بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
التوحيد هو أعظم فريضة فرضها الله عز وجل على عباده، ومن أجلها بعث الله الرسل، وأنزل الكتب، وهو مناط النجاة في الدنيا، والآخرة.
والتوحيد لغة: هو جعل الشيء واحدا. وفي الاصطلاح: الإيمان بوحدانية الله عز وجل في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه، وصفاته، وتفصيل ذلك بمعرفة أقسام التوحيد كما بينها العلماء:
أولًا: توحيد الربوبية: وهو إفراد الله بأفعاله كالخلق، والملك، والتدبير، قال تعالى: {الحمد لله رب العالمين} (الفاتحة: 1) أي مالكهم، ومدبر شئونهم.والاعتراف بربوبية الله عز وجل مما لم يخالف فيها إلا شذاذ البشر من الملاحدة الدهريين، أما سائر الكفار فقد كانوا معترفين بربوبيته سبحانه، وتفرده بالخلق، والملك، والتدبير، وقد حكى الله ذلك عنهم في غير ما آية،منها قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلتَهُم مَن خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرضَ وَسَخَّرَ الشَّمسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤفَكُونَ} (العنكبوت:61)
ثانيًا: توحيد الألوهية: وهو إفراده تعالى بالعبادة، وذلك بأن يكون قصد العبد وتوجهه في عبادته هو الله سبحانه وتعالى، فلا يصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله، قال تعالى: {قُل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} (الأنعام:162) وقد كان خلاف المشركين في هذا النوع من التوحيد، لذلك بعث الله إليهم الرسل، قال تعالى: {وَلَقَد بَعَثنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ، رَسُولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطَّاغُوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة} (النحل: 36)
ثالثًا: توحيد الأسماء والصفات: وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تمثيل، ولا تكييف، ونفي ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {ليس كمثله شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (الشورى:11)، ولتوضيح هذه القاعدة نورد بعض الأمثلة التوضيحية، من ذلك أن الله وصف نفسه بأنه {القَوِيٌّ العَزِيزُ} (هود: 66) فموقف المسلم تجاه ذلك هو إثبات هذين الاسمين لله عز وجل كما ورد في الآية، مع اعتقاد اتصاف الله عز وجل بهما على وجه الكمال، فلله عز وجل القوة المطلقة، والعزة المطلقة.
ومثال النفي في الصفات قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام) رواه مسلم فموقف المسلم من ذلك هو نفي صفة النوم عن الله عز وجل، مع اعتقاد كمال الضد بمعنى: أن انتفاء صفة النوم عنه سبحانه دليل على كمال حياته، وهكذا القول في سائر الأسماء والصفات.
فهذه هي حقيقة التوحيد، مستمدة من نور الوحي، وبهاء النبوة، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يوحد الله حق توحيده، ويعبده حق عبادته، والله الموفق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد