امتياز المسيح بولادته من الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 



يدعي النصاري إدعاءً باطلاً وهو أن المسيح امتاز بولادته من الله:

والحقيقة إن هذا الادعاء لا أساس له، لأن الكتاب المقدس اصطلح على أن كل مؤمن تقي وبار هو مولود من الله أو من فوق، فالتولد من الله مجازي وعام، يشترك فيه المسيح وغيره بالمعنى اللائق بعظمة الله ولندلل على ذلك بالأمثلة من كتابهم المقدس:

بالنسبة للولادة من الله فقد ورد في سفر التثنية الإصحاح الرابع عشر العدد الأول على لسان موسى - عليه السلام -:

((أنتم أولاد الرب إلهكم))

وورد في المزمور الثاني الفقرة السابعة ان الله قال لداود:

(( أنا اليوم ولدتك ))

وورد في رسالة يوحنا الأولى الإصحاح الرابع الفقرة السابعة قوله:

((أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة من الله وكل من يحب الله فقد ولد من الله))

وقد اصطلحت الأسفار على أن كل مؤمن بار هو مولود من فوق أو من السماء فورد في إنجيل يوحنا [3: 3] قول المسيح:

((الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله)).

وقد جاء في رسالة يوحنا الأولى [2: 29]:

((إن علمتم انه بار هو فاعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه)) أي من الله.

ويوحنا الذي فسر في الفقرة 38 من الإصحاح الأول كلمة رب بمعنى معلم في حق المسيح يوضح لنا في الفقرة 12 من الإصحاح الأول معنى الولادة من الله فيقول: ((أَمَّا الَّذِينَ قَبِلُوهُ، أَيِ الَّذِينَ آمَنُوا بِاسمِهِ، فَقَد مَنَحَهُمُ الحَقَّ فِي أَن يَصِيرُوا أَولاَدَ اللهِ)) فالمولود من الله هو المؤمن باسمه.

ولقد أورد يوحنا في [4: 34] قول المسيح للتلاميذ: ((...طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني، وأتمم عمله))

ويقول المسيح أيضاً: ((لأني نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني)) [يوحنا 6: 38]

ويلاحظ هنا أن المسيح قد قال: ((أرسلني ))، ولم يقـل: الذي ولدنـي.

ويلاحظ أيضاً ان النصوص تتضمن لفظ (أرسلني) وهذا لا يقتضي دعوى الاتحاد والمساواة من أساسها لأن المرسل غير المرسل بداهــة.

ثم ان هذه النصوص تفيد بأن الابن وقع عليه الإرسال، ولا يصح أن من وقع عليه الإرسال أن يكون قديماً، فكيف يتحد مع مرسله القديم.

ثم أن قول بولس بأن المسيح هو ((بكر كل خليقة)) [كو1: 15]

فيه الدليل الواضح على ان المسيح مخلوق، ومن الجدير بالذكر ان اللغة لم تعرف البكر إلا على أنه الأول من الأولاد وبكر الخلائق لا يكون إلا من جنسهم. وقد جاء في [متى 1: 25]: إن جبرائيل تراءى ليوسف النجار خطيب مريم وقال له خذ خطيبتك واصعد إلى الجبل ولا تباشرها حتى تلد ابنها البكر. وقد اعتبر يعقوب التلاميذ باكورة المخلوقات فقال: ((شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه)) [يعقوب 1: 18]

ومن جهة أخرى نريد ان نناقش النصاري على أساس القول في الاقانيم الثلاثة والتي الابن واحداً منها:

فإنكم تزعمون أن المسيح مولود من أبيه أزلاً ونحن نقول: إذا كان الأمر كما تقولون فيكونان موجودان أزليان الله الأب أزلي والله الابن أزلي فإن كان الأب قديماً فالابن مثله وإن كان الأب خالقاً كان الابن خالقاً مثله، والسؤال هو:



لم سميتم الأب أباً والابن ابناً؟

فإذا كان الأب استحق اسم الأبوة لقدمه فالابن أيضاً يستحق هذا الاسم بعينه لأنه قديم قدم الأب، وإن كان الأب عالماً قديراً فالابن أيضاً مثله، فهذه المعاني تبطل اسم الأبوة والبنوة، لأنه إذا كان الأب والابن متكافئين في القدرة والقدم فأي فضل للأب على الابن حتى يرسله فيكون الأب باعثاً والابن مبعوثاً؟



ألم يقل يوحنا ان الأب أرسل الابن للعالم. ولا شك أن الراسل هو غير المرسل.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply