جرائم اليهود وغدرهم


 

بسم الله الرحمن الرحيم


الخطبة الأولى:

وبعد: أيها المسلمون، يا أبناء أرض الإسراء والمعراج، أيها المرابطون في هذه الديار، وتظل الجراح تدمي القلب أسًى ولوعة على أمة أصبحت بأيدي الخائنين، ورخصت دماؤها أيما رخص، وإن كان يوسف - عليه السلام - قد ابتاعه من ابتاعه بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين، فإن دم المسلم اليوم لم يدفع فيه ثمن أصلا، حتى الثمن البخس، ولا دراهم معدودة، بل قيمته شهوة شارون وأعوانه عليهم لعنة الله، ورغبتهم في التسلط على المسلمين لسفك دمائهم والتلذذ بمنظرها. دماء المسلمين تسفك في أرض الله، تسفك دماء المسلمين لإرضاء جبلات شارون وأعوانه الغادرين، الذين يحملون بين جنبات صدورهم أنفسا شريرة، مجرمة لئيمة، تتلذذ بتعذيب المؤمنين، وترتاح أنفسهم إذا تألم المسلمون. يريدون تحويل البشرية المسلمة وقودا لشهواتهم ونزواتهم، وحماية لرغباتهم، في نشوة خسيسة، في نفس طاغية عربيدة مجنونة، مجنونة بالدماء وبالأشلاء، أثبتت ذلك خلال أكثر من خمسين عاما، راح ضحيتها الملايين من البشر.



أيها المسلمون، يا خير أمة أخرجت للناس، لقد تقرّحت أكباد الصالحين كمدًا مما يجري في هذه الأرض المباركة، مناظر مفزعة متوالية، وعربدة صهيونية غادرة، القتل بطريقة وحشية تفوق كل طريقة، مسلسلات من الرعب، وإراقة دماء الأطفال والنساء والشيوخ بأيد قذرة، لم يكفهم القتل، بل جاوزوه إلى كلّ ما يهلك الحرث والنسل، كما هو طبعهم، صور وآلام تصرع كل الجبابرة، فضلاً عن الإنسان العادي، \" لاَ يَرقُبُونَ فِي مُؤمِنٍ, إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً \" [التوبة: 10].



أيها المسلمون، هذه نعوتٌ في كيد الشيطان وتلاعبه بتلك الأمة المغضوب عليها، يعرف بها المسلم الحنيف قدرَ نعمة الله عليه، وما اتصف به آباء اليهود بالأمس يسير على ركابه الأحفاد اليوم، ظلمٌ في الأراضي المقدسة، إجلاءٌ من المساكن، تشريدٌ من الدور، هدمٌ للمنازل، قتلٌ للأطفال، اعتداءٌ على الأبرياء، استيلاءٌ على الممتلكات، نقض للعهود، غدرٌ في المواعيد، استخفاف بالمسلمين، هتكٌ للمقدسات. وإن أمةً موصوفةً بالجبن والخوَر وخوفِ الملاقاة وفزع الاقتتال حقيقٌ نصر المسلمين عليهم. إن دولة اليهود قد طغت واستكبرت في الأرض بغير الحق، وأمست تقترف الجرائم البشعة في كل صباح ومساء، تعيث في الأرض فسادا، وتهلك الحرث والنسل، تسفك الدماء، وتقتل الأبرياء، وتغتال النجباء، وتذبح الأطفال والنساء، وتدمر المنازل، وتجرف المزارع، وتقتلع الأشجار، وتنتزع الأرض من أصحابها بالحديد والنار، وتقيم جدار الفصل العنصري.



أيها المسلمون، يا من ترابطون على أرض أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، هؤلاء هم اليهود، سلسلةٌ متصلة من اللؤم والمكر والعناد، والبغي والشر والفساد، \" وَيَسعَونَ فِي الأرضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبٌّ المُفسِدِينَ\" . حلقات من الغدر والكيد والخسة والدناءة. ألا فلتعلم الأمة أن هؤلاء القوم قومٌ تاريخهم مقبوح، وسجلهم بالسواد مكلوح، ولن يرضوا إلا بتحقيق أطماعهم، لا بلّغهم الله مرادهم. ولعل ما شهدته الساحة الفلسطينية في هذه السنوات من مشاهد مرعبة ومآسي مروِّعة، حيث المجازر والمجنزرات والقذائف والدبابات، جُثثٌ وجماجم، حصار وتشريد، تقتيلٌ ودمار، في حرب إبادة بشعة، وانتهاك صارخ للقيم الإنسانية، وممارسة إرهاب الدولة الذي تقوم به الصهيونية العالمية، مما لم ولن ينساه التاريخ، بل سيسجّله بمداد قاتمة، تسطّرها دماء الأبرياء الذين ارتوت الأرض بمسك دمائهم، من إخواننا وأخواتنا على أرض فلسطين المجاهدة، الذين يُذبَّحون ذبح الشياه. عشراتُ المساجد دمِّرت، ومئات البيوت هُدّمت، وآلاف الأنفس أُزهقت، نساءٌ أيِّمت، وأطفال يُتِّمت، ومقابر جماعية أقيمت. إنها لا تقيم لهذه الدماء التي سفكت قيمة ولا وزناº إجرام بعد إجرام، كان آخره حينما أمر عدوٌّ الله شارونُ جنودَه بتسليط طائراته لتقذف صواريخه على الشيخ المجاهد أحمد ياسين، بعد صلاة الفجر من يوم الاثنين، على رجل يبلغ من العمر عتيّا، كان مقعدا ويمشي على كرسيه المتحرك، فإذا بصواريخ الغدر والخيانة تصل إليه فتقَطِّعُهُ ومن معه، فجعلتهم أشلاء متناثرة، فحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.



أيها المؤمنون، يا أحباب محمد، إن من قرأ كتاب ربّه وتأمل في آياته واتعظ بعظاته واهتدى بهداه يرى أن هناك آيات كثيرة حذّرت المسلمين من أعداء كثر، وأن هناك صنفًا هو الأكثر عداءً للمسلمين، فقد ورد الحديث عنهم في أكثر من خمسين سورة من سور القرآن الكريم، وما ذاك إلا لتحذرهم أمة الإسلام أشد الحذر، وتتنبه لألاعيبهم وحيلهم التي تخصصوا فيها على مر التاريخ، إنهم اليهود، وما أدراك ما اليهود. إنهم القوم المغضوب عليهم الملعونون على لسان الرسل والأنبياء، قوم تفنن آباؤهم وأجدادهم في قتل الأنبياء والمصلحين، عُرفوا على مر التاريخ بالإفساد والتخريب ونقض العهود. إن أشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود والذين أشركوا، قال - تعالى -: \" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لّلَّذِينَ ءامَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشرَكُوا \" [المائدة: 82].



لقد واجه اليهود الإسلام بالعداء منذ اللحظة الأولى التي قامت فيها دولة الإسلام بالمدينة النبوية، وكادوا للأمة المسلمة منذ اليوم الأول الذي أصبحت فيه أمة، وقد تضمن القرآن الكريم من التقريرات والإشارات عن هذا العداء وذلك الكيد ما يكفي وحده لتصوير تلك الحرب المريرة التي شنها اليهود على الإسلام وعلى رسول الله محمد، وسوء أدبهم معه، حتى في الألفاظ الملتوية، وكذلك على المسلمين في تاريخهم الطويل، والتي لم تَخبُ لحظة منذ أربعة عشر قرنًا، وما تزال حتى اللحظة يستعر أوارها في أرجاء الأرض جميعًا.



أولئك اليهود الذين وصفوا الله - سبحانه وتعالى - بالنقص، - تعالى -الله عن ذلك وعما يقول الظالمون علوًا كبيرًا، قالوا لعنهم الله: \" يَدُ اللَّهِ مَغلُولَةٌ، أي: يبخل ولا ينفق، فقال الله - عز وجل - ردًا عليهم: \" غُلَّت أَيدِيهِم وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَل يَدَاهُ مَبسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشَاء وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مّنهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبّكَ طُغيَـانًا وَكُفرًا وَأَلقَينَا بَينَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغضَاء إِلَى يَومِ القِيَـامَةِ كُلَّمَا أَوقَدُوا نَارًا لّلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ وَيَسعَونَ فِي الأرضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبٌّ المُفسِدِينَ \" [المائدة: 64]. أولئك اليهود الذين نقضوا عهد الله من بعد ميثاقه، قال الله - تعالى -: \" وَإِذ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَـاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَـابَ لَتُبَيّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِم وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئسَ مَا يَشتَرُونَ \" [آل عمران: 187]. ولقد استخدم اليهود المكر والخداع في فجر الإسلام، ولا زالوا، ولن يتركوه حتى ينزل عيسى ابن مريم - عليه السلام - قبل قيام الساعة، فيختفي اليهود خلف الحجر والشجر، فينطق الحجر والشجر إلا شجرة الغرقد، يقول: يا مسلم، تعال، فإن ورائي يهوديًا فاقتله.



أيها الإخوة الأحباب، ولقد استخدم اليهود كل الأسلحة والوسائل التي تفتقت عنها عبقرية المكر اليهودية، أولئك اليهود الذين قتلوا أنبياء الله بغير حق، وسعوا في الأرض فسادًا، والله لا يحب المفسدين. الذين غدروا بخاتم النبيين محمد، ونقضوا عهده، فإنه لما هاجر إلى المدينة قدمها وفيها ثلاث قبائل من اليهود، فعقد معهم العهد أن لا يخونوا ولا يؤذوا، ولكن أبى طبعهم اللئيم وسجيتهم السافلة إلا أن ينقضوا العهد ويغدروا، فأظهر بنو قينقاع الغدر بعد أن نصر الله نبيه في بدر، فأجلاهم الرسول من المدينة، على أن لهم النساء والذرية، ولرسول الله أموالهم. وأظهر بنو النضير الغدر بعد غزوة أحد، فحاصرهم الرسول، وقذف الله في قلوبهم الرعب، وخرّبوا بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، وطلبوا من رسول الله أن يجليهم على أن لهم ما تحمله إبلهم من أموالهم إلا آلة الحرب، فأجابهم إلى ذلك، فنزل بعضهم بخيبر وبعضهم بالشام. وأما قريظة فنقضوا العهد يوم الأحزاب، فحاصرهم الرسول، فنزلوا على حكم سعد بن معاذ - رضي الله عنه -، فحكم فيهم بقتل رجالهم وقسم أموالهم وسبي نسائهم وذرياتهم.



ومن ألوان غدرهم وخيانتهم بخاتم الأنبياء أنه لما فتح خيبر أهدوا له شاة مسمومة، فأكل منها، ولم يحصل مرادهم ولله الحمد، ولكنه كان يقول في مرض الموت: ((يَا عَائِشَةُ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلتُ بِخَيبَرَ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدتُ انقِطَاعَ أَبهَرِي مِن ذَلِكَ السٌّمِّ)) رواه البخاري. ولقد قالوا عن مشركي قريش بأنهم أهدى من الرسول ومن المؤمنين، حينما سألهم أبو سفيان عن ذلك، وبعد أن سجدوا لأصنامهم وكفروا بما في التوراة، فأنزل الله - عز وجل - قوله عنهم: \" أَلَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مّنَ الكِتَـابِ يُؤمِنُونَ بِالجِبتِ وَالطَّـاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَـؤُلاء أَهدَى مِنَ الَّذِينَ ءامَنُوا سَبِيلاً أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا \" [النساء: 51].



أيها المسلمون، يا أبناء أرض الإسراء والمعراج، أيها المرابطون في هذه الديار، ولما غلبهم الإسلام بقوة الحق ـ يوم أن كان الناس مسلمين حقًا ـ استدار اليهود يكيدون للإسلام بدس المفتريات في كتبه ومصنفاته، ولم يسلم من هذه المحاولة حتى كتاب الله - عز وجل - القرآن الكريم الذي تكفل بحفظه - سبحانه -، فقال - تعالى -: \" إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذّكرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـافِظُونَ \" [الحجر: 9]، مع أنهم يطبعون ملايين من نسخ القرآن الكريم ليحرفوا آية أو كلمة، ومنها ما عملوه قبل أكثر من ثلاثين سنة، حينما طبعوا القرآن وحذفوا منه لفظة (غير)، أي: ثلاثة حروف فقط، قبل كلمة الإسلام في قوله - تعالى -: \" وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإسلَـامِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَـاسِرِينَ [آل عمران: 85]. فحذفوا كلمة (غير)، حتى يصبح المعنى: ومن يبتغ الإسلام دينًا فلن يقبل منه، قاتلهم الله ولعنهم، كم كادوا للإسلام ومكروا به.



ولا يزال اليهود ومعهم النصارى يتربصون بالمسلمين، ولن يرضوا عنا أبدًا إلا باتباع ملتهم، نعوذ بالله من ذلك، ونسأل الله الثبات على دين الإسلام، ولنتأمل قول الله - عز وجل - الذي بدأه بلن المؤكدة للنفي، والتي تفيد عدم رضا اليهود والنصارى عن الرسول محمد وأتباعه ما داموا متمسكين بالإسلام، قال - تعالى -: \" وَلَن تَرضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَـارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم \" [البقرة: 120]، وقال - تعالى -: \" وَلاَ يَزَالُونَ يُقَـاتِلُونَكُم حَتَّى يَرُدٌّوكُم عَن دِينِكُم إِنِ استَطَاعُوا وَمَن يَرتَدِد مِنكُم عَن دِينِهِ فَيَمُت وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولـئِكَ حَبِطَت أَعمَـالُهُم فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ وَأُولـئِكَ أَصحَـابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَـالِدُونَ \" [البقرة: 217]، وقال - تعالى -: \" وَدَّ كَثِيرٌ مّن أَهلِ الكِتَـابِ لَو يَرُدٌّونَكُم مِن بَعدِ إِيمَـانِكُم كُفَّارًا حَسَدًا مّن عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الحَقٌّ \" [البقرة: 109].

عباد الله، نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة رسوله، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، فتبارك الله رب كل شيء ومليكه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.

أما بعد: أيها الإخوة الأحباب، لقد انتهى المطاف باليهود في هذا العصر الأخير إلى أن يكونوا هم الذين يقودون الحرب والمعركة ضدّ الإسلام والمسلمين في كلّ شبر على وجه الأرض، وهم الذين يستخدمون الصليبية والوثنية في هذه الحرب الشاملة. إن الذي ألّب الأحزاب على الدولة الناشئة في المدينة النبوية وجمع بين اليهود من بني قريظة وغيرهم وبين قريش في مكة وبين القبائل الأخرى في الجزيرة العربية هم اليهود. والذي ألّب العوام وجمع الشراذم وأطلق الشائعات في فتنة مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وما تلاها من النكبات هم اليهود. واليهود هم الذين قادوا حملة الوضع والكذب في أحاديث رسول الله، وفي الروايات والسير. واليهود هم الذين كانوا وراء إثارة النعرات القومية في دولة الخلافة الأخيرة، وهم وراء الانقلابات التي ابتدأت بعزل الشريعة الإسلامية عن الحكم والاحتكام إلى القوانين الوضعية بدلاً من الشريعة في عهد السلطان عبد الحميد، ثم انتهت بإلغاء الخلافة على يدي أتاتورك لعنه الله. اليهود هم وراء ذلك كله، وهم وراء النزعة المادية الإلحادية، والنزعة الحيوانية الجنسية، وأفلام الجنس المنتشرة اليوم بشكل مخيف عبر القنوات الفضائية وشبكة المعلومات المسماة بالإنترنت، ووراء النظريات الهدامة لكل المقدسات والضوابط. واليهود هم وراء البنوك الربوية التي انتشرت انتشارًا فظيعًا، حتى أصبحت دعاياتها وإعلاناتها تعلو المباني التي ترتفع أكثر من مآذن المساجد، حتى أصبح المسلمون هم الذين يعلنون الحرب فيها على الله ورسوله.



عباد الله، إني أدعوكم إلى رجعة صادقة إلى تعاليم القرآن، وإلى سنة رسول الرحمن. إن مقدسات المسلمين وديارهم لن تستعيد حريتها إلا بجهاد صادق في سبيل الله، وإلا فلا نصر ولا كرامة ولا عزة ولا هيمنة، قال رسول الله: ((إِذَا تَبَايَعتُم بِالعِينَةِ وَأَخَذتُم أَذنَابَ البَقَرِ وَرَضِيتُم بِالزَّرعِ وَتَرَكتُمُ الجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيكُم ذُلاً لا يَنزِعُهُ حَتَّى تَرجِعُوا إِلَى دِينِكُم)) رواه أبو داود.



اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، وأهلك الزنادقة والملحدين. اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم ارفع علم الجهاد، وانصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك ولإعلاء كلمتك، اللهم ثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، ووحِّد كلمتهم، وأنزل السكينة عليهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، إنك على كل شيء قدير. اللهم عليك بأمريكا ومن تحالف معها، اللهم اهزم الصليبيين واليهود ومن سار في دربهم، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا، اللهم أرنا فيهم يوما أسود، اللهم ابعث عليهم صيحة من عندك، وزلزل الأرض تحت أقدامهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك. اللهم هذه أمريكا استكبرت في الأرض بغير الحق، وقالت: من أشد منا قوة؟! فأرنا فيها يا ربنا قدرتك، ودمرها كما دمرت عادا وثمود. اللهم ارفع راية الإسلام، اللهم انصر عبادك المستضعفين، يا رب العالمين، ويا أرحم الراحمين.



عباد الله، \" إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُربَى وَيَنهَى عَنِ الفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ \" [النحل: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply