المنافقون وعداوتهم للأمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم



إن الله - سبحانه وتعالى - قد بين عداوة المنافقين لهذه الأمة، وإن ادعوا أنهم مناضلون ويدافعون عن قضايا الأمة فالدعاوى شيء والواقع شيء آخر قال - تعالى -مبينا حقيقتهم {وَإِذَا رَأَيتَهُم تُعجِبُكَ أَجسَامُهُم وَإِن يَقُولُوا تَسمَع لِقَولِهِم كَأَنَّهُم خُشُبٌ مٌّسَنَّدَةٌ يَحسَبُونَ كُلَّ صَيحَةٍ, عَلَيهِم هُمُ العَدُوٌّ فَاحذَرهُم قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤفَكُونَ} [المنافقون: 4] في هذه الآيات الكريمة يبين الله فيها حسن هيئتهم الظاهرة وكلامهم البليغ حتى إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليسمع لهم لفصاحتهم وذلاقة ألسنتهم، لكن واقعهم غير فهم جبناء لا يقاتلون عدوا أبداً يحسبون كل صيحة عليهم وإذا دارة الدائرة على المؤمنين ذهبوا يتجسسون على بني جلدتهمº ولذلك قال - عز وجل - عنهم {هُمُ العَدُوٌّ فَاحذَرهُم} إن المنافقين منذ هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة إلى زماننا وهم كالسوس ينخرون في جسد الأمة، يسعون إلى تفريقها وتشتيتها قال - تعالى -{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَن عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضٌّوا} [المنافقون: 7] أي لا تنفقوا على هؤلاء الفقراء حتى يتفرقوا عن رسول - صلى الله عليه وسلم - ولك أن تقارن هذا بما يجري في فلسطين كيف يمنع الموظفون من رواتبهم التي هي حق لهم من أجل أنهم ينتمون إلى حماس!! إن المنافقين هم المنافقون في كل زمان ومكان موقفهم واحد لا يتغير على مر العصور يقول - تعالى -{أَلَم تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتَابِ لَئِن أُخرِجتُم لَنَخرُجَنَّ مَعَكُم وَلا نُطِيعُ فِيكُم أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلتُم لَنَنصُرَنَّكُم وَاللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ} [الحشر: 11] هذا الآيات نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه عندما بعثوا إلى يهود بني النضير: إن اثبتوا وتمنعوا فإننا لا نسلمكم، وإن قوتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم. لكن الله - عز وجل - كذبهم فلم يخرجوا مع بني النضير لما أجلوا ولم يقاتلوا معهمº لأن المسلمين كانوا أقوياء!! وهؤلاء الذين يتفانون في خدمة إسرائيل لو دارت الدائرة للمجاهدين لجاءوا يتقربون ويحلفون للمؤمنين كذبا وزورا لعلهم يرضوا عنهم كما قال - تعالى -{سَيَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم إِذَا انقَلَبتُم إِلَيهِم لِتُعرِضُوا عَنهُم فَأَعرِضُوا عَنهُم إِنَّهُم رِجسٌ وَمَأوَاهُم جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ (95) يَحلِفُونَ لَكُم لِتَرضَوا عَنهُم فَإِن تَرضَوا عَنهُم فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرضَى عَنِ القَومِ الفَاسِقِينَ} [التوبة: 96: 95] فالمنافقون يقدمون مصلحة أنفسهم على دينهم ووطنهم وأهلهم ولقد وصفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وصفا دقيقا حيث قال: \" مَثَلُ المُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ العَائِرَةِ بَينَ الغَنَمَينِ. تَعِيرُ إِلَى هذِهِ مَرَّةً، وَإِلَى هذِهِ مَرَّةً \" رواه مسلم في صحيحه والشاة العائرة هي التي تطلب الفحل!! فحيثما وجدت فحلا قويا مالت إليه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply