بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني في الله.. أخواتي في الله:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته:
نلتقي اليوم مع اسم من أسماء الله - جل وعلا- وتقدست أسماؤه وصفاته - وهو اسم ( السلام )، ذكر في القرآن الكريم قال تعالى:( هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام )، وهو من أسماء الذات الدال على ذات الله - سبحانه وتعالى-.
يقول ابن فارس في مقاييس اللغة: السين واللام والميم أصل صحيح يدل على الصحة والعافية, والسلام من السلامة, قال أهل العلم: الله - جل ثناؤه- هو ( السلام ) لسلامته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء, قال الله تعالى: ( والله يدعو إلى دار السلام ) أي يدعوكم للجنة التي هي دار سلام من كل نقص وعيب وفناء فهي دار الخلد.
يقول الله تعالى: ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً )، ومعناه سلاماً وبراءة لا خير بيننا وبينكم ولا شر وليس هو السلام المستعمل في التحية.
وقد اقترن اسم الله السلام مع اسمه القدوس واسمه الملك.
كذلك سلم الثقلان من جور وظلم أن يأتيهم من قبله - سبحانه وتعالى- عن ذلك علواً كبيراً، فالكل مدبر بفضله وعدله، أما الكافر فلا يجري عليه إلا عدله، وأما المؤمن فيغمره بفضله وإحسانه فهو سبحانه في جميع أفعاله سلام.
السلام هو الذي تسلم ذاته عن العيب وصفاته عن النقص وأفعاله عن الشر حتى إذا كان كذلك لم تكن في الوجود سلامة إلا كانت معزية إليه صادرة منه.
فإن كل عبد سلم قلبه من الغش والحسد وإرادة الشر وسلمت جوارحه عن الآثام والمحظورات وسلمت صفاته عن الانتكاس والانعكاس فهو الذي يأتي الله بقلب سليم يوم القيامة, وأعنى بالانتكاس في صفاته أن يكون عقله أسير شهواته وغضبه, إذ الحق عكسه وهو أن تكون الشهوة والغضب أسيرة العقل وطوعه فان انعكس فقد انتكس حيث يصير الأمير مأموراً والملك عبداً.
فلنسلم أخواني وأخواتي في الله لله السلام ولنكن عبيداً الله السلام.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد