أقباط مصر ... لماذا يثيرون الفتنة الآن ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم



تأملات في حادث الفتنة الأخير في مصر

في إحدى جلسات الاستراحة في العمل فاجئني زميلي النصراني بأنه يوما ما سنلقي بكم في البحر وستعود مصر نصرانية كما كانت، وما أمر الأندلس منكم ببعيد.

قد كانت العلاقة بيني وبينه جيدة، بل ممتازة... لم أكن أحمل له حقدا كونه من عوام النصارى، ولكنه مفعول جرعة السم الزعاف التي كان يتلقاها كل أربعاء في محاضرة يلقيها الأنبا شنودة على شباب النصارى في كاتدرائية العباسية يستنهض بها هممهم من أجل العمل على التمكين للنصرانية القبطية في مصر وخارج مصر.

منذ قعد شنودة الثالث على كرسي البابوية في عام 1971 راح يجند النصارى وينظم الصفوف من أجل العمل على التمكين للنصرانية في أرض مصر، فأنشأ ما عُرف لاحقا بأقباط المهجر ـــ وهم أقوى الأدوات التي يمارس بها الضغط على الحكومة المصرية ـــ ونظم جماعات لتمارس التنصير في أرض مصر وتصدر قرارات سنوية عن نشاطها ــ وكان آخرها ما نشره موقع المسلم وصحيفة المصريون في 26/4 / 1426هـ، وبدأ شنودة يبرز في السياسة من خلال رجاله، أو من خلال شخصه هو، ولعل آخر ذلك إعلانه أن نصارى مصر كلهم خلف الرئيس مبارك في الانتخابات الأخيرة.

فالصورة الآن أن شنودة نجح في عمل استقلالية للكنسية ورعاياها والتعامل مع الدولة ككيان مستقل.

على هذه الخلفية يجب أن ننظر في أمر الشريط الذي يحمل مسرحية (كنت أعمى ولكني الآن أبصر) في توقيته وما يراد منه. وأريد أن أسجل بعض الملاحظات بين يدي تقريري:

ـــ مسرحية (كنت أعمى ولكني الآن أبصر) من الأعمال الفنية المتوسطة من حيث التهكم على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - والإسلام ـــ مع قبحها ــ فهناك أعمال أخرى أشد وقاحة من هذه المسرحية، فمثلا اطلعت ــ أنا ــ على أغنية بعنوان (ارضع يا كبير) يغنيها عيوشة ومحمد ــ وللأسماء دلالة ــ. واستمعت إلى شريط تحسب المتكلم فيه لأول وهلة الشيخ عبد الحميد كشك ــ يرحمه الله- رحمة واسعة ـــ يتكلم عن القرآن وشرائعه بما لا يمكن أن يقبل أبدا، وهذا الأمر مشهور لمن يحضر للنصارى الأقباط في غرف البالتوك. وهو متداول في يد كل من يهمه الأمر، وبين يدي الآن تسجيل لجلسة شورى بين بعض مفكري النصارى من العاملين في غرف البالتوك كي ينتجوا فيلم كرتون يصور حياة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ــ، هذا بعد المسرحية.

ـــ المسرحية مثلت منذ عامين تقريبا، وكانت موجودة عند بعض المهتمين بأمر التنصير، والشريط الذي يحمل المسرحية تم توزيعه من قبل النصارى على مساحة واسعة بطريقة مستفذه حيث كتب على بعض النسخ هدية رمضان للمسلمين. وتم التوزيع بين الشباب وفي رمضان وخارج الإسكندرية وهذا لا يفهم منه إلا أنه تعمد استثارة الناس.

وأيضا يخرج بهذا فرضية أن الهدف من نشر المسرحية هو الإضرار بمرشح دائرة محرم بك التي مثلت المسرحية على مسرحها.

ـــ رفض شنودة ومسئولي الكنيسة الاعتذار، وهذا لا يفهم منه إلا أنه رغبه في التصعيد.

ــ تستعد مصر الآن لإجراء الانتخابات البرلمانية (مجلس الشعب) في نهاية هذا العام 2005.

من هذه الأشياء يمكننا أن نقول:

النصارى في مصر استأنسوا من أنفسهم قوة وهم الآن يخططون من أجل تحقيق مكتسبات أخرى على أرض الواقع، وهذا الفعل يأتي في إطار جث نبض الشارع المصري. أو في إطار افتعال الحدث من أجل استغلاله.

تماما كما فعلت إسرائيل حين قامت بمحاولة تكتيكية ـ فاشلة ـ لاغتيال الشيخ أحمد ياسين وذلك بإلقاء قنبلة على سطح المنزل الذي كان يتواجد فيه، والكل يعلم أن هذه القنبلة ما كان لها أن تغتال الشيخ - رحمه الله -، والمنزل مكون من ثلاثة أدوار والشيخ بأسفله. ولكن هي فقط محاولة تكتيكية لتنظر رد الفعل ثم بعد ذلك اغتالته.

وهذا العمل المسرحي هو من الأعمال الفنية المعتدلة ـ على ما فيه من الإساءة للإسلام والمسلمين ـ كما قدمنا ــ إذ أن هناك من الأعمال الأخرى المتداولة أيضا ولكن بشكل محدود وتباركها باباوات الكنيسة المصرية ما هو أسوء من ذلك، فالموضوع مختار بدقة، والطبقة التي تم التوزيع خلالها اختيرت بدقة، والتوقيت قبيل الانتخابات هو الآخر مقصود من وجهة نظري.

ماذا يريد النصارى؟

من خلال خبرتي بالقوم، هم الآن يفتعلون حدثا من أجل أن يصوروا أنفسهم بصورة الأقلية المضطهدة التي تُهاجم كنائسها وتحرق ممتلكاتها الخاصة، ولا يدعم مرشحها الانتخابي فقط كونه نصراني ينتمي إلى الأقلية، وبالتالي هم محرمون من ممارسة حقوقهم السياسية والدينية!!

ويتم تسويق ذلك في الغرب من خلال اللوب النصراني القبطي (أقباط المهجر)، وأمريكا متعطشة لمثل هذا الفعل، ثم إن الحكومة لن تقاوم كعادتها مطالب النصارى، وخاصة في هذا التوقيت فهم من وقفوا خلف الرئيس في الانتخابات الأخيرة.

وفي هذا الإطار سيلجأ النصارى بالمطالبة بحصة ثابتة في البرلمان، وحقائب معينة في الوزارة، وتسهيلات خاصة في بناء الكنائس. والمدارس الخاصة وتعديل في المناهج الحكومية.

هذا هو الهدف من هذه البلبلة كما يبدوا لي.

والسؤال: هل ستقف مطالب النصارى عند هذا الحد؟

لا. هم يصرحون بأنهم يريدونها كلها، وعلى ما كانت عليه قبل قدوم الفتح الإسلامي، ومن يشك في كلامي فله أن يستمع إليهم في قناة الحياة الفضائية التي يديرها القس المتطرف زكريا بطرس وتبث من أمريكا، ولهم مواقع عدة على الشبكة العنكبوتية، وكذا يتحدثون بأصواتهم في غرف البالتوك.

والسؤال إلى أين يسير النصارى؟

النصارى يسير ون إلى حتفهم... يحفرون قبرهم بأيدهم.

شنودة استعدى الداخل... كل الداخل، وذلك بما يقوله عن الإسلام ونبي الإسلام - صلى الله عليه وسلم ـــ في حملته التنصيرية المنتشرة في كل مكان. وما كان المسلمون يحملون حقدا لشنودة أو لمن معه، وما كانوا يمارسون عليهم أي نوع من الضغط. أما بعد هذه التحركات (الفنية) (التبشيرية) التي تهاجم الإسلام والمسلمين فلن تعود الأمور إلى مجاريها ثانية.

وشنودة استقل بالنصارى المصريين عن باقي النصارى الأرثوذكس في العالم، فالكنيسة المصرية الأرثوذكسية لا تخضع للكنيسة الأم بل تضيق عليها في مصر، وهذا أمر يعرفه المتابعون.

وشنودة يراهن على العامل الخارجي ــ أمريكا تحديدا ــ وأمريكا بروتستنتية كافرة من وجه نظر شنودة الأرثوذكسي، وهي تسرق منه أتباعه وتمارس التبشير بين جنوده وتستقطب منهم عدد كبير، وتتحدث التقارير الكنسية أن الأرثوذكس يفقدون كل عام ما يقرب من ثمانية آلاف، ولهذا أنشئوا فضائيتهم المصرية ليتداركوا الخطر الأمريكي القادم عليهم، فقد تُخلص أمريكا مصر في بضع سنيين لصالحها، ويومها سيتمنى شنودة ثانية عودة المسلمين ليخلصوه من بني جلدته كما فعلوا أول مرة.

وأمريكا لن تدوم، وقد تجرأ عليها الناس بعد غزو العراق، فلن تقدم له بخيلها ورجلها، بل لن تدوم له. فمن له بعد أمريكا؟!

سيبقى وحيدا يحمل على ظهره ما اقترفه في حق نبيينا وقرآننا. ويومها لن يجد النصارى إلا الأرض بأيديهم أو بأيدينا، ومن يبقى منهم سيعتكف في صومعته على رؤوس الجبال إلى يوم الساعة.

فهل يدرك عقلاء النصارى هذا الأمر، وهل يتداركون أمرهم؟؟

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply