مفهوم الولاء والبراء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 




يعد اختلال مفهوم الولاء والبراء من الانحرافات الظاهرة التي طغت على عقول كثير من المسلمين، وبخاصة في هذه الأيام التي يشهد العالم فيها تغيرات كثيرة بعد الأحداث الأخيرة، وما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، وما يفرض على الواقع الإسلامي من تداعيات تحتمها عليهم بعض المنظمات العالمية التي تدعي حقوق الإنسان وأنها تحافظ على العدل والسلام.

ولا شك أنَّ للأخت المسلمة دوراً كبيراً في تأكيد هذا المفهوم وتضمينه في المجتمع الإسلامي، فهي عنصر مهم من عناصره، وركيزة أساس من ركائزه، كيف لا وهي التي تربي في النشء هذه العقيدة من الصغر، فهي التي حبَّبت لابنها الصغير ذلك الرجل العالم الذي بذل نفسه للأمة، وذلك المجاهد المناضل المرابط في الثغور، وفي الوقت ذاته أدخلت في قلبه بغض كل من هو كافر ومنافق وفاسق مهما لمَّعته وسائل الإعلام.

وسنقف بعض الوقفات حول هذا المفهوم من حيث عقيدة أهل السنة والجماعة وكلام السلف، وسنعرض بعض مظاهر اختلال هذا المفهوم وصوره، ثمَّ دور الأخت المسلمة في إبراز هذه العقيدة.



الوقفة الأولى:

يقول الله - سبحانه وتعالى –: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءكُم وَإِخوَانَكُم أَولِيَاء إَنِ استَحَبٌّوا الكُفرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُم فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُل إِن كَانَ آبَاؤُكُم وَأَبنَآؤُكُم وَإِخوَانُكُم وَأَزوَاجُكُم وَعَشِيرَتُكُم وَأَموَالٌ اقتَرَفتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخشَونَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إِلَيكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ, فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتِيَ اللّهُ بِأَمرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهدِي القَومَ الفَاسِقِينَ))[التوبة:23-24].

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: \"على المؤمن أن يعادي في الله ويوالي فيه، فإن كان هناك مؤمن فعليه أن يواليه - وإن ظلم - فإنَّ الظلم لا يقطع الموالاة الإيمانية (( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤمِنِينَ اقتَتَلُوا فَأَصلِحُوا بَينَهُمَا فَإِن بَغَت إِحدَاهُمَا عَلَى الأُخرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أمر الله))[الحجرات:9]، فجعلهم إخوة مع وجود القتال والبغي، وأمر بالإصلاح بينهم، فالمؤمن تجب موالاته وإن اعتدى عليك وظلمك فرضاً عن اختلاف وجهات النظر والآراء، والكافر تجب معاداته وإن أعطاك وأحسن إليك، وإن اجتمع في الرجل الواحد خير وشر، وطاعة ومعصية، وحسنة وبدعة، استحق من الثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة بحسب ما فيه من الشر، وهذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنَّة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم\".

النَّاس في أمر الحب والبغض والولاء والبراء ثلاثة أصناف:

الصنف الأول: من يحب جملة، وهو من آمن بالله ورسوله وقام بوظائف الإسلام ومبانيه العظام علماً وعملاً واعتقاداً، وأخلص أعماله وأقواله وأفعاله لله، وانقاد لأوامره وانتهى عمَّا نهى عنه، وأحبَّ في الله وأبغض في الله، يقول الله - تعالى -: ((وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعدِهِم يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفِر لَنَا وَلِإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجعَل فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ))[الحشر:10]، ولا يبغض الصحابة وسلف هذه الأمة من في قلبه إيمان!

الصنف الثاني: من يبغض جملة، وهو من كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ولم يؤمن بالقدر خيره وشره، أو ترك أحد أركان الإسلام الخمسة، أو أشرك بالله أو أسمائه أو صفاته، أو أتى بأي ناقض من نواقض الإسلام، يقول الله - تعالى -: ((لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادٌّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءهُم أَو أَبنَاءهُم أَو إِخوَانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم))[المجادلة:22]، ويقول - سبحانه -:(( تَرَى كَثِيراً مِّنهُم يَتَوَلَّونَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئسَ مَا قَدَّمَت لَهُم أَنفُسُهُم أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيهِم وَفِي العَذَابِ هُم خَالِدُونَ* وَلَو كَانُوا يُؤمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِ مَا اتَّخَذُوهُم أَولِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيراً مِّنهُم فَاسِقُونَ))[المائدة:80-81].

الصنف الثالث: من يحب من وجه ويبغض من وجه، فهو المسلم الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، فيحب على قدر ما معه من الخير، ويبغض ويعادى على قدر ما معه من الشر.



الوقفة الثانية:

سنتحدَّث في هذه الوقفة عن بعض صور موالاة الكفار في هذا الوقت، وقبل أن نبدأ في عرض هذه الصور لا بدَّ أن نعلم أنَّ الحكم على الأشخاص ليس بالسهل في كل قضيةº لأنَّه قد يكون الفعل والقول كفراً، ولكن هناك ما يصرفه عن ظاهره فيما بين العبد وبين ربِّه، ولكن على وجه العموم هذه الصور قد تتفاوت من كون فاعلها خارجاً من الملَّة، كمن يحب الكفار لأجل كفرهم، إلى الكبيرة كتعظيمهم والثناء عليهم.

ومن هذه الصور:

* الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم، أو الشكّ في كفرهم، أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم الكافرة، والذي يحب الكافر لأجل كفره كافر بإجماع الأمة!

* التولي العام واتخاذهم إخواناً وأعواناً وأنصاراً وأولياء أو الدخول في دينهم، يقول الله - تعالى -: ((لاَّ يَتَّخِذِ المُؤمِنُونَ الكَافِرِينَ أَولِيَاء مِن دُونِ المُؤمِنِينَ وَمَن يَفعَل ذَلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ, إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنهُم تُقَاةً..))[آل عمران:28]، يقول ابن جرير - رحمه الله -: \"من اتخذ الكفار أعواناً وأنصاراً، ويواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين ((فَلَيسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيءٍ,)) أي قد برئ من الله، وبرئ الله منه ((إِلاَّ أَن تَتَّقُوا مِنهُم تُقَاةً )) إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم، فتظهروا الولاية بألسنتكم، وتخفوا العداوة، ولا تعينوهم على مسلم بفعل\".

* ومن نواقض الإسلام: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين يقول الله - تعالى -: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاء بَعضُهُم أَولِيَاء بَعضٍ, وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللّهَ لاَ يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ, مِّن عِندِهِ فَيُصبِحُوا عَلَى مَا أَسَرٌّوا فِي أَنفُسِهِم نَادِمِينَ ))[المائدة:51 - 52].

يقول ابن القيِّم - رحمه الله -:\"إنَّ الله قد حكم، ولا أحسن من حكمه، أنَّه من تولى اليهود والنصارى فهو منهم ((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم)) فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم\".

والولاية المنهي عنها هي ولاية التناصر والتحالف معهم، فبعيد جد أن يكون بين المسلمين من يميل إلى اتباع اليهود والنصارى في الدين، لا بدَّ أن نعرف ونقرر ما يقرَّه القرآن من أنَّ أهل الكتاب بعضهم أولياء بعض في حرب الإسلام، وأنَّ هذا شأن ثابت لهم، وأنَّهم لن يرضوا عن المسلم حتى يتبع دينهم.

* الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر أو التحاكم إليهم دون كتاب الله يقول الله - تعالى -: ((أَلَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِّنَ الكِتَابِ يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاء أَهدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً ))[النساء:51]، وهذا وقع فيه كثير من المنتسبين إلى الإسلام، فهاهم الببغاوات من أبناء أمتنا أخذوا يرددون شعارات سادتهم في الغرب، وينقلون الفكر الغربي برمته إلى العالم الإسلامي دون تمحيص أو تدقيق، فأفسدوا الأمَّة وضيعوا الدين.

* محبتهم ومودتهم يقول الله - سبحانه وتعالى -: ((لَا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادٌّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءهُم أَو أَبنَاءهُم أَو إِخوَانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم ))،ويقول - سبحانه وتعالى -: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُم أَولِيَاء تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ وَقَد كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الحَقِّ )).

* الركون إليهم قال - تعالى -: ((وَلاَ تَركَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن أَولِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ))، قال القرطبي: الركون حقيقته: الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به، وقال قتادة: معنى الآية: لا توادَّوهم ولا تطيعوهم، وقال ابن جريح: لا تميلوا إليهم.

* مداهنتهم ومداراتهم ومجاملتهم على حساب الدين، قال - تعالى -: ((وَدٌّوا لَو تُدهِنُ فَيُدهِنُونَ)) وهذا نتيجة طبيعية للانهزام الداخلي في قلوب كثير من المسلمين، فانبهروا بما عليه الغرب من القوة المادية فأخذوا ينسلخون من تعاليم دينهم مجاملة للكفَّارº ولئلا يصمهم الكفار بأنَّهم متعصبون، وقد صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال:\" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم \" قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: \"فمن؟\" (رواه البخاري).

* إنَّ المداهنة والمجاملة قد تبدأ بأمر صغير ثمَّ تكبر وتنمو حتى تؤدي - والعياذ بالله - إلى الخروج من الملَّة، وهذه إحدى مزالق الشيطان فليحذر منها، وليتمسَّك بدينه ويعتز بعقيدته.

* اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين، قال - تعالى -: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُم لاَ يَألُونَكُم خَبَالاً وَدٌّوا مَا عَنِتٌّم قَد بَدَتِ البَغضَاء مِن أَفوَاهِهِم وَمَا تُخفِي صُدُورُهُم أَكبَرُ قَد بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُم تَعقِلُونَ))، وبطانة الرجل خاصته ((لا يألونكم خبالاً)) أي: لا يتركون جهدهم فيما يورثكم الشر والفساد.

* طاعتهم فيما يأمرون ويشيرون به طاعة عمياء، قال - تعالى -: (( يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوَا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدٌّوكُم عَلَى أَعقَابِكُم فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ )).

* استئمانهم وقد خوَّنهم الله (( وَمِن أَهلِ الكِتَابِ مَن إِن تَأمَنهُ بِقِنطَارٍ, يُؤَدِّهِ إِلَيكَ وَمِنهُم مَّن إِن تَأمَنهُ بِدِينَارٍ, لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيكَ إِلاَّ مَا دُمتَ عَلَيهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَالُوا لَيسَ عَلَينَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَهُم يَعلَمُونَ )).

* مجالستهم والدخول عليهم وقت استهزائهم بكتاب الله قال - تعالى -: ((وَقَد نَزَّلَ عَلَيكُم فِي الكِتَابِ أَن إِذَا سَمِعتُم آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُستَهزَأُ بِهَا فَلاَ تَقعُدُوا مَعَهُم حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ, غَيرِهِ إِنَّكُم إِذًا مِّثلُهُم إِنَّ اللّهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً )) قال ابن جرير:\" قوله: (( إِنَّكُم إِذًا مِّثلُهُم )) أي أنَّكم إذا جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلهم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحالº لأنَّكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها، وفي الآية دلالة واضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من الكفرة والمبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم\".

* الرضا بأعمالهم والتشبه بهم، والتزيي بزيهم.

* البشاشة والطلاقة وانشراح الصدر لهم وإكرامهم وتقريبهم.

* معاونتهم على ظلمهم ونصرتهم.

* الثناء عليهم ونشر فضائلهم: فقد رأينا وقرأنا لمن ينشر فضائل الغرب مضفياً عليها ألقاب التقدم والحضارة والرقي، وواصماً الإسلام والمنتسبين إليه بالرجعية والجمود والتأخر عن مسايرة الركب الحضاري والأمم المتقدمة.

* التآمر معهم وتنفيذ مخططاتهم، والدخول في أحلافهم وتنظيماتهم، والتجسس من أجلهم، ونقل عورات المسلمين وأسرارهم إليهم، والقتال في صفهم، وهذه الصورة من أخطر ما ابتليت به أمتنا في هذا العصر، وهو ما يسمَّى في مصطلـح العصــر \"الطابور الخامس\"، فقد أفسد أجيال الأمة في كل مجال، سواء في التربية والتعليم، أو في السياسة وشؤون الحكم، أو في الأدب والأخلاق (( وَلاَ تَركَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن أَولِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ )).

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply