المجوس أول من عبدوا المسيح عليه السلام


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



يقول الكتاب المقدس: (1وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيتِ لَحمِ اليَهُودِيَّةِ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ المَلِكِ إِذَا مَجُوسٌ مِنَ المَشرِقِ قَد جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَينَ هُوَ المَولُودُ مَلِكُ اليَهُودِ فَإِنَّنَا رَأَينَا نَجمَهُ فِي المَشرِقِ وَأَتَينَا لِنَسجُدَ لَهُ». ) متى 2: 1-2 (9فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ المَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجمُ الَّذِي رَأَوهُ فِي المَشرِقِ يَتَقَدَّمُهُم حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوقُ حَيثُ كَانَ الصَّبِيٌّ. 10فَلَمَّا رَأَوُا النَّجمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً 11وَأَتَوا إِلَى البَيتِ وَرَأَوُا) متى 2: 9-11

وهل كان النجم في السماء أم اقترب من الأرض؟ فلو كان في السماء فكيف أمكن للنجم الضخم تحديد المكان الصغير الذي ولد فيه يسوع من مكان يبعد عن الأرض بلايين السنوات الضوئية؟ فالمعتاد أن أشير بأصبعي لأحدد سيارة ما. لكن أن أشير بالسيارة لأحدد أحد أصابع شخص، فهذا غير منطقي. وكيف لم يراه باقي البشر أو على الأقل وحى باقي الإنجيليين؟ وهل كانت سرعة المجوس على الأرض تساوى سرعة النجم في السماء؟ بالطبع لا. فسرعة الإنسان على الأرض تكون أسرع كثيراً من حركة النجوم.

إضافة إلى أن حركات السبع السيارة وكذا الحركة الصادقة لبعض ذوات الأذناب تكون من المغرب إلى المشرق، والحركة لبعض ذوات الأذناب من المشرق للمغرب، فعلى هاتين الصورتين يظهر كذبها يقيناًº لأن بيت لحم من أورشليم إلى جانب الجنوب. والقصة تقول إن المجوس جاؤوا إلى أورشليم ثم أرسلهم الملك إلى بيت لحم الواقعة جنوب أورشليم. وبذلك فهم لابد أن يكونوا قد تبعوا نجماً تحرك من الشمال إلى الجنوب. الأمر غير المتوفر في الأذناب السبع السيارة. صحيح أنه توجد بعض ذوات الأذناب تميل من الشمال إلى الجنوب ميلاً ما، لكن هذه الحركة بطيئة جداً من حركة الأرض، فلا يمكن أن تُحَسّ هذه الحركة إلا بعد مدة.

أما لو اقترب النجم ووقف حيث وُلِدَ الصبي، لكانت معجزة، ما احتاج معها أن يبشر بملكوت السموات، أو احتاج بشر أن ينكره. ولكان سجلها المؤرخون.


ألست معي أن النجم كتلة من النار متوهجة تضيء في السماء؟ ألست معي أن النجم أكبر من الشمس بلايين المرات؟ ألا تدرك ماذا تفعل بنا الشمس لو اقتربت إلى الأرض؟ فما بالك لو اقترب النجم نفسه؟ ألا يدل ذلك على جهل كتبة الإنجيل وعدم معرفتهم بطبيعة النجم وأنه كتلة نارية؟

ثم ما علاقة عبدة النار من المجوس باليهودية وبمجيء ملك اليهود؟ وكيف عرفوا ذلك على الرغم من عدم معرفة اليهود أنفسهم بهذا الموعد؟ فعند الصلب وبعد 33 سنة عاشوها معه سأله رئيس الكهنة: («أَستَحلِفُكَ بِاللَّهِ الحَيِّ أَن تَقُولَ لَنَا: هَل أَنتَ المَسِيحُ ابنُ اللَّهِ؟ ») متى 26: 63 (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الوَالِي. فَسَأَلَهُ الوَالِي: «أَأَنتَ مَلِكُ اليَهُودِ؟ ») متى 27: 11

فلو صدقوا بذلك لكانوا من أتباع اليهودية! ولم نسمع ولم نقرأ ولم يسجل أحد المؤرخين القدماء أن المجوس سجدوا لأحد من ملوك اليهود، فلماذا تحملوا مشقة السفر وتقديم كنوزهم والكفر بدينهم والسجود لمن يقدح في دينهم ويسب معبودهم؟

وهل ترك هيرودس من استهزؤا به وقتل أطفال مدينة لحم كلها، وهى مدينة صغيرة تقع في دائرة حكمه ويسهل السيطرة عليها، ويسهل عليه معرفة من الذي ولدَ فيها وإلى أي بيت جاء المجوس؟ ولماذا لم يتمكن عسكره من اللحاق بالمجوس الذين أهانوه أو التحقق من أسطورة ملك اليهود هذا؟ ولماذا تكلف قتل الأطفال في باقي التخوم؟ ولو فعل هيرودس هذا لأصبح من أعداء اليهود على كامل فرقهم، ولكتبها المؤرخون من اليهود وغيرهم، الذين كانوا يكتبون ذمائم هيرودس، ويتصفحون عيوبه وجرائمه.

ولو افترضنا أنهم عرفوا ذلك عن طريق التنجيم، لكان الإنجيل يدعوا إلى اتباع المنجمين وتصديقهم، وهو عندهم رجس ومحرم تحريماً تاماً: (31لاَ تَلتَفِتُوا إِلَى الجَانِّ وَلاَ تَطلُبُوا التَّوَابِعَ فَتَتَنَجَّسُوا بِهِم. أَنَا الرَّبٌّ إِلَهُكُم. ) لاويين 19: 31º (6وَالنَّفسُ الَّتِي تَلتَفِتُ إِلَى الجَانِّ وَإِلَى التَّوَابِعِ لِتَزنِيَ وَرَاءَهُم أَجعَلُ وَجهِي ضِدَّ تِلكَ النَّفسِ وَأَقطَعُهَا مِن شَعبِهَا) لاويين 20: 6º (10لا يُوجَد فِيكَ مَن يُجِيزُ ابنَهُ أَوِ ابنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَن يَعرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ 11وَلا مَن يَرقِي رُقيَةً وَلا مَن يَسأَلُ جَانّاً أَو تَابِعَةً وَلا مَن يَستَشِيرُ المَوتَى. 12لأَنَّ كُل مَن يَفعَلُ ذَلِكَ مَكرُوهٌ عِندَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هَذِهِ الأَرجَاسِ الرَّبٌّ إِلهُكَ طَارِدُهُم مِن أَمَامِكَ. 13تَكُونُ كَامِلاً لدَى الرَّبِّ إِلهِكَ. ) تثنية 18: 10-13

يُعلم من كلام متى أن أبوي يسوع كانا يقيمان في بيت لحم بعد ولادته أيضاً، ويُفهم من بعض كلامه أن هذه الإقامة فيها كانت إلى مدة قريبة من سنتين، وجاء المجوس إلى هناك، ثم ذهبا إلى مصر وأقاما مدة حياة هيرودس في مصر، ورجعا بعد موته وأقاما في الناصرة.

ويُعلَم من لوقا أن أبوي يسوع ذهبا إلى أرشليم بعد ما تمت مدة النفاس، وبعد تقديم الذبيحة رجعا إلى الناصرة وأقاما فيها، وكانا يذهبان منها إلى أورشليم في أيام العيد من كل سنة، وأقام يسوع في أورشليم وهو في سن الثانية عشر من عمره بلا إطلاع الأبوين في أورشليم.

وعلى كلامه فلا سبيل لمجىء المجوس إلى بيت لحم ـ حيث تقع بيت لحم في جنوب القدس وتقع الناصرة في شمال فلسطين، والبعد بينهما 115 كيلومتر ـ بل لو فُرِضَ مجيئهم يكون إلى الناصرة، لأن مجيئهم في أثناء الطريق أيضاً بعيد، وبالتالي فلا سبيل لذهاب أبويه إلى مصر وإقامتهما فيها.

ويُعلم من كلام متى كذلك أن أهل أورشليم وهيرودوس ما كانوا عالمين بولادة يسوع قبل إخبار المجوس، وكانوا معاندين له.

ويُعلم من كلام لوقا أن أبوي يسوع لما ذهبا إلى أورشليم بعد مدة النفاس لتقديم الذبائح، أخذ سمعان (الشيخ) الذي كان رجلاً صالحاً ممتلئاً بالروح القدس، وكان قد أُحِىَ إليه أنه لا يرى الموت قبل رؤية المسيح، أخذ عيسى - عليه السلام - بين ذراعيه في الهيكلº وكذلك فعلت النبية حنة، فقد وقفت تسبح الرب في تلك الساعة، وأخبرت جميع المنتظرين في أورشليم.

فلو كان هيرودوس وأهل أورشليم معاندين للمسيح، لما أخبر الرجل الممتلىء بروح القدس في الهيكل، الذي كان مجمع الناس في كل حين، ولما أخبرت النبية حنة بهذا الخبر في أورشليم، التي كانت دار السلطنة لهيرودوس.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply