كلمات في العقيدة - رفيع الدرجات .. ذو العرش


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



كنت أبحث عن حذائي بعد أداء صلاة الظهر في مسجد الجامعة.. اقترب مني.. دون أن أنتبه إليه.. بادرني بالتحية.. والمصافحة.. لم أعرفه ولكن بدا لي أنه عضو هيئة تدريس.. ربما دكتور جديد في أحد الأقسام الأخرى.. بدأ حديثه مثنياً على كتاب -كلمات في العقيدة- الجزء السادس.. حمدت الله - تعالى -.



- لدي سؤال.. ولكن بعد أن تجد حذاءك.

وبالفعل تبين أني تركت حذائي عند الباب الآخر على غير العادة.. صاحبني في عودتي إلى المكتب.. كان يتحدث بالفصحى المخلوطة باللهجة المصرية..

- عندما يقرأ أحدنا القرآن يمر بآيات يشعر فيها بعظمة الخالق - سبحانه وتعالى -.. وأضاف إن أحدنا يجب أن يقف طويلاً عند هذه الآيات..



- نعم.. ولذلك أمرنا الله أن نتدبر القرآن -أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها-..

- أحسنت.. ولكن أخاف أحياناً أن أسترسل في – التدبر - فأفهم معاني غير صحيحة.. أو.. لا تليق بذات الله - عز وجل -.. لاسيما أنني أخاف جداً من قضايا العقيدة.. لأن الخطأ فيها عظيم..

لم أفهم مراد صاحبي.. وإنما استمعت.. تابع حديثه..

- مثلاً. قوله - عز وجل -: {رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} [غافر] .. وانظر إلى بداية السورة {تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير} [غافر: 2 – 3].. آيات عظيمة تخبرنا عن الله - عز وجل -.. ولكن أخاف أن أسترسل في التدبر فيها.. والوصول إلى فهم معين..

- نعم إنها آيات عظيمة.. وأعظم آيات القرآن هي التي يخبرنا فيها الرب - عز وجل - عن ذاته وصفاته.. ولكن دعني أقترح عليك بداية جيدة لموضوع تدبر الآيات.. لماذا لا تبدأ تدبر الآيات بالإطلاع على ما ورد في تفسير ابن الكثير المحقق من المعاني.. ثم تتدرج بعد ذلك.. وتسأل إذا أردت مزيد علم..

- إني أفعل ذلك أحياناً.. إذا كنت في المنزل والتفسير قريب مني.. ولكن معظم الأحيان لا أجد التفسير أمامي فلا أبحث بعد ذلك عن المعاني.. ولكن دعني أسألك عن هذه الآيات التي ذكرت لك..

- هذه الآيات من سورة غافر يخبرنا الله - عز وجل - فيها عن بعض صفاته.. بأنه - سبحانه -.. غافر الذنب - قابل التوب.. شديد العقاب.. ذو الطول - رفيع الدرجات - ذو العرش - فهذه صفات حسنى لله - عز وجل -..



قاطعني.. متسائلا: هل نستطيع أن نقول: إنها أسماء لله - عز وجل -..

- بل هي صفات لله - عز وجل -.. فمن أسمائه الغفار والغفور.. وهو - سبحانه - غافر الذنب.. وينبغي على المسلم أن يتعلم معاني الكلمات التي لا يعرفها.. -ذو الطول-.. أي ذو العظمة والكبرياء.. - رفيع الدرجات-. أي: عالي المقام.. علو قدر.. وعلو مكان.. ذو العرش.. فله - سبحانه - عرش عظيم.. نؤمن به وأن السماوات والأرضين في -كرسيه- كحلقة بفلاة.. والكرسي في العرش كحلقة بفلاة.. وهو - سبحانه -مستو على عرشه-.. - سبحانه -.. فوق سبع سموات.. فنؤمن بذلك كله دون شك أو ريب.. ودون تشبيه أو تمثيل.. بأي من عن المخلوقات..



- وهل يجوز لنا أن ندعو الله بهذه الصفات.. يا ذا العرش.. يا رفيع الدرجات..





- نعم..للمؤمن أن يدعو الله بما يناسبه من أسمائه أو صفاته - عز وجل -:{ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى}[الإسراء:110]..ولكن يدعو المؤمن بما يناسب الدعاء من أسماء الله - سبحانه - وصفاته.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply