اليهود بين الماضي والحاضر


 

بسم الله الرحمن الرحيم



يرى بعض المؤرخين: أن من الخطأ أن نتصور أن اليهود اليوم هم أنفسهم قوم موسى- عليه السلام -، ومن الخطأ أيضاً أن نتصور أن بني إسرائيل اليوم هم الذين ذكرهم الله - تعالى - في كتابه العزيز، وفضلهم على العالمين ـ في زمانهم ـ، في قوله - تعالى -: (( يَا بَنِي إِسرَائِيلَ اذكُرُوا نِعمَتِي الَّتِي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنِّي فَضَّلتُكُم عَلَى العَالَمِينَ ))، أو هم أولئك الذين اختار الله - تعالى - منهم كثيراً من الأنبياء - عليهم السلام - أمثال موسى، وهارون، ويوسف، وإلياس، ويونس- عليهم السلام -، والذين جعل منهم الملوك كما قال - تعالى -: (( إِذ جَعَلَ فِيكُم أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُلُوكاً ))، أو أنهم المقصودون في الآية الكريمة حينما كانوا أبراراً وآتاهم الله ما لم يؤت أحداً في زمانهم، كما قال الله - تعالى -: (( وَآتَاكُم مَا لَم يُؤتِ أَحَداً مِن العَالَمِينَ )).

ولكن يهود اليوم وإسرائيل اليوم هم من سلالة أولئك العصاة الذين تكبروا في الأرض فجعلهم الله - عز وجل - قردة وخنازير فقال - سبحانه -: (( وَجَعَلَ مِنهُم القِرَدَةَ وَالخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ))، إذن يهود اليوم يختلفون عن يهود الأمس الذين كانوا من أتباع موسى - عليه السلام -، وإسرائيل اليوم غير إسرائيل الأمس.



اليهود اليوم:

ويعرف ذلك من هذه الحقيقة التاريخية التي تقول: «.. ما بين القرنين السابع والعاشر الهجري، سيطر شعب مغولي هو شعب (الخزر) على الطرف الشرقي من أوروبا ما بين (الفولغا والقوقاز) وكان يواجه الدولة الإسلامية في الشرق والجنوب الشرقي والدولة المسيحية المحيطة به، وهو اختيار يحير بعض المؤرخين، كما أنه لم يكن صدفة: (كما ذكروا)، ويفسره البعض بأنه حرص شعب (الخزر) على الاحتفاظ بشخصيته الخاصة بين القوتين العالميتين حينذاك (أي القوة الإسلامية، والقوة المسيحية).

وفي القرن (الثاني عشر ـ الثالث عشر) انهارت دولة الخزر، وفروا في اتجاه الغرب إلى القرم وأوكرانيا وهنغاريا وبولندا وليتوانيا، يحملون معهم ديانتهم اليهودية (التي عرفها العصر الحديث)، وبذلك فإن يهود العالم اليوم في غالبيتهم الساحقة ينحدرون من هذا الشعب المغولي، خاصة وأن اليهود الأصليين الذين ينتمون إلى القبائل الإسرائيلية (الاثنتي عشرة) في التاريخ القديم قد ضاعت آثارهم.. ».

هذه الحقيقة التاريخية تثبت أن اليهود اليوم لا علاقة لهم تاريخياً ولا غيرها من قريب أو بعيد بيهود الأمس، وإسرائيل اليوم لا علاقة لها ببني إسرائيل الأمس، كما أنه لا علاقة لهم بفلسطين إطلاقاً.



مزاعم اليهود:

الحقيقة التاريخية السالفة الذكر أطلق اليهود عليها اسم (الشتات)، وجعلوها عنواناً (لمظلوميتهم) كما يدعون، حيث تزعم (الصهيونية) الآن أن القوى الظالمة (أي الإسلامية والمسيحية) فرضت عليهم الشتات، وحالت عبر التاريخ بينهم وبين عودتهم إلى (ارض الميعاد)، لكن التاريخ ينسف هذه المزاعم وهذه الأسطورة، فالمعروف أنهم رحلوا طلباً للعيش قبل أن يطاردهم أحد، بل هاجروا قبل السبي البابلي، وبعد قيام (مملكة إسرائيل) التي ظهرت على أثر انقسام فلسطين إلى مملكتين (مملكة يهوذا في القدس) و(مملكة إسرائيل) في السامرة بعد وفاة نبي الله سليمان - عليه السلام - عام (935ق. م)، وفي القرن السادس قبل الميلاد زال كل أثر فعلي لليهود في فلسطين إلا من اندمج منهم بسكان البلاد الأصليين.

ثم اتسع (تشتت) اليهود في مراكز الاقتصاد والتجارة مثل: (الإسكندرية وقرطاجة) قبل تدمير الهيكل سنة (70م).



اليهود في بلادنا العربية:

بدأ بعض اليهود بالنزوح إلى البلاد العربية من القرن السادس قبل الميلاد (النفي البابلي)، ثم جاء بعضهم بعد سقوط القدس (القرن الأول الميلادي) فنزحوا شرقاً نحو العراق، وجنوباً نحو الجزيرة العربية، وبالاتجاه الجنوبي الغربي نحو مصر، وتسربت أعداد منهم وامتزجت بأهل البلاد الأصليين، واختلطت بهم اختلاطاً مباشراً في جوانب حياتهم وظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما شاركوهم في - اللغة، والتقاليد، وأسلوب التفكير -.

وقد ضاعت وحدتهم العنصرية رغم تقوقعهم ورغم تعصبهم العنصري لديانتهم، كما فقدوا لغتهم المشتركة (العبرية)، فتكلموا بلغات مختلفة حسب الموقع الذي يعيشون فيه، وهذا يبين أنهم هجين من عدة قوميات، ومن عدة لغات.



بؤرة الفساد والكساد:

وكما ذكرنا فلليهود طرق كثيرة، وأساليب خاصة وملتوية لتحقيق غاياتهم في امتصاص دماء الآخرين من غير اليهود، أما مع بعضهم فيحرّمون هذه الأشياء، فمثلاً يجب التعامل بالربا مع غير اليهودي، ويحرّم مع اليهودي، ولما لأساليبهم الخاصة من أثر في جمع المال والثراء السريع فإنهم يحاولون بشتى السبل تحطيم اقتصاد البلاد التي يعيشون فيها بعد الإمساك بزمام الاقتصاد، وحينما كنا في العراق شاهدنا اليهود قبل عام (1948م) عندما كانوا في سوق الشورجة ببغداد وقد احتكروا جميع المواد الاستهلاكية والغذائية في أيديهم، وخلقوا كثيراً من الأزمات الاقتصادية، وتلاعبوا بالأسعار مما سبّب شحّة من جانب، وكساد من جانب آخر، وبالتالي جمعوا كل تلك الأموال وحطّموا اقتصاد العراق، ثم نقلوا كل أرصدتهم معهم إلى إسرائيل.

ويذكر أن في طهران أيضاً زمن الشاه كان سوق طهران الكبير بيد جماعة من اليهود، ولما كان هؤلاء يتحكّمون بالسوق على أهوائهم، والشاه قد منحهم الحرية الكاملة، لذلك فإنهم أخذوا يتحكمون بكل شيء في السوق من عرض وطلب، وتسعير واحتكار، وتلاعب إلى غير ذلك من الأساليب الخبيثة والملتوية.

واليهود بالإضافة إلى ذلك فإنهم يقتلون الأخلاق الحسنة في المجتمع، وان أول أعمالهم التي يقومون بها هي نشر الخمور والزنا والبغاء، فقد أسسوا في طهران (14000) محل لبيع الخمور وذلك على علم من الشاه.

هذا هو المعروف والمتعارف عليه من اليهود، فإنهم لم ينشروا الخمور والزنا والفحشاء إلا من أجل إفساد المجتمعº حيث إن اليهودي لا يستطيع أن يعيش ويتسلط على غيره إلا بعد أن يفسد ما حولهº لكي يخلق جواً ينسجم ويتواءم مع رغباته، ويسهل له الحصول على مبتغاه.

فهم بؤرة الفساد في كل الدنيا، ونجد أنهم من وراء مراكز الدعارة، وربما يجعلون مقرّات للزنا والدعارة تحت اسم آخر مثل (مراكز الخدمات الإنسانية)، ويتسترون تحت هذه الأسماء لتحقيق أغراضهم، وهكذا كان الحال في العراق وإيران ومصر وغيرها من البلدان الإسلامية.



الاستعمار صنع إسرائيل:

ثياب الاستعمار كثيرة فكلّما بلي ثوب لبس غيره، وبعد الحرب العالمية الثانية ظهر للدول الاستعمارية أن لعبتهم هذه سوف لن تستمر، وباتت لعبة قديمة، ورأوا أن الإسلام لو تحرك بحرية بين هذه البلدان المستعمرة فإنه سيشكل قوة ضاربة خطيرة تعصف بهم وبمصلحتهم في هذه المنطقة الحيوية من العالم وفي مناطق أخرى كثيرة، لذلك فإن إسرائيل (وهي اللعبة الجديدة والثوب الجديد) للاستعمار ستكون كفيلة بتحديد حرية تحرك الدول الإسلامية في هذه المنطقة، لذا فيجب أن (تصنع) في هذا المكان الحساس، وولدت بعد محاولات بذلتها الصهيونية العالمية واليهودية مستفيدة من كل الظروف العالمية، ولكن ذلك صادف رغبة ملحة وهوى من نفوس الدول الاستعمارية تحقيقاً لمصالحهم.

إذن إسرائيل صنيعتهم والخادم المنقذ لمصالحهم، وبالفعل فقد حققت لهم إسرائيل كل مصالحهم، وخرج الاستعمار من الباب ليدخل من الشباك كما يقولون.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

اليهود

11:55:40 2019-05-09

هذا غلط شائع فبني إسرائيل اليوم هم نفسهم أعقاب اسباط يعقوب عليه السلام وهذا ما يؤكده القرآن