بسم الله الرحمن الرحيم
إن قضيتي الخلق والبعث من القضايا المهمة جداً، وهي بلا شك القضية الأولى التي تؤرق فكر كل إنسان منذ ولادته حتى وفاته، ونحن معشر المسلمين مؤمنون بأن الخالق هو الله – سبحانه -، وأنه سوف يبعثنا إلى يوم لا ينفع فيه درهم ولا دينار إلا من أتى الله بقلب سليم، ولكن ماذا عن المشركين؟ بماذا يؤمنون؟ وبماذا يدعون؟
إن الإنسان بفطرته التي فطر ضعيف لا يستطيع العيش من دون إله يعبده ويستجديه، فمن الناس من عبد النجوم… الحيوانات… الأوثان…الخ، ولكن الله لم يترك الناس يسيرون في دروب الظلال، فأرسل الرسل لهداية الناس، فمنهم من أمن ومنهم من كابر وكفر، ولقد كان كفار الماضي يعللون كفرهم بالله لأنهم لا يرونه، ولا يحسونه، وأنهم لا يؤمنون برسالة أحد من بني جنسهم، بل كانوا يقولون: أنهم يريدون إله محسوس يرونه، وأن ذلك متوفر بأوثانهم التي يعبدوها، وأنهم يريدون من المعجزات ما يبرهن على كذب عقيدتهم، وكذلك الحال مع باقي المشركين، هذه كانت أسبابهم في الماضي، وإضافة إليها فإن مشركي اليوم يدعون عدم وجود إله خالق لهذا الكون،بل أن هذا الكون كان موجوداً منذ الأزل، ولما دحض العلم نظريتهم ادعوا مجدداً بأن وجود الكون يعود للصدفة!! وأن وجود الإنسان والكائنات وهذا النظام الكوني الدقيق يعود للصدفة!!
هذه كانت أسباب وادعاءات مشركي الأمس واليوم، ولا يخفى على كل ذي لب سليم بطلان هذه الادعاءات، ويكفيني للرد عليها آيات من القران الكريم، الذي هو في ذاته يبرهن على إعجاز ليس من لب بشر، وإنما هو كلام إله البشر، وذلك لشموله كافة جوانب الحياة التي كانت موجودة أيام الرسول – صلى الله عليه وسلم - أو التي لم تكن، ولكني سأرد عليهم بكلام من العقل سطره القلم، فمن يدعي بأن الله غير مرئي فبالتالي فهو غير موجود أقول له بأن هناك مئات الأشياء التي لا تبصرها عين الإنسان، وعلى سبيل المثال: فإن العين لا تستطيع رؤية الأجسام المتناهية في الصغر كالبكتريا، ولا تستطيع رؤية الأجسام المتناهية في البعد كالنجوم، ولا تستطيع رؤية الأشعة فوق الحمراء، فكيف لهذه العين العاجزة أن ترى الله خالق السماوات والأرض؟! إذ ليس من المنطق أن يستطيع حجب رؤية هذه الأشياء ولا يستطيع حجب نفسه؟!
أما بالنسبة لمن يدعون بخلق هذا الكون صدفة فأرد عليهم بالمنطق أيضاً، فكيف يمكن أن يكون هذا الكون العظيم من أكبر نجم فيه إلى أصغر ذرة أن يسير في هذا النظام الكوني العجيب من غير خلل أو خطأ عن طريق الصدفة؟! فالصدفة يمكن أن تجمع بين اثنين من غير تحديد زمان أو مكان، ولكن هل يمكن أن تخلق الصدفة كوناً من العدم؟! السؤال لا يحتاج لجواب لدرجة أن أغبى إنسان على وجه المعمورة يجيب بلا!!
وإذا تحقق من هذه الأسباب الإيمان بالله توجب الإيمان بأنه باعث الموتى ليوم الحساب، فالله - سبحانه - لم يخلق هذا الكون بهذا النظام الدقيق لهواً وعبثا، بل خلقه ليري الناس قدرته وعظمته، فمن يستطيع خلق هذا الكون العظيم يهون عليه إحياء الموتى، فيجب على الإنسان عبادة الله وتحقيق رغبته بتعمير الأرض.
وختاماً فإننا نستنتج من هذا الموضوع بان ادعاءات المشركين والملحدين لا تستند إطلاقاً على مبادئ علمية أو منطقية!! بل تستند إلى غرور وتنكر لخالق هذا الكون العظيم، فبالرغم من أن مدعي هذه النظرية أنفسهم يعلمون علم اليقين بان نظريتهم كاذبة!! إلا أنهم مع كل هذا يستميتون بالدفاع عنها!! ويوهمون الناس بأدلتهم الباطلة إن وجدت أنها حقيقة!! والناس بجهلهم يصدقون بها ويؤمنون!! وبالله يلحدون!! ونتيجة لهذا الإلحاد فإن الناس صاروا في ضياع، لا يعلمون إلى أين هم ذاهبون؟ ولماذا هم عائشون؟ فأصبحوا للكهنة تابعين، وبالسحرة مؤمنين، وللمنجمين مطيعين، فالتطور العلمي والتقدم التكنولوجي الذي تشهده بلادهم يقابله تخلف وضياع في الجانب الروحاني.
وأخيراً أقول للكافرين بأن يوم البعث قريب فكما قال – سبحانه -: ( ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد