بسم الله الرحمن الرحيم
منذ فجر التاريخ الإسلامي، ومنذ نزول الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن خلال احتكاك اليهود بنبي هذه الأمة - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين في المدينة المنورة بحكم وجود اليهود بها آنذاكº كشف الله كثيراً من أخلاق اليهود الدنيئة وسماتهم الخسيسة، وقد فصل الله - جل وعلا - لهذه الأمة أخلاقهم الظاهرة والخفية، ومقاصدهم في الأعمال والأقوال، بحيث يستطيع السابر لأغوارهم، والمتأمل في القرآن الكريم أن يدرك تماماً واقع هذه الشرذمة، ويفهم مرادهم، وما جبلوا عليه من فساد وانحراف في الأخلاق والسلوك، وبعدهم عن الصراط المستقيم.
فمما وصف الله به اليهود الحسد، فهم يحسدون غيرهم لا لشيء إلا كراهة أن يؤتي الله من فضله أحداً غيرهم، وفي ذلك الوصف الدقيق يقول - تعالى - عنهم: (( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ))النساء 54، وقال - تعالى - واصفاً إياهم والنصارى معهم لهذه الخصلة الذميمة (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ))البقرة 109.
ومن صفاتهم الذميمة الممقوتة الخيانة تلك الصفة التي لا ينازعهم فيها أحد من الناس، فهي من طبع اليهود الملازمة لهم منذ عرفهم الإسلام وحتى عصرنا الحاضر، فقد خان اليهود أماناتهم في الأموال قال - تعالى -: ((ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً)) آل عمران 75.
ومن جهة نقض اليهود المواثيق فقد نقضوها سواء مع الله أو مع غيره، وهو واقعهم المشهود اليوم، فوصفهم الله بالخيانة بقوله - تعالى -: ((ولا تزال تطلع على خائنة منهم)) المائدة 13، وهو وصف متحقق منهم إلى هذا الزمن وما بعده.
واليهود وعبر التاريخ من أشد العابثين في الأرض فساداً، فلا غرو فقد وصفهم الله بذلك بقوله: ((وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً )) الإسراء 4.
وهذا في الحقيقة وصف من أبرز صفات اليهود في الماضي والحاضر، ولا نجد في الغالب في هذا الوقت وما قبله نحلة أو ملة فاسدة أو مذهباً منحرفاً إلا لليهود فيه اليد الطولى، ولك أن تتمثل فساد عبد الله بن سبأ اليهودي في فجر الإسلام الذي فجر الخلاف بين المسلمين آنذاك، وسفاحوا الصهاينة اليوم أمثال المجرم شارون والسفاح باراك وأضرابهم.
ومن أقبح الصفات التي لازمت اليهود الكذب، وهو مطية كل انحراف، وقد تشربت هذه الخصلة الذميمة في عروق اليهود، وباؤوا بأدنى مراتبها، وأبعدها فساداً وهو الكذب على الله - عز وجل - الذي لا يخفى عليه خافية قال - تعالى -: (( ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلاً انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً ))النساء50.
كما سجّل القرآن عنهم موقفاً آخر لا يقل عن هذا الموقف قباحة وهو تكذيبهم الرسل ووصفهم لهم بهذه الصفة قال - تعالى -: (( الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير )) آل عمران 183 184.
ومن صفات اليهود الذميمة حبهم للدنيا، فلقد حازوا من هذه الخصلة الذميمة النصيب الأوفر، فكذبوا على الله لحبهم للدنيا، وجبنوا عن القتال لحبهم الدنيا، وأخلفوا النيات حباً في الدنيا، وخانوا العهد والميثاق حباً للدنيا وعشقاً بنعيمها الزائل، أخذوا بالسحر حباً للدنيا وفي هذا يقول الله - تعالى - عنهم: (( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليستشروا به ثمناً قليلاً )) البقرة 79، وقوله - تعالى-: (( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة )) البقرة 96.
وحبهم للدنيا جعلهم يأكلون الربا، ويأكلون أموال الناس بالباطل إلى غير ذلك من جرائمهم وتحايلهم على الأوامر والنواهي حرصاً منهم على متاع الدنيا.
واليهود اليوم يشيعون وينشرون أنهم من نسل بني إسرائيل الأوائل الذين قطنوا فلسطين، وهم في زعمهم وارثوا أولئك الإسرائيليين الأوائل الذين كانوا في فلسطين، وتجتهد اليهود اليوم في نشر دعوى نقاء العنصر اليهودي من الاختلاط بالأمم الأخرى، فهم جنس حافظ في زعمهم على نقاء عنصره، ويزعمون أنهم شعب الله المختار، وباقي الشعوب والأمم عبيد وخدم لهم.
ولكن الواقع يكذب اليهود في مزاعمهم تلك، وذلك أن نظرة عامة في حياتهم وسجيتهم تدل على تباين أصولهم، ففيهم ذو السحنة الأوروبية، وذو السحنة العربية، وذو السحنة الإفريقية، ومع هذا التبيان لا يمكن أن يكون أصلهم واحد، إذ لابد أن يكونوا اختلطوا بأمم أخرى أورثتهم هذا التباين في السحنات.
ولرغبتهم في الهيمنة على العالم فقد أقدم اليهود على وضع الخطط التي ترمي بتحقيق أهداف بعيدة تتضح من خلال كتاب بروتوكولات حكماء صهيون، والمتأمل في هذا الكتاب يلمس أن همهم الأكبر الاستيلاء على العالم بأسره حتى يكون تحت سيطرة مملكتهم المزعومة إسرائيل، والتي بالفعل زُرعت في جسد الأمة الإسلامية وفي فلسطين، وهم يزعمون أن حدودها ستكون من العراق شرقاً إلى مصر غرباً (من النيل إلى الفرات)، ومن شمال الشامل شمالاً إلى يثرب جنوباً.
ولقد كشفت هذه البروتوكولات وسائل ومخططات منها استعمال العنف والقوة والإرهاب، ولا غرو من ذلك فهم يقولون في بروتوكولاتهم:\" فخير النتائج في حكم العالم ما ينتزع بالعنف والإرهاب\" وهو ما يشاهد اليوم جراء حربهم مع الفلسطينيين بلا هوادة.
وقد استغلوا أجهزة الإعلام أيما استغلال فسيطروا عليها ووجهوها حسبما أرادوا، ووضعوا سياسات إعلامية تخدم مصالحهم، تخللها الهبوط الأخلاقي، والتضليل السياسي، والذبذبة الفكرية.
وأشاعوا الفوضى والخيانات والفساد الخلقي الذي هو بالطبع من صفاتهم، فهم يقولون: ولذلك يتحتم ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق مصالحنا.
لذا فقد عاقبهم الله باللعن، وغضب عليهم، وجعل منهم القردة والحنازير، وعبّاد الطاغوت، وحكم عليهم بالكفر والخلود في النار قال - تعالى-: ((قل هل أنبئكم بشرٍّ, من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبَدَ الطاغوتِ أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل)) المائدة 60.
واحتقروا غيرهم بزعم أنهم شعب الله المختار، وأنهم أولياء الله وأحباؤه، وهم وحدهم أهل الجنة، والمستحقون لرضا الله ورحمته، ويسمون غيرهم من المسلمين والنصارى بالأميين أو الأمميين، لذلك هم يستبيحون أموال الآخرين ودماءهم وأعراضهم، بل يرون أنهم أنعام مسخرة لهم، وذكر الله عنه قولهم: (( ليس علينا في الأميين سبيل )) آل عمران 75، وكل ذلك مشاهد اليوم في فلسطين.
وقد ذكروا ذلك في بروتوكولاتهم أن الأميين عند اليهود كقطع الغنم، وإننا الذئاب، فهل تعلمون ما تفعل الغنم حينما تنفذ الذئاب إلى الحظيرة؟
ولعلنا شاهدنا اليوم ما يتصفون به من قسوة القلوب وهم يواجهون أطفال الحجارة بالسلاح والذخيرة الحية، ولا غرو من ذلك فقد وصفهم الله بقسوة القلوب عقوبة من الله لهم على مخالفتهم لأوامره وكثرة أذاهم لرسله قال - تعالى -: ((فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية)) المائدة 13، وقال - تعالى -: ((ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة)) البقرة 74.
ولو تأملنا التاريخ الإسلامي لوجدنا أن لليهود دوراً في كل فتنة وحدث لضر المسلمين من خلال الدس والتفريق بين المسلمين، ومحاولة إفساد عقيدتهم وأخلاقهم، فالمحققون يجزمون أن اليهود هم الذين أنشأوا التشيع والرفض ابتداء بالذي قاده عبد الله بن سبأ اليهودي.
ويكفينا حكماً على هؤلاء المجرمين الحاقدين أن وضع عدد من حاخامات اليهود خياراً أمام أمته الفاسدة، وهو في الواقع خيار صادق، وهو جوهر المعركة بين المسلمين واليهود معبراً عن أوهام اللاهثين وراء التطبيع مع إسرائيل أو مع دعاة السلام معهم.
يقول الحاخام الأكبر لليهود (مردخاي) في خطاب ألقاه أمام عدد من منتسبي المدارس الدينية العسكرية اليهودية على وشك الالتحاق بالجيش: لنا أعداء، وهناك من يتربص بنا، وينتظر الفرصة للانقضاض علينا، وهؤلاء بإمكاننا عبر الإجراءات العسكرية أن نواجههم، لكن ما لا نستطيع مواجهته هو ذلك الكتاب الذي يسمونه القرآن، هذا عدونا الأوحد، هذا العدو لا تستطيع وسائلنا العسكرية المباشرة مواجهته.
صدق والله وهو كذوب، فقد أخبرنا الله - تعالى - بذلك قبل أربعة عشر قرناً من الزمان بقوله: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد