جرائم اليهود وإفسادهم في مجال النفس


 

بسم الله الرحمن الرحيم



ارتكب اليهود قائمة طويلة من الجرائم في حق البشر عامة، وفي حق الفلسطيني المسلم خاصة، عرّضت حياة الناس للخطر، فأزهقت الأرواح، وسفكت الدماء، وامتدت دوامة العنف على مدى القرن العشرين بكامله، واشتدت مع إطلالة القرن الجديد، وإليك الحديث عن بعض هذه الجرائم:



أولاً: المجازر البشعة وأعمال القتل والجرح:

اعتمد اليهود منذ وطئت أقدامهم ثرى فلسطين منهج القتل، وسفك الدماء، وارتكاب المجازر البشعة، وقصدوا من ذلك إلى تفريغ الأرض من أصحابها، والاستيلاء عليها، وظلت هذه سياسة متبعة من المنظمات الإرهابية اليهودية حتى العام 1948م، ثم تولته دولة الظلم والعدوان بمختلف أجهزتها منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، ولم يوقف توقيع الاتفاقيات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هذا النهج العدواني الدموي الإرهابي، بل استحكم هذا المنهج، واستعمل اليهود كل أنواع الأسلحة ضد المدنيين العزلº فقد استعملوا الطائرات المروحية، والدبابات، والصواريخ، وصوبوا أسلحتهم نحو الجزء العلوي من الجسم بقصد القتل، ولم يتورعوا عن استهداف الأطفال أو النساء أو الشيوخ، بل الكل عندهم سواء، ولا فرق بين مدافع عن حقه وبين طفل وشيخ وامرأة، وما أكثر مجازر بني يهود ضد إخواننا في الأرض المباركة فلسطين، وفيما يلي حديث عن بعض منها:



1- مجازر المسجد الأقصى:

كان المطلوب من اليهود على الأقل أن يتركوا الناس أحراراً في أداء العبادة في المسجد الأقصى، وكان عليهم أن يبتعدوا بجيشهم وجنودهم عن الأقصى وساحاته وأبوابه، ولكن الذي جرى هو العكس، فأقفل اليهود بعساكرهم أبواب الأقصى وساحاته، واستولوا على المدرسة التنكزية في الجانب الغربي الجنوبي من الأقصى، واتخذوا منها مقراً لجنودهم، وأخذوا يصولون ويجولون ويسيِّرون الدوريات الراجلة المسلحة في أرجاء الأقصى، وينشرون الخوف والرعب بين المصلين، ثم أخذوا بالتحرش بهم والاعتداء عليهم، فأصبح الأقصى في بعض الأحيان ساحة حرب حقيقية تطلق فيها النيران الكثيفة على المصلين العزَّل الذين لا يجدون سوى الحجر للدفاع عن أنفسهم وأقصاهم، وتحصد فيها الأرواح الطاهرة، وتسفك فيها الدماء الزكية ولا مجيب، فلكم الله يا أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، ولن يضركم - كما أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من خذلكم، فاصبروا على الحق، والفرج قريب، وما أكثر مجازر اليهود في الأقصى، وما أكثر ضحاياهم، ونقتصر على ذكر ثلاثة من هذه المجازر على سبيل المثال لا الحصر:



أ - مذبحة الأقصى الأولى 8/10/1990م:

في صبيحة يوم الاثنين 8/10/1990م حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس للهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة أربعة آلاف مصل وبين المجموعة اليهودية المتطرفة المسماة \" أمناء جبل الهيكل\"، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد، وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص مما أدى إلى استشهاد 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، وقد أعيقت حركة سيارات الإسعاف، وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المجرزة.



ب مذبحة الأقصى الثانية (انتفاضة النفق) 1996م:

بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996م وقعت اشتباكات عنيفة بين أبناء فلسطين المسلمين وجنود الاحتلال اليهودي في كافه أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وقد أسفرت هذه المواجهات عن استشهاد أربعين فلسطينياً وإصابة المئات، بعضهم جراحه خطيرة، واستمرت هذه المواجهات ثلاثة أيام.



ج- مذبحة الأقصى الثالثة 2000م:

قام المجرم شارون بزيارة إلى المسجد الأقصى يوم الخميس 28/9/2000م فتصدى له الشباب المسلم، وأفشلوا زيارته، رغم أنه كان بحماية 3000 جندي إسرائيلي.

وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000م قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة، وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن سبعة شهداء و250 جريحاً، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزه ومناطق الـ 48 مما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانية والتي لا تزال مستمرة إلى الآن، وقدم فيها المسلمون في الأرض المباركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعاً عن دينهم وأقصاهم.



2- مذبحة دير ياسين 1948م:

دير ياسين قرية عربية قريبة من القدس كان عدد سكانها عام 48م قرابة الـ 700 فرد، تعرضت لهجوم مسلح من عصابة الأرغون التي كان يرأسها مناحيم بيجين وعصابة شتيرن التي كان يرأسها إسحاق شامير وعصابة الهاجاناه التي كان يرأسها دافيد بن غوريون، وكان ذلك يوم 10/4/1948م الساعة الثانية صباحاً، وقاتل أهل القرية وجرت بينهم وبين المهاجمين اشتباكات من بيت إلى بيت، وقد أسفر هذا الهجوم عن 250 قتيلاً أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ، وقعت خلاله حوادث الاغتصاب، والتمثيل، وبقر بطون الحوامل، وتفجير المنازل.



3- مذبحة كفر قاسم عام 1956م:

كفر قاسم قرية عربية تقع غرب مدينه قلقيلية داخل الخط الأخضر، تعرضت يوم الاثنين 29/10/1956م لهجوم إرهابي من القوات الصهيونية، وكان ذلك في الخامسة مساء أثناء عودة أهل القرية من حقولهم، وقتل في هذه المجزرة 49 شخصاً من أهل القرية.



4- مذبحة صبرا وشاتيلا 1982م:

صبرا وشاتيلا مخيمان فلسطينيان قرب بيروت عدد سكانهما قبل المجزرة 90 ألفاً، تعرضا لمجزرة رهيبة يوم الخميس 16/9/1982م على يد القوات الإسرائيلية وعملائها اللبنانيين، وكانت بتخطيط من وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرائيل شارون، وقد قتل فيها قرابة ثلاثة آلاف شخص أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.



5- مذبحة المسجد الإبراهيمي 1994م:

في صلاة الفجر من يوم الجمعة 15 رمضان 1414هـ انطلق الرصاص كالمطر، ودوّت أصوات انفجار القنابل اليدوية في المسجد الإبراهيمي والمصلون ساجدون، وحصد هذا الاعتداء اللئيم 350 شخصاً بين شهيد وجريح، واشترك في هذا العمل الوحشي - الذي لم يشهد له العالم مثيلاً - جنود الاحتلال وعدد من المستوطنين.



ثانياً: السجن والتعذيب:

يستخدم اليهود مع الفلسطينيين أسلوب تقييد الحرية عن طريق زج أعداد كبيرة منهم في السجون، وقد يكون هذا العمل كإجراء احتياطي وليس عقوبة على فعل معين، وربما يصحب السجن محاكمة صورية من قبل عسكريين في الجيش، وفي حالاتٍ, أخرى يعتقل الشخص بدون محاكمة في ما يعرف بالسجن الإداري.

وفي هذا الإطار بلغ عدد السجناء منذ عام 67م إلى عام 2000 م (850) ألف سجين، وفي العادة يقتاد المعتقل إلى السجن بطريقة مرعبة، حيث يداهم بيته في ساعة محرجة من الليل من قبل الجنود المدججين بالسلاح، فيؤخذ وتقيد يداه، وتعصب عيناه، ويتعرض للضرب بأعقاب البنادق، ولكمات الأيدي، ورفسات الأرجل، كما أنه يتعرض بعد فترة انتظار للتحقيق، فإذا لم يعترف يصب عليه جميع أنواع العذاب البدني والنفسي.

ومن أساليب التعذيب المتبعة: الهز العنيف، وتغطية جميع الرأس بكيس نايلون، والشبح والحرمان من النوم، والضرب على الجسم وخاصة الخصيتين، والحبس بمكان ضيق كالخزانة، وإسماع الموسيقى الصاخبة جداً، وتعريضه للحرارة الشديدة والبرد الشديد، والصدمة الكهربائية والخنق، وإطفاء السجائر في الجسم، وقلع الشعر والأظافر والأسنان، والسجن الانفرادي، وقد قتل تحت التعذيب في السجون الإسرائيلية 126 شخصاً.

والعجيب أن التعذيب في دولة الظلم والعدوان يعتبر قانونياًº إذ أقرت المحكمة الإسرائيلية سنة 96م قانوناً يسمح بالتعذيب للحصول على المعلومات من المعتقلين.

ويكدس السجناء بأعداد كبيرة في مساحات محصورة في ظروف غير صحية، وتنتشر بينهم الأمراض وخاصة الجلدية والصدرية، ولا يجدون الرعاية الصحية المطلوبة، ولذلك يندر خروج سجين سليم من الأمراض العضوية أو النفسية.



ثالثاً الإبعاد والنفي:

يرغب اليهود في السيطرة على فلسطين، واغتصاب أرضها المباركة، وطرد شعبها المجاهد، فهم يريدونها نظيفة خالصة من العنصر غير اليهودي، ولهذا فقد اعتمدوا أسلوب المجازر لتهجير الناس بالقوة، وأسلوب النفي والإبعاد الاختياري بخلق ظروف معيشية صعبة لا يجد المرء من جرائها سوى طريق الهجرة للبحث عن لقمة العيش، وأسلوب النفي القسري الإجباري حيث كانوا يحملون الشخص أو مجموعة الأشخاص ويلقون بهم في جنوب لبنان أو وادي عربة جنوب الأردن، وربما كانوا يفاوضون السجناء ويضغطون عليهم لمغادرة البلاد مقابل تقليص مدة المحكومية، وتبدو هذه العملية في الظاهر كأنها اختيارية.

وكانت أكبر عملية إبعاد جماعي سنة 1993م عندما جمعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد على الأربعمائة رجل من خيار أهل فلسطين فيهم العالم والطبيب والمهندس والتاجر والطالب، وألقت بهم في جنوب لبنان في ظروف جوية قاسية شديدة البرودة، وظلوا في مكانهم، وأقاموا مخيماً في بلدة مرج الزهور، واستمروا يناضلون حتى كسبوا حق العودة إلى وطنهم.



رابعاً: الاغتيالات:

لم تكتف سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالمجازر الجماعية البشعة التي نفذتها في حق الشعب الفلسطيني، بل لجأت إلى أسلوب التصفية الجسدية والاغتيالات لقادة العمل الجهادي والسياسي والفكري، سواء كان ذلك على أرض الوطن، أم في الساحات الأخرى، وقد أنشأت إسرائيل وحدات سرية خاصة سميت بوحدات المستعربينº لأن العاملين فيها يرتدون الزي العربي للتخفي والاندساس بين المواطنين العرب، ويستعمل الصهاينة كل وسيلة لتصفية النشطاء الفلسطينيين، سواء كان ذلك إطلاق رصاص أم تفخيخ سيارة أو هاتف أو تلغيم طرد وغير ذلك، وغالباً ما يطاول الموت عناصر أخرى أثناء عمل فرق القتل الإسرائيلية للوصول إلى فريستها، وهذا الأسلوب قديم استخدمته إسرائيل في وقت مبكر، ولكن اتسع استخدامه في الانتفاضة الأولى والثانية، وقد راح ضحيته عدد كبير من الأشخاص، منهم كمال ناصر، وكمال عدوان، ومحمد يوسف النجار، وخليل الوزير، وكمال كحيل، ومحمود الخواجا، ويحيى عياش، وفتحي الشقاقي.



خامساً: إفساد البيئة وتلويث المياه:

يعمد اليهود إلى إفساد البيئة بوسائل شتى، منها دفن المخلفات الضارة في المناطق الفلسطينية، مما أثر تأثيراً سيئاً على الصحة العامة للمواطنين الفلسطينيين، وارتفعت بينهم نسبة الإصابات بالأمراض الخطيرة كأنواع السرطانات المختلفة، ومن الوسائل المستخدمة لدى اليهود مما يفسد الجو ويضر بالصحة ما يسمونه كذباً بالقنابل المسيلة للدموع، وهي في حقيقتها تحتوي على مواد كيماوية سامة لها تأثير شديد على أعضاء الجسم المختلفة.

ولم تسلم مصادر المياه الجوفية أو السطحية من مفاسد اليهود، فقد قاموا بتسميم بعض الآبار والعيون، كما أن نسبة الملوحة والعناصر الضارة في المياه الجوفية قد زادت.

ولم يسلم غير الفلسطينيين من أذى اليهود فقد ضخوا مياه المجاري التي لا تصلح للاستعمال البشري إلى الأردن، وكشف في العام 2000م عن محاولاتهم لتهريب مخلفات كيميائية سامة بواسطة الشاحنات إلى الأردن لتدفن في أراضيه، ولكن الأمر انكشف وأعيدت هذه الشحنات إلى مصدرها الأساسي.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply