراسة أكدت فيها أن سرطان القضيب ينتقل عبر الاتصال الجنسي، وأشارت إلى أن الاتصال الجنسي بالبغايا يؤدي إلى حدوث هذا السرطان.
ونشرت المجلة الأمريكية لأمراض الأطفال Am.j.DIS.Child حديثاً مقالاً جاء فيه: (إن الرجل غير المختون يعتبر معرضاً للإصابة بسرطان القضيب، في حين يمكن منع حدوثه إذا ما اتبع مبدأ الختان عند الوليدين)
نعم..
هذا ما يقرره علماء الطب اليوم، وهذا ما قرره الإسلام منذ أربعة عشر قرناً! الختان والأمراض الجنسية:
جاء في مقابلة مجلة New England Journal of Medicine المنشور عام 1990 (إن الختان قد ساعد على منع حدوث التهابات الحشفة والوقاية من حدوث الأمراض الجنسية عند الجنود الأمريكان إبان الحرب العالمية الثانية وخلال حرب كوريا وفيتنام)
وأكدت دراسة حديثة من استراليا وجود ازدياد واضح في حدوث أربعة أمراض جنسية عند غير المختونين، وهي الهربس التناسلي Genital Herpes وداء المبيضات Candidiasis، والسيلان Gonorrhea، والزهري Syphilis.

الختان ومرض الإيدز:
(الختان يقي من مرض الأيدز) ذاك هو موضوع مقال نشر حديثاً (1989م) في مجلة Science الأمريكية.
فقد أورد المقال ثلاثة دراسات علمية أجريت في أمريكا وأفريقيا.
وأكدت هذه الدراسات انخفاض نسبة الإصابة بمرض الإيدز عند غير المختونين)
أليس هذا بالأمر العجيب!! فحتى أولئك الذين يجرؤون على معصية الله بالشذوذ الجنسي يجدون خصلة من خصال الفطرة يمكن أن تدفع عنهم غائلة هذا المرض الخبيث.
ولكن لا يظننَّ أحد أنه إن كان مختوناً فهو في مأمن من داء الإيدز..
فهو يحدث عند المختونين وغير المختونين، وإن كانت نسبة حدوثه أقل عند المختونين.
وهكذا تثبت الأبحاث العلمية أن ما جاء به المصطفى هو الحق، وأنه لا تبديل لفطرة الله التي فطر الناس عليها.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply