بسم الله الرحمن الرحيم
((وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهوَاءَهُم بَعدَ الَّذِي جَاءَك مِنَ العِلمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ, وَلا نَصِيرٍ,)) (البقرة: 120)
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صَلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد تكالبت على الأمة الإسلامية الأمم، وبدأ الكفار يحاربون دين الله علانية، بعتادهم وأفواههم وأقلامهم وقنواتهم...حرب علنية على الإسلام وأهله تحت اسم الإرهاب والتطرف، ولسان حالهم يقول: إن لم تكونوا معنا يا مسلمون فأنتم فريستنا مصداقا لقوله تعالى: ((وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهوَاءَهُم بَعدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ, وَلا نَصِيرٍ,)).
سبحان الله من تفكر في هذه الآية جيداً لوجد ذلك متحقق اليوم في واقعنا، فأمريكا الصليبية ومن حالفها واليهود يقولون وبكل صراحة على قنواتهم: إما إن تكونوا معنا وإلا فأنتم ملاحقون لأنكم مع الإرهابيين!!! ويقصدون بالإرهابيين أولئك المسلمون الذين وقفوا في وجوههم ودافعوا عن دينهم وعرضهم وأرضهم ومقدساتهم، نعم إنهم أولئك النفر من شباب الإسلام الذين رفضوا أن يتبعوا ملة اليهود النصارى ومن معهم في أفغانستان والعراق وفلسطين والشيشان، نعم رفضوا أن يكونوا تحت لوائهم وقيادتهم وأعلنوا الجهاد في سبيل الله وكانوا حجر عثرة في طريق أولئك المشركين، لكن مما يؤسف أن البعض من بني جلدتنا ويتكلمون كلامنا انساقوا مع الصليبيين واليهود الحاقدين فبدأوا يتكلمون بلسان الكفار ويكتبون بقلمه، ويا ليت الأمر اقتصر على ذلك! إنما انساقوا إلى درجة حمل السلاح على المسلمين، نعم فقد حملوا السلاح على المجاهدين في العراق وبرروا ذلك وقصفوا المدن واعتقلوا الأسر وشردوها، نعم إنهم من جلدتنا مع الأسف لقد أرضوا اليهود والنصارى وأسخطوا الله!!
إن ما وقع من أحداث في العراق اليوم من احتلال كان بمثابة الغربال الذي ميز ما هو حق وما هو باطل وميز بين من حمل الحق ومن حمل الباطل، ومن يأتي إلى بلاد الرافدين اليوم يرى العجب!!! فإنك إن مشيت في بغداد فإنك لا تميز بين الأمريكي والجندي العراقي! ولا تتعجب! فلباسهم نفس اللباس وحركاتهم نفس الحركات شابهوا الأمريكان في كل شيء حتى في وجوههم! لا تميزهم، اسألوا أهل الفلوجة وسامراء وبغداد ماذا فعل الجندي العراقي بهم!! اسألوهم؟ جوابهم لا فرق بينهم وبين جنود الكفار فهم يضربون كما يضرب الكفار ويعتقلون كما يعتقل الكفار أهانوا أسر الفلوجة وقد قالت إحدى الأسر الفلوجية اعتقلنا ما يسمى الحرس الوطني وهم يشتمون بنا ويصرخون ويقولون لنا مستهزئين تريدون أن تدخلوا الجنة يا وهابية!!! وقصص لا يستطيع القلم كتابتها! فلا تعجبوا يا مسلمون وأولئك الذين ركبوا في ركب الأمريكان فإنهم لا يدخلون ـ ما يسمى الحرس الوطني ـ حتى يوقعوا و يقروا بوثيقة أمريكية تجيز لهم الدخول في الحرس من بنود هذه الوثيقة وباختصار: (أقر بأنني سوف أشارك بأي عملية وواجب عسكري في دعم قوات التحالف بالعمليات العسكرية في العراق.
وأقر بأنني أقبل متطوعاً بدخولي في الدفاع الوطني الذي تديره قوات التحالف وأن أشارك العمليات العسكرية بأمر من قوات التحالف! وأقر بأنني سوف أطيع الأوامر الصادرة من قائد قوة التحالف والمعينين من قبلهم خلال أي عملية مشتركة بالعراق! وأطيع كل الأوامر وقوانين الحرب الصادرة من وزارة الدفاع الأمريكية! وأوافق على طاعة قوانين الاشتباك العسكري الصادرة من قوات التحالف (الاحتلال) خلال أي عملية عسكرية! وأوافق على أنني سوف أكون خاضعاً للنظام التأديبي المدار من قبل قوات التحالف وأكون في موضع مراقبة وتفتيش!).
هذه نص ما هو مكتوب في وثيقة الدخول إلى ما يسمى بالحرس وغيرها من النقاط الكثيرة جداً التي يستحي الإنسان من ذكرها!
والسؤال هنا كل ما في الوثيقة نقاط تشير إلى مشاركة الشخص الموقع على الوثيقة في عمليات عسكرية! فيا ترى من سيكون الطرف الآخر في العملية العسكرية؟: القوات الصليبية والحرس من جهة والجهة الأخرى صف المسلمين المجاهدين من أهل السنة الذين قاتلوا في سبيل إعلاء كلمة الله!!!
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم ثبتنا على الإيمان.
ويخرج الأمريكان ويقولون: الحرس الوطني هم بناة العراق وهم حماة القانون، وغيرها من صيغ المدح، ويصفون المجاهدين بالإرهابيين والمتمردين! سبحان الله وصدق الله إذ يقول: ((وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعتَ أَهوَاءَهُم بَعدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ, وَلا نَصِيرٍ,)).
فأين هؤلاء الذين باعوا دينهم بدنياهم! أين هم من أولئك الذين باعوا دنياهم وأنفسهم في سبيل إعلاء كلمة الله.
وقد قال تعالى عمن سار في ركب اليهود والنصارى: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاءَ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ, وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ)) (المائدة: 51).
وقال تعالى: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُم أَولِيَاءَ تُلقُونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ وَقَد كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِنَ الحَقِّ يُخرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُم أَن تُؤمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُم إِن كُنتُم خَرَجتُم جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابتِغَاءَ مَرضَاتِي تُسِرٌّونَ إِلَيهِم بِالمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعلَمُ بِمَا أَخفَيتُم وَمَا أَعلَنتُم وَمَن يَفعَلهُ مِنكُم فَقَد ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ)) (الممتحنة: 1).
أين هم ممن قال فيهم رب العزة: ((إِنَّ اللَّهَ اشتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُم وَأَموَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيهِ حَقّاً فِي التَّورَاةِ وَالإنجِيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفَى بِعَهدِه مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِرُوا بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيم ُ)) (التوبة: 111).
اللهم أعز من نصرك وقاتل عدوك...
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان...
اللهم اخذل الشرك وأهله...
اللهم عليك باليهود والنصارى والمنافقين ومن حالفهم ونصرهم...
اللهم طهر بلاد المسلمين من القوم الكافرين...
اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد