بسم الله الرحمن الرحيم
الحج عبادة عظيمة، وشعيرة جليلة، يربي المسلم على تحقيق التوحيد لله - تعالى - لا شريك له، وإفراده بالعبادة، ومناسك الحج وشعائره قائمة على تقرير ذلك بوضوح تام، وقد أمر - تبارك وتعالى - إبراهيم ببناء البيت على أساس التوحيد، ونبذ الشرك، فقال - تعالى -: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود} الحج: 26}.
\"فبناه على تقوى الله، وأسسه على طاعة الله، وبناه هو وابنه إسماعيل، وأمره أن لا يشرك به شيئاً، بأن يخلص لله أعماله، ويبنيه على اسم الله\"(تفسير ابن سعدي 486).
وتتجلى صورة التوحيد بتوجه الحاج بعمله وطاعته لله - تعالى -، بدءاً من التجرد من كل لباس إلا لباس التقوى، ثم التلبية التي هي شعار الموحدين، يردد العبد ولاءه وانقياده وطاعته للمستحق للعبادة دون سواء، \"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك\".
ومن أجل إقامة التوحيد شُرع للحاج أن يهلل بذكر الله وتوحيده عند صعوده على الصفا والمروة وهو مستقبل القبلة، فيقول: \"لا إله إلا الله، والله أكبر، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده\".
وشُرع له في يوم عرفة أن يقول: \"لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير\".
في مناسك الحج يتقرب الحاج بالعمل لله، يذكر الله، ويطوف، ويهلل، ويقف في المشاعر، ويذبح لله، ويحلق، ويتبرأ من الشيطان الرجيم، إنها تربية عظيمة للمسلمين على إقامة التوحيد، فلا يتوجه العبد إلا لله، ولا يدعو ولا يطلب إلا هو، ويتبرأ مما سواه، {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين 162 لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين 163 }الأنعام: 162، 163} التوحيد هو الذي يجمع القلوب ويؤلف بينها، ويوحد الصفوف.فهذه دعوة للعناية بالتوحيد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد