بسم الله الرحمن الرحيم
بإمكان أي متخصص أن يؤلف كتاباً قيماً، أو أن يختار أي طالب دكتوراة رسالة في غاية الأهمية عن الخطاب الدعائي التضليلي للحلف الصهيوأنكلوأمريكي من خلال الحرب على الإنسانية التي يشنها هذا الحلف، وكمساعدة على التقاط العناصر التحليلية يمكن التعرض لمصطلح بوش الأخير عن الفاشية الإسلامية التي تنضاف إلى موسوعة غبائه:
فالفاشية والنازية والصهيونية و\"البوشية والبليرية\" وغيرها كلها ظواهر غربية اقتصادية رأسمالية بحتة، أو يتطلبها التوسع الرأسمالي للشركات الغربية، ووجدت تجليها السياسي والحربي والعنصري والهمجي بهذه المسميات، ولا علاقة لها بأي دين حتى اليهودية التي تقوم تعاليمها على الشتات الأبدي وجدت في الرأسمال المصرفي إلهاماً بشخص روتشيلد، ونبياً بشخص المقاول هرتزل، فكانت الصهيونية كفكرة عنصرية وكحاجة استعمارية، وبتبسيط للأمور في هذه الأسطر - دون الخوض بالتبادل اللامتكافئ وقانون القيمة العالمي - إن الشركات الغربية الكبرى حصراً التي تحتاج إلى كل أشكال التنميط والفرز والنزاعات هي صاحبة المصلحة الحقيقية في خلق هذه الظواهر في إشعال الحروب لتسويق السلاح، وسرقة النفط والماس، والذهب والعقول، وسائر الموارد النادرة.
الفاشية والنازية و\"البوشية\" والصهيونية كانت وما زالت بحاجة وجودية لفتح أسواق وحروب لتسويق بضاعتها الكاسدة، والتقرير الدولي للدول الأكثر تصديراً للسلاح في العالم التي يحصرها بحصة الأسد للولايات المتحدة، ثم بريطانيا وفرنسا وإسرائيل يبين منابع الفاشية الصهيوانكلوامريكية، وهناك ديكتاتورية إعلامية ملحقة بهذه الاحتكارات لصناعة الأعداء الأشباح.
ويمكن عرض بعض المؤشرات الأساسية للاستدلال على أوجه الشبه: كانت الفاشية والنازية تصف كل مقاومة وطنية لتحرير وطنها بالإرهابية، فهل يصعب علينا اليوم أن نعرف الوجه الجديد للفاشية التي تشرع وتحمي الاحتلال بقرارات مجلس الأمن الدولي، وبالفيتو الأمريكي، وتضع لائحة للمنظمات الإرهابية لأغلب حركات التحرر الوطني، وما وجه الشبه بين المجال الحيوي للفاشية والنازية والحروب الوقائية لبوش وبلير واولمرت، وما الفرق بين أجهزة موسوليني وهتلر التمويلية لدعم إنشاء غيتو استعماري يهودي، ودعم الكونغرس الأمريكي ومفوضية الدول الأوروبية تمويلياً لهذا الغيتو بتسويق بضاعته خارج قوانين التنافس المقدسة، وألا يخجل وزير الدعاية النازي غوبلز من بوش وباول ورايس وبلير واولمرت وFOX NEWS و NEWYORKTIMES في أكاذيبهم التي لا يصدقها إلا معتوه، والتي روجوها ويروجونها لتبرير حروب بوش وهزائمه، ألم تتبع الفاشية سياسة فرق تسد؟ وتمزجها اليوم في تمويل فرق الموت في العراق وفلسطين؟
مؤشرات كثيرة تضيق بها هذه السطور، ولكن البوشية والصهيونية تتفوق على الفاشية في الهمجية فلم تستخدم الأخيرة اليورانيوم المنضب، ولا القنابل العنقودية، ولم تطور أسلحة نووية تكتيكية، ولم تنشر فقراً وأمراضاً ودماراً بيئياً كما هو حالنا اليوم.
أما الدول\"الإسلامية\" فليس لها بنية صناعية مالية احتكارية يمكن أن تنجب مخلوقات وحشية كالفاشية والصهيونية فليس هناك أكثر من أنظمة معظمها تستمد شرعيتها من الدعم الغربي وليس من شعوبها، وعلى الطرف الآخر ضحاياها وضحايا الاحتلال الغربي الرسمي.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد